الأول من تشرين الثاني، جلالة الملك والملكة يحضران حفل الاستقبال الذي أقامه النادي الدبلوماسي الأردني

عمان
01 تشرين الثاني/نوفمبر 2001

قال جلالة الملك عبدالله الثاني أننا في الأردن نخوض عملية إصلاح اقتصادية واجتماعية شاملة، وهذا أمر حيوي إذا ما أردنا أن نضع نموذجاً جديداً لمستوى الحياة في الشرق الأوسط.
وشدّد على ضرورة العمل من أجل قيام دولة فلسطينية مبيناً جلالته أن مسؤولياتنا في الأردن والمجتمع الدولي تحتّم علينا قيام هذه الدولة وإخراجها إلى حيّز الوجود.
وأشار جلالته خلال حضوره وجلالة الملكة رانيا العبدالله حفل الاستقبال الذي أقامه النادي الدبلوماسي الأردني للدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى المملكة والدبلوماسيين الأردنيين، أن اهتمامنا في هذه المرحلة يرتكز على الاستثمار والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لافتاً جلالته إلى أن الكثير من السفراء الأجانب يعرفون أننا عندما نلتقي قادة العالم فإن 95 بالمائة من الوقت نمضيه في الحديث عن القضية المركزية قضية فلسطين.
وأكد جلالته قدرة الاقتصاد الأردني على الاستجابة للتحديات وأن قوة هذا الاقتصاد مكّنت الأردن من الانضمام إلى عضوية منظمة التجارة العالمية وتوقيع اتفاقيات التجارة الحرة مع أوروبا والدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال جلالته لقد تعلمت من المغفور له جلالة الملك الحسين أن نظرتنا يجب أن تكون شمولية وأن مسؤولياتنا ليست محصورة بالاهتمام بالأردن فقط وهذا ما سنواصل التمسك به. وبين جلالته أن الظروف الصعبة التي يمر بها العالم ليست مبرراً لنا للتباطوء وهذا ما أشرت إليه في رسالتي الأخيرة لرئيس الوزراء.. يجب أن نكون قادرين على تحسين مستوى حياة المواطن الأردني وأن تكون همومه في المقدمة دائماً.. وعليه ستكون هناك طريقة جديدة في العمل الذي يجب على الحكومة أن تنجزه.
وأوضح جلالته أن الرسالة ليست في تغيير هذا الوزير أو ذاك، إنما التغيير الذي نتحدث عنه هو تغيير في نظام العمل وكيفية أداءه بما يضمن النمو والازدهار للمواطن الأردني, إنه النظام الذي يتوجب أن يعيه جميع المواطنين.
وأعرب جلالته عن أمله في أن يصبح هذا الأمر واضحاً خلال الأسبوعين القادمين فهذا الوقت ليس وقت التردد إنه ليس وقت اتخاذ ما يحدث في العالم كمبرر للتباطوء، إذا ما أردنا تحقيق إنجازات هامة في المستقبل.
وقال جلالته يجب على موظفي الدولة أن يفهموا أن هناك طريقة جديدة للعمل من خلال أسلوب شفاف وفاعل وإذا كان هناك من لا يدركون أسلوب العمل الصحيح فإن هناك الكثيرين ممن لديهم الاستعداد للعمل وتقديم الأفضل لوطنهم, مؤكداً جلالته أننا سنقدم كل الدعم والمساعدة لتحقيق رؤيتنا لأردن المستقبل.
وأشاد جلالته بالدعم الدولي الذي يحظى به الأردن وتفهم الكثير من دول العالم وتأييدها لما يحاول الأردن إنجازه.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني على ضرورة العمل من أجل قيام دولة فلسطينية وقال إن مسؤولياتنا في الأردن والمجتمع الدولي تحتم علينا قيام هذه الدولة وإخراجها إلى حيّز الوجود.
وأضاف جلالته، يجب علينا أن ندرك جميعاً أن المستقبل الذي لا نستطيع تأخيره سيأتي عاجلاً أو آجلاً.. وهو إعلان المجتمع الدولي عن قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار.
وأعرب جلالته عن أمله في أن يفتح العالم صفحة جديدة في أعقاب أحداث 11 أيلول وقال إن ما جرى ليس صراعاً بين الشرق والغرب ويجب على المسلمين جميعاً أن يتحدوا في مواجهة التطرف فالإسلام دين تسامح ولكن للأسف هناك قلائل ممن يتسترون وراء الدين للإساءة إليه.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء بالوكالة ورئيس مجلس الأعيان ورئيس الديوان الملكي الهاشمي تقديره ودعمه لأعضاء السلك الدبلوماسي في الأردن. وقال أن أبواب الديوان الملكي الهاشمي والحكومة ستكون مفتوحة دائماً أمام الدبلوماسيين للإجابة على تساؤلاتهم وآرائهم وشكر جلالته النادي الدبلوماسي على تنظيم هذا اللقاء.
من جانبه أشار الدكتور كامل أبو جابر رئيس النادي الدبلوماسي الأردني إلى التغير الاجتماعي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني في مجتمعنا وفي أكثر مراحل التحول صعوبة بين الماضي والحاضر والذي يجمع بين الحداثة والتقاليد بأسلوب متميز وحس رفيع.
وقال في كلمة ألقاها خلال الحفل أن رأي جلالته السديد يعدّ نموذجاً فريداً ليس في سياسات منطقتنا وحسب ولكن في العالم أجمع. وبين أن ترسيخ الديمقراطية وتطوير مجتمعنا في هذه الأوقات الصعبة يجري بطريقة عقلانية وإنسانية وجامعاً بين القيم الروحية والاجتماعية المطلوبة ومتطلبات الحداثة.
وأوضح أن النادي الدبلوماسي الأردني أسس لخدمة رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني المستقبلية للأردن وللإسهام في عرض الصورة الحقيقية الناصعة للأردن أمام العالم.