الملك يجري مباحثات مع الرئيس الفلسطيني
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني دعم الأردن الكامل للأشقاء الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم التاريخية والقانونية في مدينة القدس، وفي مساعيهم الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلال مباحثات عقدها جلالة الملك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في قصر بسمان اليوم الخميس بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، جرى التأكيد على أن قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها يشكل خرقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وشدد جلالة الملك، خلال المباحثات، على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، داعيا جلالته إلى ضرورة البناء على الرفض الدولي للقرار الأمريكي، لتفادي أي خطوات أحادية قد تقوم بها دول أخرى.
وأكد جلالة الملك والرئيس عباس ضرورة تنسيق الموقف العربي وتوحيد الجهود المشتركة، والتواصل مع المجتمع الدولي، بخصوص التداعيات الخطيرة للقرار الأمريكي على أمن واستقرار المنطقة وجهود تحقيق السلام.
وشدد جلالة الملك على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في اتخاذ مواقف حازمة وداعمة لتحقيق السلام وحل القضية الفلسطينية، مؤكدا جلالته أن موضوع القدس يجب تسويته ضمن إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
كما أكد جلالة الملك والرئيس عباس على أن أي إجراءات تستهدف المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس تعتبر باطلة، وستفضي إلى مزيد من التوتر والعنف في المنطقة والعالم أجمع.
وشددا على مركزية القضية الفلسطينية في المنطقة، مؤكدين أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية سيكون له عواقب وخيمة، ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين في العالمين العربي والإسلامي.
وأكد جلالته أنه، وخلال اتصالاته مع عدد من قادة الدول، شدد على ضرورة دعم الرئيس الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية لمواجهة أي محاولات إسرائيلية لتغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة، وتمكينهم من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة استنادا إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية.
وأطلع الرئيس عباس، جلالة الملك، خلال المباحثات، على الاتصالات التي أجراها مع عدد من رؤساء الدول حول ما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر، وتبعات القرار الأمريكي على مستقبل عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأعرب الرئيس عباس عن تقديره والشعب الفلسطيني للجهود الكبيرة التي يقوم بها الأردن بقيادة جلالة الملك لدعم اشقائه الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم المشروعة في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة.
وحضر المباحثات سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، المبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية، ومدير مكتب جلالة الملك، وعن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس هيئة الشؤون المدنية، ورئيس جهاز المخابرات العامة، والسفير الفلسطيني في عمان.
وفي تصريحات صحفية عقب مباحثاته مع جلالة الملك، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن التنسيق الأردني الفلسطيني متواصل، لأن المصير واحد والمستقبل واحد والهم واحد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال الرئيس عباس نحن متفقون تماما أنه لا بد من حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الـرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أنه وفي ضوء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن القدس، أمامنا خطوات كثيرة لنقوم بها من خلال الجامعة العربية وقمة (منظمة التعاون الإسلامي) التي ستعقد في إسطنبول، ولا بد من التشاور في كل القضايا التي ستطرح أمامنا.
كما أكد أن قرار الرئيس ترمب مرفوض جملة وتفصيلا، مضيفا أن الولايات المتحدة بهذا الموقف الذي اتخذته أبعدت نفسها كثيرا عن العمل السياسي في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس عباس "اتصلنا مع كل العالم، ومن حسن الحظ أننا وجدنا تجاوبا من كل الدول في أوروبا وآسيا وإفريقيا وبابا الفاتيكان، ومن دول أخرى"، لافتا إلى أهمية الرأي العام العالمي بهذا الخصوص.
وتابع إن ما يجري الآن في كل العالم من رفض للقرار الأمريكي بشأن القدس بما فيها الأراضي العربية، وفلسطين والأردن رسائل مهمة لترمب بأن قراره لا يمكن القبول بها إطلاقا.