مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع مجلة الحوادث
الحوادث: قبل ان تسلموا رئاسة القمة العربية للرئيس اللبناني اميل لحود، ما هي نتائج الجهود والتحركات التي قمتم بها على صعيد القضيتين الفلسطينية والعراقية؟
جلالة الملك: كما تعلم لم تتوقف تحركاتنا واتصالاتنا في سبيل إيجاد مخرج لهاتين القضيتين الرئيستين اللتين تشكلان هماً كبير لأمتنا. وفي كل لقاءاتي مع القادة والمسؤولين في العالم كان التركيز على هاتين القضيتين والتأكيد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في إيجاد الحل العادل لهما، الذي يضمن عودة الحقوق العربية وينهي معاناة الشعبين الشقيقين. في زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة ولقائي مع الرئيس بوش والمسؤولين في الإدارة الأميركية شددت على أهمية تحرك الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف إعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، وأكدت أن القوة لن تجلب سلاماً وأن مواصلة العدوان لن تؤدي سوى إلى الدمار وزعزعة الإستقرار في المنطقة. وقبل مدة طرحت رأياً حول إمكانية الحل للقضية الفلسطينية يكمن بإقامة دولة فلسطينية قابله للاستمرار وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية إلى جانب ضمان أمن إسرائيل وقبول وجودها مع جيرانها العرب ضمن حدود آمنه ومعترف بها، هذا رأينا في الحل ولا سبيل إلى كل ذلك إلا بالتفاوض. وبالنسبة للملف العراقي أشرت إلى أن ضرب العراق كارثه وأمر خطير جداً وقلت أن الحل هو ببدء حوار فوري بين العراق والأمم المتحدة يضمن تطبيق قرارات مجلس الأمن المتصلة بحرب الخليج وينهي الحصار المفروض على العراق الذي طال أمده وجلب المعاناة والألم للشعب العراقي الشقيق.
الحوادث: هل تعتقدون ان واشنطن صرفت النظر عن موضوع ضرب العراق او إرجائه حتى اشعار آخر؟
جلالة الملك: آمل ذلك وأدعو إلى تغليب لغة الحوار على التهديد باستخدام القوة، ضرب العراق سيزيد المعاناة ويحدث الفوضى في المنطقة بأكملها.
سمعنا عن بداية اتصال بين العراق والأمم المتحدة نأمل أن يتكلل بالنجاح. وقد أطلعت من نائب الرئيس العراقي السيد عزت إبراهيم على ملامح التحرك العراقي ولقاء وزير الخارجية العراقي مع أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان الذي يستهدف تعاون العراق مع الأمم المتحدة ومنع وقوع ضربه له. نأمل أن تتكلل هذه التحركات بالنجاح.
الحوادث: الاردن سيكون المتضرر الاول في حال ضرب العراق، هل هناك خطط احتياطية لتخفيف هذا الضرر في حال حصوله؟
جلالة الملك: الأردن والمنطقة كلها ستتضرر من ضرب العراق لا سمح الله، العراق شعب عربي قدم لأمته الشيء الكثير ولا بد من الوقوف إلى جانبه. لقد عانينا في الأردن كثيراً من الحصار المفروض على العراق وتأثيره على الاقتصاد الأردني بالدرجة الأولى. وسنسعى بكل إمكانياتنا إلى منع ضرب العراق وإنهاء الحصار الجائر على العراق، ولكن حديثك حول خطط إحتياطيه أعتقد أن هذا الأمر سابق لأوانه.
الحوادث: كيف تنظرون الى مبادرة ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، وهل تتوقعون ان تتبناها قمة بيروت خصوصا بعد زيارة الرئيس بشار الاسد الى السعودية؟
جلالة الملك: مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز تندرج في إطار قرارات الشرعية الدولية وتجسد رغبة العرب في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم الذي يكفل إستعادة الحقوق العربية وزوال الإحتلال الإسرائيلي. لقد أيدنا المبادرة منذ الإعلان عنها والترتيبات جارية الآن لعرضها على قمة بيروت وسندعم التوجه الذي تتبناه هذه القمة. خيار العرب السلام العادل والشامل وعلى إسرائيل أن تستجيب لهذه المبادرة وللدعوات العربية بإنهاء الصراع وإحلال السلام. وقد كانت مبادرة الأمير عبد الله في جملة المباحثات التي أجريتها مع الرئيس بشار الأسد الإثنين الماضي، وكانت وجهات النظر متطابقة حيال هذه المبادرة.
الحوادث: هل تتوقعون ان يتمكن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من حضور القمة؟
جلالة الملك: لا بد من مشاركة الرئيس عرفات، إن انعقاد القمة بدون حضوره سيضعف هذه القمة هذا ما نبهت إليه وما شرحته للرئيس الأميركي جورج بوش. ولذا فإننا سنحاول التحرك خلال الأيام القادمة لحث الإدارة الأميركية على الضغط على إسرائيل لرفع القيود المفروضه على الرئيس عرفات والسماح له بالمشاركة في القمة العربية.
الحوادث: كيف تقيمون نتائج زيارة الرئيس مبارك الى واشنطن ولقائه الرئيس بوش؟ وماذا عن دعوته شارون وعرفات الى لقاء معه في شرم الشيخ؟
جلالة الملك: واعتقد أن مثل هذه التحركات تصب في خدمة الموقف العربي من خلال حث واشنطن على ممارسة ضغوطها على إسرائيل للكف عن سياسة الإعتداءات ضد الفلسطينيين. وبالنسبة لدعوة الرئيس مبارك إلى لقاء بين شارون وعرفات فنحن مع أي جهد ينهي دائرة العنف ويعيد الجانبين إلى طاولة المفاوضات.
الحوادث: هل لدى جلالتكم ورقة عمل معينة الى قمة بيروت؟
جلالة الملك: سنطرح رؤيتنا وموقفنا خلال انعقاد القمة.
الحوادث: ما هي النتائج التي تتوقعونها من القمة؟
جلالة الملك: سنعمل مع الأخوة القادة العرب لتبني موقف موحد إزاء القضايا المطروحة على القمة ، والخروج بنتائج إيجابية تدعم المواقف العربية وتدعم رؤيتنا لتحقيق السلام الشامل العادل والدائم الذي يضمن إستعادة الأراضي العربية المحتلة.
الحوادث: كيف تنظرون الى موقف اوروبا بالنسبة لما يجري في الاراضي الفلسطينية من مجازر واعتداءات اسرائيلية يومية؟
جلالة الملك: التحرك الأوروبي مهم جداً وهو ينم عن موقف مسؤول وحريص على استتباب الأمن في المنطقة وحدوث إنفراج يفضي إلى إعادة الأمور إلى نصابها . نثمن الموقف الأوروبي ونرى أن تحرك السيد خافيير سولانا منسق الإتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والسيد ميغيل موراتينوس مبعوث الإتحاد الأوروبي للشرق الأوسط في هذه المرحلة الحرجه يشكل التزاماً أوروبياً بتحقيق السلام وإنهاء دوامة العنف والإعتداءات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق . ونأمل أن يسفر هذا التحرك عن نتائج تسهم في وقف العنف.
الحوادث: هل انتم راضون عن اداء الحكومة الاردنية الحالية، وكيف تقيمون علاقاتها مع مجلس النواب؟
جلالة الملك: نعم... لقد طرحت الحكومة برنامجاً إقتصادياً تنموياً نأمل أن يلمس آثاره المواطنون هذا العام... رئيس الوزراء عملي ومخلص في أداء مهام عمله، ولو كانت الظروف من حولنا غير هذه الظروف لحققت برامج الحكومة وخططها نتائج إيجابية... لكن رغم ذلك فقد حقق اقتصادنا تطوراً نوعياً حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 22% وبلغت نسبة النمو 4% وزادت الاستثمارات الأجنبية وهذا يجعلنا راضين عن أداء الحكومة.
الحوادث: هل هناك خطة لتنشيط الاقتصاد الاردني في هـذه المرحلة الصعبة؟
جلالة الملك: نعم الخطط موجودة، لدينا الآن برنامج للتحول الاقتصادي والإجتماعي من شأنه الإسراع في إحداث أثر مباشر على مستوى معيشة المواطنين ... ولقد وضعنا خططاً طموحة لتنمية الموارد البشرية وتحسين وتطوير الخدمات الحكومية الأساسية والإسراع بعمليات الإصلاح بكافة أشكالها.
هناك تحديات كثيرة أمامنا، الوضع في الأراضي الفلسطينية وفي العراق وأحداث 11 سبتمبر كلها عوامل ساهمت في الضغط على اقتصادنا. لكن وبحمد الله رغم ذلك فاقتصادنا حقق مؤشرات إيجابية خلال العام الماضي، إذ ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي وزادت الصادرات. كما أن توقيع الأردن إتفاقيات تجارة حرة مع الدول العربية والولايات المتحدة والدول الأوروبية كلها عوامل ساهمت في الحفاظ على قوة الإقتصاد الأردني وعلى استقرار الوضع المالي. وتساهم في تقوية الاقتصاد وتحقيق التطور الذي ننشده والذي ينعكس على حياة المواطنين ومستوى معيشتهم.
الحوادث: هل أنتم مرتاحون لدور الصحافة الأردنية الحالية ومدى تحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية؟
جلالة الملك: لقد اتخذنا العديد من الإجراءات لتمكين الصحافة الأردنية من العمل بحرية تامه وضمان استقلالها. فبعد اتخاذ قرار إلغاء وزارة الإعلام والإعلان عن قيام مجلس أعلى للإعلام ينظم شؤون الصحافة المقروءه والمرئية ويرسم السياسات الإعلامية. نحن مطمئنون أن تأخذ الصحافة الأردنية دورها الوطني والقومي المهم وأن تتحمل المسؤوليات المهنية والوطنية الملقاة على عاتقها.
صحيح أننا نفاجأ في كثير من الأحيان أن بعض الصحف تخرج عن الإطار المهني والوطني وتسيء للوطن، إلا أننا نأمل بعد أن يقوم المجلس الأعلى للإعلام بعمله بشكل تام أن يكون لدينا صحافة مسؤوله وأن يكون العاملون فيها قادرين على التعبير عن هموم الوطن والمواطنين وإبراز رسالة الأردن الديمقراطي ودوره الحضاري والعالمي.
الحوادث: كيف تنظرون الى قيام مملكة عربية جديدة هي البحرين؟
جلالة الملك: لقد باركنا الخطوات التي اتخذها الأخ صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفه ملك البحرين على طريق إرساء نهج الديمقراطية والشورى في مملكة البحرين والتي حظيت بمباركة من قبل شعب البحرين. ونأمل أن يتحقق للبحرين قيادة وشعباً كل آمالهم وتطلعاتهم في الرخاء والإزدهار.
الحوادث: العلاقات الاردنية - السورية، هل هي الان في احسن حالاتها؟
جلالة الملك: اتصالاتي مع الرئيس بشار الأسد لم تنقطع أبداً . لقد التقيته في دمشق هذا الأسبوع والتنسيق بيننا مستمر حول الأفكار المطروحة للخروج من الوضع الحرج في الأراضي الفلسطينية ورفع الحصار وإنهاء الإعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني... ناقشنا مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وكان تأييدنا واضحاً لهذه المبادرة ولكل الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. الرئيس الأسد والسوريون ملتزمون بالسلام الشامل والعادل والدائم الذي يعيد الأراضي العربية المحتلة ويلبي المطالب والحقوق العربية المشروعة.
الحوادث: لندن ما تزال تحذر من العراق، وطوني بلير يزور قريباً واشنطن ليبحث مع الرئيس بوش خطر امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل، ما هو تعليق جلالتكم؟
جلالة الملك: كما ذكرت سابقاً نحن نرفض أي إعتداء على العراق ونأمل أن تؤدي مباحثات وزير الخارجية العراقي مع كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة إلى بداية انفراج بين العراق والأمم المتحدة.
الحوادث: هل ترون ان لا عودة الى المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية ما دام شارون في الحكم؟
جلالة الملك: المسألة ليست فيمن يحكم في إسرائيل، بل في هل هناك رغبة بالعودة للمفاوضات مع الفلسطينيين... المؤشرات ما زالت سلبية ولكن حين نسمع من الولايات المتحدة تصريحات تشير إلى إيفاد مسؤولين أميركيين لمناقشة إمكانية إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مائدة المفاوضات، نبدو متفائلين بإمكانية العودة إلى مفاوضات السلام بغض النظر عمن يحكم في إسرائيل.
الحوادث: الاردن يتحرك هذه الايام في كل اتجاه، هل ذلك بدوافع واسباب خارجية ام لتفادي ازمة داخلية؟
جلالة الملك: الجزء الأهم من تحركاتنا يستهدف إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق الذي تعتبر معاناته وآلامه معاناة لنا، كما أن بقاء الوضع في العراق على ما هو عليه يشكل قلقاً مستمراً لنا، والجزء الثاني من تحركاتنا يستهدف تحسين قدرات إقتصادنا من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الأردن وفتح أسواق جديدة للصادرات الأردنية.
الحوادث: أصبحت هناك ثلاث مبادرات عربية بشان الصراع العربي – الإسرائيلي، السعودية والليبية والمصرية، فهل ننتظر من الاردن وهو رئيس القمة العربية حاليا، مبادرة رابعة؟ وهل لها مكان بعد بين هذه المبادرات؟
جلالة الملك: لم أطلع على المبادرة الليبية بشكل واف وأعتقد أن كل مبادرة تصب في إنهاء العنف وإنقاذ الفلسطينيين وإعادة الحقوق العربية ستجد منا كل الدعم والتأييد ، سنناقش كل رأي، أو مبادرة تطرح على القمة العربية القادمة.
الحوادث: هل تصل المطاردة الاميركية لتنظيم القاعدة الى الاردن بعدما وصلت الى اقطار عربية؟
جلالة الملك: نحن نعالج قضايانا بأنفسنا، لا وجود لتنظيم القاعدة في الأردن سوى مجموعة احيلت قضيتها للقضاء وصدر الحكم فيها . نحن نكافح الإرهاب واجهزتنا الأمنية قوية بما فيه الكفاية لحماية أمن الأردن والمواطنين من كل عبث أو إرهاب.
الحوادث: هل لدى الاردن ما هو خطير على صعيد الحركات الاسلامية؟
جلالة الملك: الحركات الإسلامية في الأردن ينظمها إطار عمل مؤسسي وقانون عمل الأحزاب والتعددية السياسية التي أصبحت نهجاً ثابتاً في مسيرتنا الديمقراطية.
لا أرى أي خطر من الحركات الإسلامية ما دامت ملتزمة بالدستور والميثاق الوطني وأود أن أشير إلى أن اسهامات الحركة الإسلامية في الحياة السياسية من خلال البرلمان عززت مبادىء الديمقراطية والحوار التي يؤمن بها شعبنا.
الحوادث: ثمة خوف في عواصم اوروبية وعربية من موجة تفجيرات تستهدف الساحة الاردنية واخرها حدث قبل اسبوعين، فهل انتم قلقون من اختراقات ممكنة لأمنكم ، ام ان اجهزتكم الوقائية تسهر على الوضع، كما كان الامر في العديد من المراحل الصعبة التي اجتازتها المملكة؟
جلالة الملك: لم تظهر نتائج التحقيق بعد وعلى كل حال الإنفجار لا يمكن تصنيفه بعمل منظم بل من خلال إطلاعنا على بعض مجريات التحقيق نلمس أن الحادث كان بدائياً يقصد تعكير صفو الأمن في بلدنا.
وأود أن أطمئنك أن الأردن بخير وأنه لا وجود لإختراقات أمنية تقلقنا في هذه المرحلة وعي الشعب ويقظة الأجهزة الأمنية سيفوت الفرصة على أي محاولة للعبث بأمن الأردن وإستهداف إستقراره ... وكما أسلفت حادث التفجير الأخير حادث معزول ولا يمكن تصنيفه ببداية موجه من المتفجيرات...
الحوادث: الانتخابات الاتية في الاردن هل تعلقون عليها خطورة لجهة تغيير تركيبة البرلمان بحيث تتراجع قوى المعارضة؟
جلالة الملك: لا أبداً نحن نرى أن إجراء الانتخابات هو تأكيد على متانة جبهتنا الداخلية وثقتنا بشعبنا وبقواه السياسية وانا أدعو كل مواطن ومواطنه لتحمل مسؤولية المشاركة في الإنتخابات، ونحن نطالب دائماً بأن تشارك جميع الأطياف السياسية بالانتخابات، لأننا نحرص على إبراز صورة الأردن الديمقراطية ومبادىء المساواة والتسامح والتعددية التي لازمت مسيرته منذ البدايات.
الحوادث: الفضيحة المالية الكبرى الم يكن من الممكن تفاديها ام ان ضلوع مسؤولين فيها جعلها تصل الى ذلك الحجم المالي الكبير؟
جلالة الملك: ملف القضية الآن موجود أمام القضاء وقد اعطيت توجيهاتي للحكومة بألا تتهاون مع الفساد وسيحال كل مواطن أو مسؤول متورط في هذه القضية إلى القضاء.
الحوادث: هل ستتمكن السلطات من الحفاظ على اموال الناس المتضررين في تلك الفضيحة؟
جلالة الملك: بالتأكيد أموال المودعين بأمان وتضمنها البنوك المعنية بالتعاون مع البنك المركزي الذي لديه آليه واضحه للتعامل مع هذه المسائل.
الحوادث: ما هي الإجراءات التي اتخذتها حكومتكم لإحتواء آثار هذه القضية و إلى أين وصلت التحقيقات في هذه القضية؟
جلالة الملك: لقد بادرت الحكومه والبنك المركزي بمعالجة هذه القضية لحظة ظهورها، وقد ساهم التعامل مع قضية التسهيلات بحزم وشفافية في تعزيز مناعة الجهاز المصرفي الأردني خصوصاً وأن القضية محصورة على نطاق ضيق تمكن البنك المركزي من التعامل معها.
وأود أن أشير إلى أن الجهاز المصرفي الأردني متين ولا تشكل هذه القضية هزه كبيرة له. وحول التحقيقات في القضية فما زالت مستمرة لغاية الآن وسيقول القضاء العادل كلمة الفصل فيها وبالمتورطين بها أياً كانت مواقعهم وشخصياتهم.
الحوادث: نعرف انكم حريصون على الوحدة الوطنية في الاردن، لكن هناك من يطرح، من حين لاخر حكاية "الاردنة" في مقابل"الفلسطنة" فما مدى وجود مثل هذين الطرحين؟ وما خطورة ذلك؟
جلالة الملك: ذكرت دائماً في أكثر من مناسبة أن وحدتنا الوطنية خط أحمر لن نسمح لأحد تجاوزه أو العبث به ، الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين ، لن نسمح بخلط الأوراق ومن يطرح هذا الرأي في هذه المرحلة الحرجه لا يريد الخير لفلسطين ولا للأردن أيضاً.
الحوادث: السؤال الذي لا بد منه: القمة العربية تعقد ام لا؟ واذا عقدت فهل ستكون على مستوى فاعل، ام تتضارب المبادرات والمواقف وتطيح بفعالية القمة؟
جلالة الملك: العرب جميعاً ملتزمون بعقد القمة في موعدها المحدد وملتزمون أيضاً بأن تخرج هذه القمة بموقف عربي موحد حيال مختلف التحديات والقضايا التي تواجه أمتنا العربية وفي مقدمة ذلك قضية الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يواجه المدافع والدبابات الإسرائيلية، همنا إنقاذ الشعب الفلسطيني والبحث عن مخرج من الوضع الراهن وإعادة الحوار وتحريك عملية السلام مجدداً ونجد في مبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز المنسجمة مع قرارات الشرعية الدولية مخرجاً يمكن للقمة أن تتبناه ويبقى على الجانب الإسرائيلي الإلتزام بهذه المبادرة.
الحوادث: هل سوف تحضرون قمة بيروت وهل هذه القمة على مستوى النتائج، وهل يمكن أن تكون افضل من سابقاتها العام الماضي في عمان خصوصاً على مستوى الحالة الكويتية ـ العراقية؟
جلالة الملك: نعم ساحضر قمة بيروت وآمل أن تخرج بنتائج إيجابية تعزز وحدة الموقف العربي والتضامن بين أبناء الأمة العربية الواحدة... لقد ثبتنا في قمة عمان دورية إنعقاد القمة بعد سنوات عده من الإنقطاع وهذا لا شك إنتصار للعمل العربي المشترك، ولأول مرة في قمة عمان يناقش العرب الوضع بين العراق والكويت. نأمل في قمة بيروت أن نطور هذا الموقف ونعالج أمورنا العربية بالحوار والتفاهم.
الحوادث: ان زياراتكم الى الخارج تركز في جانب اساسي منها علىاستقطاب الدعم لتفعيل الدورة الاقتصادية ، فهل التجاوب الأميركي والاوروبي كبير معكم ام ان احوال ما بعد 11 ايلول والانكماش العام للاقتصاديات الدولية فرضت نوعا من التقنين في المساعدات التي تتوقعونها؟
جلالة الملك: التعاون الإقتصادي مع الولايات المتحدة وأوروبا إيجابي جداً وتمكنّا خلال مباحثات مع الأميركان والأوروبيين من التوصل إلى العديد من الإتفاقيات مثل إتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية وإتفاقية الشراكة الأردنية الأوروبية التي استكملت مؤخراً. هذا إضافة إلى دخول الأردن إلى عضوية منظمة التجارة العالمية والذي جاء بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا... أما بشأن المساعدات المالية وجدولة القروض فهي مستمرة وستحقق نتائج هامة هذا العام بإذن الله.
الحوادث: جلالة الملك، هناك نص يبقى بعيدا عن الاعلام، محوره مفاعيل السلام الاردني - الاسرائيلي فهل هذا السلام كانت له نتائج على المستوى الاقتصادي وفي أي مجالات؟
جلالة الملك: السلام لا يقاس بنتائجه الإقتصادية فقط بل بإعادة الحقوق، والأرض والمياه وهذا ما حصلنا عليه من اتفاقية السلام مع إسرائيل أما عن الفوائد الإقتصادية فهذا الأمر يحتاج إلى تحقيق السلام الشامل والدائم حتى تتمكن شعوب المنطقة من التفرغ للتنمية وتحقيق الرخاء والازدهار والمستقبل الأفضل الذي نتطلع إليه ويعم الجميع.
الحوادث: مشروع سد الوحدة الذي كنتم ستبنونه مع السوريين ، لماذا تجمّد مع أنه مهم للأردن نظراً لأزمة المياه التي يعانيها؟
جلالة الملك: مشروع سد الوحدة لم يتجمد وقد أجرت الوزارة مؤخراً دراسات لتحديث تصميم السد وأسفرت هذه الدراسات عن تخفيض كبير في كلفته. وقد عقد لقاء بين وزيري المياه الأردني والسوري يوم السبت الماضي تم الإتفاق خلاله على ضرورة البدء بإنجاز المشروع حيث سيحال العطاء للتأهيل الشهر القادم وهذه تعد الخطوة الأولى للتنفيذ الفعلي للمشروع وسيقوم الصندوق العربي في الكويت والصندوق الإسلامي في جده وصندوق أبو ظبي للتنمية بتمويل هذا المشروع الحيوي بالنسية للأردن وسوريا.
الحوادث: أين اصبح مشروع جرّ المياه من حوض الديسي في جنوب المملكة إلى عمان؟ وقد نشرت معلومات عن تمويل ليبي لهذا المشروع ومن ثم تمويل إيراني . فإلى أين وصلتم في اتصالاتكم مع طهران وطرابلس حول هذا المشروع؟
جلالة الملك: الحقيقة لقد قام الأخوة في ليبيا بمساعدة الأردن في إجراء بعض دراسات المراجعة للدراسات السابقة لمشروع الديسي. وفي السابع من الشهر الجاري انتهينا من تأهيل الشركات العالمية لهذا المشروع. وأعلنت وزارة المياه والري عن تأهيل 5 مجموعات عالمية لتنفيذه. ونتوقع إنجاز مشروع جّر مياه الديسي الذي تقدر كلفته بـ 600 مليون دولار بعد 6 سنوات.