كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني الختامية خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الثالث في الأردن
كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني الختامية خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الثالث في الأردن
شكراً لك، بروفيسور شواب. والشكر لك حمد على هذه الملاحظات التي قدمتها. إنني أعاهدكم أن نظلّ على العهد لتحقيق تطلعات وامال الشباب العربي من أجل المستقبل.
أصدقائي،
إن التغيير الإيجابي يتطلّب عملية محددة - نهجاً متناسقاً يُمكنك من تحويل الأمل إلى واقع. ويجب أن يعكس حاجات شعبنا وهمومه: الشباب الذي يريدون إطلاق طاقاتهم إلى أقصى مداها ... وكبار السن من أصحاب التجربة الذي يساعدوننا على تمييز الصائب من الأمور ... وأصحاب الإنجاز من أمثالكم الذي برهنوا على قدرتهم على تحقيق ما يُوكل إليهم من مهمات.
إن منتدى هذا العام يبني على مخرجات هذه الأمور جميعاً. فقد استهدف أكثر القضايا والهموم التي تُشْغل شعبنا ـ والتي تشمل إيجاد الفرص، والعدالة، والأمن، والحرية. ويعزز هذا الأمر دراسة الرأي العام الهامة التي استمعنا إلى تقرير عنها في هذا المنتدى. فهي تنبئنا أن الناس يريدون أن يمضوا قدماً، ويريدون إصلاحاً نافعاً ذا مغزا، ويريدون أن يروا فرقاً ملموساً في حياتهم.
علينا أن نستمع إلى أصواتهم. وعلينا أن ننهض إلى العمل: أن نتعهد الحاكمية الرشيدة وحقوق الإنسان بالعناية. وأن نُوجد اقتصاديات توفر الفرص، اقتصاديات تشجع التجارة، والاستثمار، والإبداع. وأن نعمل ليكون العقد القادم "عقد تعليمي عربي" بمواصفات عالمية. وأن نعمل على إحلال السلام والعدل في منطقتنا.
إن دعمكم قد قرب هذا الواقع خطوةً إلى الأمام فقد عملتم على تقدم التنمية الإقليمية، عن طريق إعطائنا طريقةً محددة واضحة قابلة للنجاح. وأظهرتم قوّة الشراكة من أجل الإصلاح.
وكما تعلمون، فهناك أضواء عالمية مُسلطة على مسألة الإصلاح في الشرق الأوسط. وهناك أصوات عديدة وآراء متعددة. ولكن أصدقاء العالم العربي يتفهمون أن الإصلاح الحقيقي يجب أن ينطلق من داخل المنطقة، من المعنيين بالإصلاح ـ أي الشعب العربي نفسه. وقد أوصلتم رسالة أساسية حيوية لقادة العالم ومفادها: أن تقدم الشرق الأوسط يبدأ هنا، من داخل الأوطان .. وقد بدأ فعلاً.
لقد رسمتم بوضوح، في هذا المنتدى، رؤيةً للسلام والأمن. وقد تشّرفنا بوجود تمثيل على مستوى عال، على المستوى السياسي ومستوى الأعمال، من فلسطين وإسرائيل. وسلّط هذا المنتدى الضوء على الحقيقية الأساسية الأهمّ لمنطقتنا بكاملها ومفادها: أن مستقبلنا يعتمد على الحلّ العادل لهذا النزاع ـ دولة فلسطين قابلة للحياة، تجاور إسرائيل آمنة. كما تشرفنا أيضاً بأن كان بيننا وفد متميز من العراق. وآمل أن يحملوا معهم رسالة إلى وطنهم تؤكد على أن العالم العربي يقف مُوحداً في دعم سيادة العراق، ووحدته، وازدهاره، وحق جميع العراقيين في العيش بسلام وأمن. واسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تطلعنا إلى الإفراج عن جميع الرهائن الآخرين بمن فيهم فلورانس أوبنى من فرنسا.
إن العالم كلّه معنيّ بالسلام والتنمية في الشرق الأوسط، وله مصلحة فيهما. ولتسمح لي، بروفيسور شواب، أن أشكرك، وفريقك، والعديد من أصدقائنا الموجودين معنا هنا من خارج المنطقة. إن دعمكم يبين لنا أننا لسنا وحدنا. وشراكتكم أساسية لا غنى عنها من اجل إيجاد العالم المستقر المزدهر الذي نسعى جميعاً إلى رؤيته.
إن العملية قد بدأت. وآن الأوان أن ننطلق إلى الأمام. وفي مقبل الأيام، أتوجه إليكم بأن تجعلوا من جهودكم هنا جزءاً من عملية متواصلة من الحوار والعمل. فأنتم - والمستشرفون للمستقبل في منطقتنا ـ تمثلون فعلاً الآلة المحركة الدافعة للتغيير.
ومثلما بيّن لي والدي رحمه الله في مرّات عديدة، فإن كل رحلة طيران تبدأ بخطة واضحة لمسارها.
أصدقائي،
الشكر لكم وللعديد من أصدقائنا الآخرين، فلدينا الآن خطة لمسار الرحلة. والعالم العربي مستعد للإقلاع. ومعاً، سنصل إلى مقصدنا.
وأشكركم شكراً جزيلاً.