خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في حفل العشاء الرسمي بمناسبة زيارة رئيس جمهورية سنغافورة فخامة الرئيس س.ر. ناثان
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في حفل العشاء الرسمي بمناسبة زيارة رئيس جمهورية سنغافورة فخامة الرئيس س.ر. ناثان
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس ناثان،
السيدة ناثان،
الضيوف الأفاضل،
يسعدنا غاية السعادة، رانيا وأنا، أن نرحب بكم في هذه الأمسية المميّزة، بين أصدقائكم وشركائكم. الرئيس ناثان، السيدة ناثان، إنه لشرف عظيم لنا أن نحظى بحضوركما إلى الأردن.
لقد حظيت بشرف زيارة بلدكم لعدة مرات. ووجودكم هنا هذا المساء يؤكّد العلاقات الفريدة بين بلدينا.
إنني عندما أعرب عن إعجابنا واحترامنا الكبيرين لشعبكم ولإنجازاتهم الرائعة، فأنا أتحدث نيابة عن جميع الأردنيين. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، غدت بلدكم مثالاً يُحْتذى في الإنجاز والنجاح. والتنوّع الذي تميّزت به سنغافورة أصبح مصدر قوتها، وقيمها حدّدت مسيرة تاريخها، وما تشعُّ به اليوم من إلهام يمتد ليشمل بلداناً عديدة في أرجاء العالم. فقد رفعتم مستوى المعيشة لشعبكم ليغدو واحداً من أعلى المستويات في العالم. وسنغافورة اليوم تشكّل قوّة اقتصادية وإقليمية. وهي واحدة من المخططين الرئيسيين للشبكة العالمية للتجارة الحرّة.
لقد أنجزتم هذا بالرغم من التحدّيات التنموية الكبيرة؛ والموارد الطبيعية المحدودة والسوق المحلي الصغير - وهي تحديات يشترك الأردن فيها معكم. وتشهد إنجازاتكم على الأشياء العظيمة التي يمكن تحقيقها بالعزيمة الخالصة والاستثمار في مواهب الناس.
إننا في الأردن نشارككم الاعتقاد بأن الاستثمار في الناس يشكل عموداً للازدهار ويهيّىء مستوى معيشة أفضل للجميع. والفرص الواسعة لمزيد من التعاون بين بلدينا متاحة بصورة كبيرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة. واسمحوا لي أن أقول إنني تعلمت شخصياً الكثير من زياراتي لبلدكم. وفي العمل على ترويج الاستثمار، وتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة، والتفكير خارج نطاق القوالب التقليدية فيما يتصل بالشؤون اللوجستية، أصبحت سنغافورة أنموذجاً يُحتذى.
كما أننا نشترك معاً في أهداف عالمية هامة. فقد قدّم بلدانا إسهامات ذات شأن في مجال الأمن والاستقرار العالميين من خلال مشاركتنا في مهمات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أرجاء العالم... ومن خلال تدريب الشرطة العراقية... ومن خلال الدعوات البنّاءة لتعاونٍ عالمي أكبر لمجابهة التطرّف والإرهاب. ونحن نتعاون في توضيح صورة الإسلام باعتباره نهج حياة سلمي متسامح، وقد جاءت رسالة عمّان لتكون منبراً للتفاهمٍ والقبول الأفضل.
ومثلها مثل الأردن، نادت سنغافورة دوما لإحلال سلامٍ شامل عادلٍ في الشرق الأوسط، يستند إلى الشرعية والعدالة الدوليتين.
ومن خلال العمل في إطار الحوار الآسيوي - الشرق أوسطي الرائد الذي أطلقته سنغافورة، يمكننا أن نقرّب ما بين منطقتينا وشعوبنا. كما يسعد الأردن أن يشارك سنغافورة في رئاسة المجموعات العاملة في الشؤون الاجتماعية، والتربوية، والعلمية، والثقافية، والبيئية، وتلك المتصلة بالإعلام. ونحن ممتنون لدعم سنغافورة في إقامة مركز تدريب مهني إقليمي، يسلط الضوء على النموذج المتميز الذي تقدمّه بلدكم في مجال تدريب الأردنيين.
أصدقائي،
مرة ثانية، أرحب بكم في بلدنا. وأتطلع إلى نتائج مباحثاتكم المثمرة مع نظرائكم الأردنيين، في القطاعين العام والخاص، الذين ستلتقونهم أثناء هذه الزيارة.
وآمل أن تتمكنوا في الأيام القادمة، وأنتم تزورون أنحاء مختلفة من بلدنا، من استجلاء كل ما يمكن للأردن أن يقدّمه، وأن تلمسوا الأبعاد المتعددة لثقافتنا الرائعة.
والشكر لكم.