الملك والملكة يزوران مركز الأردن للتدريب والدمج الشامل

عمان
22 حزيران/يونيو 2015

في أجواء إنسانية حملت في طياتها المحبة والتفاؤل والأمل، عاش أطفال مركز الأردن للتدريب والدمج الشامل، التابع لجمعية الحسين، لحظات من الفرح الغامر، وهم يستقبلون جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، اللذين زارا المركز، اليوم الاثنين، للاطلاع على سير الخدمات والرعاية المقدمة لهم.

تلك اللحظات، عبر عنها هؤلاء الأطفال، وهم يلتفون حول جلالتيهما، وينفذ كل منهم تدريبات عملية، في إطار برامج تعليمية وعلاجية، وضعت للنهوض بواقعهم ولضمان مستقبل أفضل لهم ولأقرانهم من ذوي الإعاقة الحركية، وبما يُسهم في تأهيلهم ودمجهم كأفراد فاعلين في أسرهم ومجتمعهم.

وللوقوف على واقع الخدمات المقدمة لـ 120 طفلا و96 طالبا في المركز، جال جلالتاهما، ترافقهما سمو الأميرة ماجدة رعد، رئيسة جمعية الحسين،على مرافق وأقسام المركز، واستمعا من القائمين عليه إلى شرح عن الخدمات التأهيلية والتعليمية، وبرامج العلاج الطبيعي والوظيفي، التي يوفرها ضمن بيئة أسرية محاطة بالرعاية والاهتمام.

وعند الغرفة المخصصة للعلاج بالماء، توقف جلالتاهما للاطلاع على مراحل تأهيل ومعالجة الأطفال، الذين يخضعون لجلسات علاج طبيعي داخل البركة المائية، لتمكينهم بعدها من الاعتماد على أنفسهم، وفقا للحالة المرضية، مثلما اطلعا على معرض لمنتجات الجمعية من الأطراف الصناعية، والأجهزة الطبية، والمعينات الحركية والتعديلات، والتي تساعد ذوي الإعاقة الحركية على التغلب على التحديات التي تعترضهم.

وبعد أن اطلع جلالته على مجمل الخدمات المقدمة لهذه الفئة من ذوي الإعاقة الحركية، وأهمية دعم إمكانات المركز وقدراته في هذا المجال، أوعز جلالة الملك، للمعنيين في الديوان الملكي الهاشمي، بتزويد المركز بجميع احتياجاته من الأجهزة والمعدات والأثاث، وتوفير عيادة متنقلة مجهزة بمشغل لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة في منازلهم من غير القادرين على الوصول إلى الجمعية، وذلك بهدف شمول أكبر فئة من المستفيدين.

كما وجه جلالته بتزويد المركز، بالتنسيق مع الخدمات الطبية الملكية، بمواد أولية لبرنامج الأطراف الصناعية والأجهزة الطبية ومشغل المعينات الحركية والتعديلات، ليصار إلى تصنيعها وفقاً لاحتياجات المركز والمستفيدين من خدماته.

وتعمل الجمعية سنويا على تقديم التأهيل الشامل لذوي الإعاقة الحركية، إذ استفاد من خدماتها العام الماضي ما يقارب أربعة ألاف شخص من هذه الفئة، وأصبحت مركزا للتدريب الإقليمي، وفق استراتيجية عمل شاملة تسير عليها الجمعية في عملها.
وأمام جلالتيهما، قدم أطفال من المركز عرضا مسرحيا، عبروا فيه عن دلالات التنوع والتجانس المجتمعي في الأردن، والذي يتمثل في التسامح والعيش المشترك، والتنوع الديمغرافي، والتعددية وقبول الآخر.

ولم تقف إعاقات أطفال المركز أمام تحقيق آمالهم وطموحاتهم، في تقديم وصلات تمثيل وغناء، ضمن عرض مسرحي، تلقوا تدريبات لإنجازه، كما قال الطفل محمد فايز (10 سنوات)، والذي عبر عن سعادته لوقوفه أمام جلالة الملك وجلالة الملكة، مبينا "أنا سعيد جدا بما قدمت، وقد استفدت من المركز في أنني تلقيت التعليم والتدريب والقراءة والكتابة، وقريبا سوف ألتحق بزملائي في الصف الثالث".

أما الطفل طارق الشربجي (11عاما)، قال "أنا أول مرة بشوف جلالة الملك، وشعرت بسعادة كبيرة، وسعيد أيضاً بوجودي بالمركز، الذي ساهم في صقل مواهبي الفنية والمسرحية، ووفر لي العلاج الطبيعي اللازم لأعضاء الجسم ولتنشيط الذاكرة".
ورافق جلالتيهما، في الزيارة، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزيرة التنمية الاجتماعية، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي.

ولجمعية الحسين، التي تأسست عام 1971م، وهي جمعية غير حكومية تعمل في حقل معالجة الإعاقة الحركية، الريادة في تقديم الخدمات لهؤلاء الأطفال، لتكون أول جمعية في الأردن تعنى بخدمات تأهيلية وتعليمية لذوي الإعاقة الحركية.

وتستند رؤية الجمعية إلى المساهمة في رفع مستوى الخدمات التأهيلية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مناطق المملكة، عن طريق تقديم برامج تدريبية وتأهيلية شاملة، وتوفير برامج تنموية مستدامة ذات جودة عالية وحسب معايير عالمية معتمدة وضمن الموارد المتاحة، إلى جانب التزامها بتعزيز وحماية تطبيق اتفاقيات وقوانين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وقالت المديرة التنفيذية لجمعية الحسين آني أبوحنا، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، بترا، إن جمعية الحسين تعمل على رفع الوعي المجتمعي حول حقوق وإمكانات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية، بهدف توفير حياة كريمة لهم للتمتع بأكبر قدر من الاستقلالية والحرية والإعتماد على الذات.

وتستهدف الجمعية، بحسب أبو حنا، تقديم أفضل البرامج التأهيلية للأشخاص ذوي الاعاقة الحركية دون تميز لدين أو عرق أو جنس أو هوية، وإعداد الأطفال ذوي الإعاقة للاندماج بمجتمعهم اندماجا سليماً يخلو قدر الإمكان من الصعوبات والمعوقات، من خلال إنشاء شراكة مع مؤسسات القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني، وتوفير التدريب الشامل للأخصائيين في مختلف مجالات التأهيل، وتطوير مستوى البرامج التأهيلية المقدمة على المستوى المحلي والإقليمي من خلال القيام بأبحاث ودراسات في حقل التأهيل.

وتتعامل الجمعية مع الفئات العمرية من عمر يوم لغاية أقل من ست سنوات ببرنامج التدخل المبكر، ومن عمر ست سنوات وحتى 10 سنوات بمدرسة الجمعية، فيما توفر لجميع الأعمار برامج الأجهزة الطبية والأطراف الصناعية وبرنامج التأهيل المجتمعي CBR.

ولفتت أبو حنا إلى أن الجمعية تسعى لجعل برامجها ذات بعد تنموي واقتصادي، حيث تم اعتماد المعايير العالمية، ما أدى إلى استقطاب شراكات استراتيجية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي.

ولفتت أبو حنا إلى أن الجمعية، وخلال السنوات الثلاث الماضية، كانت محط أنظار واهتمام المنظمات الدولية لجهة تقديم خدمات إعادة التأهيل الشاملة للاجئين السوريين ذوي الإعاقة، حيث تم ارسال وتفعيل برامج العيادة المتنقلة للوصول بخدمات الجمعية إلى المستفيدين أينما كانوا في مخيم الزعتري، والرمثا، واربد، والكرك، ومعان وعمان.