جلالة الملك: ملتزمون بتوفير بيئة تحقق التقدم وتبني شراكة مع القطاع الخاص

عمان
27 نيسان/أبريل 2005

قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان الاردن ملتزم بتوفير بيئة تمكن من تحقيق التقدم وبناء شراكة حقيقية وفاعلة بين القطاعين العام والخاص.

واكد جلالته في كلمة القاها امام المشاركين في منتدى الاعمال لاسيا والشرق الاوسط الذي يشارك فيه250 شخصية اقتصادية تمثل القطاع الخاص الاسيوي والعربي ان عملية الاصلاح تتسارع اليوم في الشرق الاوسط بهدف اطلاق طاقات الافراد من كل شرائح المجتمع من عقالها.

وقال جلالته ان الاصلاح يشمل اصلاحات سياسية لكي يكون للمواطنين دور في التقدم مؤكدا ان التغيير الايجابي في العالم العربي يجب ان ينبع من البيئة المحلية مثلما كان عليه الحال في اسيا.

واكد جلالة الملك في رده على اسئلة الحضور ان من اهم اولوياتنا تطوير عملية التعليم في الاردن ورفدها بالتعليم الالكتروني الحديث لضمان مستوى تاهيل عال للموارد البشرية يتناسب مع احتياجات سوق العمل المتطورة.

وبين جلالته ان الاردن ومن خلال منظومة التشريعات والقوانين التي وضعها في السنوات الاخيرة ساهم في جذب المستثمرين وفتح افاق عدة لاقامة استثمارتهم في الاردن.

وحضر المنتدى الوفد المرافق لجلالة الملك الذي يضم سمو الامير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ووزير البلاط الملكي الهاشمي الدكتور مروان المعشر ووزيرا المالية والصناعة والتجارة.

وقال الوزير الاول في سنغافورة جو تشوك تونغ ان جلالة الملك يقود بفعالية الجهود لايجاد الظروف المواتية لاقتصاد يتمتع بتنافسية عالية كما ان اهتمامات جلالته تتجاوز حد رفع مستوى حياة مواطنيه الى العمل بقوة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط.

واضاف انه تحت قيادة جلالة الملك ينظم في الاردن مؤتمر البتراء للفائزين بجائزة نوبل الشهر المقبل حيث يتيح المؤتمر الفرصة لمناقشة التحديات التي تواجه العالم.

واشار الى اهمية المنتدى الذي يجمع رجال اعمال من اسيا والشرق الاوسط في تبادل الافكار حول التحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة.

واكد انه مصدر سرور لرجال الاعمال في سنغافورة ان يكون جلالة الملك عبدالله الثاني بيننا اليوم بسبب معرفته بسنغافورة وقارة اسيا والتي تمكنه من مد جسور التعاون بين الشرق الاوسط وآسيا.

وقال يمثل جلالة الملك الجيل الجديد للقادة العرب الذين يملكون الرؤية الاستراتيجية لبناء مستقبل واعد لبلدانهم والمنطقة من حولها مشيرا الى المبادرات التي اطلقها جلالته لضمان ان يبقى الاردن عنصرا فاعلا في الاقتصاد العالمي.

واكد انه بفضل قيادة وجهود جلالة الملك فقد انضم الاردن لمنظمة التجارة العالمية ووقع عددا من اتفاقيات التجارة الحرة مع دول العالم اهمها الاتفاقية مع امريكا وسنغافورة.

وياتي اهمية منتدى الاعمال لاسيا والشرق الاوسط لانعقاده على هامش اجتماعات الطاولة المستديرة التي انبثقت عن المنتدى الاقتصادي العالمي وتنظم بالتعاون مع المجلس السنغافوري للتنمية الاقتصادية ويشارك فيها حوالى 600 شخصية اقتصادية وحكومية واعلامية من 35 دولة.

وقال رئيس مجلس الاعمال العربي شفيق جابر ان المجلس منذ تاسيسه في العام 2003 في الاردن يعمل مع عدد من الدول العربية في ثلاثة محاور في مجال الاقتصاد والحوكمة ومحور خاص بالتنمية البشرية في العالم العربي.

واكد ان هناك تعاونا دقيقا مع عدد من الدول العربية على رأسها الاردن ومصر والامارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وتونس والمغرب وهناك العديد من الانشطة التي يقوم بها المجلس لجلب الاستثمارات لمواجهة اهم التحديات امام الدول العربية المتمثلة في تامين فرص عمل جديدة للقوى البشرية التي تدخل سنويا سوق العمل والتي تقدر بـ 80 مليون وظيفة حتى العام 2020.

وقال ان هناك تحسنا اظهرته بعض الدول العربية في معدلات النمو ومعدلات التشغيل مشيرا الى الجهود التي يقوم بها المجلس لتبادل الاستثمارت بين الدول اعضاء المجلس وبين الدول الاسيوية.

واضاف رئيس رابطة رجال الاعمال السنغافوريين ستيفن لي ان اتفاقية تحرير التجارة بين الاردن وسنغافورة تعتبر اول اتفاقية توقعها سنغافورة مع دولة عربية وشرق اوسطية وهذا نابع من اهتمام سنغافورة بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

واشار الى ان العلاقات التجارية الاردنية السنغافورية بدأت تشهد تقدما في مجال التبادل التجاري وتسجيل استثمارات جديدة ونامل ان يلعب رجال الاعمال في البلدين في زيادة حجم التبادل التجاري الى المستويات المرغوبة.

واكد انه منذ توقيع الاتفاقية فان الكثير من النشاطات الاقتصادية والمهام التجارية التي نفذت في المنطقة اسهمت في بناء شبكات تجارية مع المنطقة ومهدت النجاح في تطوير العلاقات الاقتصادية مع منطقة الشرق الاوسط.

يذكر ان حجم التبادل التجاري بين الاردن وسنغافورة لا زال ضعيفا حيث صدرت الاردن الى سنغافورة ما قيمته مليوني دولار العام الماضي بينما استوردت بقيمة 2ر12 مليون دينار فيما لم يتجاوز حجم الاستثمارات المسجلة في الاردن نصف مليون دينار.

ويتوقع ان تشهد العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين تطورا خلال العام الحالي والاعوام المقبلة بعد سريان اتفاقية التجارة الحرة هذا العام والتي تعطي الصادرات الاردنية الى سنغافورة اعفاءات جمركية تدريجية وصولا الى الاعفاء الكلي من الرسوم الجمركية بعد مرور 10 سنوات على سريان الاتفاقية.