جلالة الملك يجري مباحثات مع الرئيس السنغافوري

عمان
27 نيسان/أبريل 2005

اجرى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم مباحثات مع الرئيس السنغافوري اس ار ناتهان ورئيس الوزراء لي سيان لونغ ركزت على الجهود التي يقوم بها البلدان لتطوير العلاقات الثنائية وتوثيق التعاون في ميادين التجارة والاستثمار وتكنولوجيا المعلومات.



واكد جلالته ان الاردن ينظر الى التجربة السنغافورية باهتمام للاستفادة من قصص النجاح التي حققتها خاصة تمكين القطاع الخاص من اخذ دور ريادي في عملية التنمية.



واشار جلالته الى ان سنغافورة تعتبر انموذجا للنجاح الذي يسعى الاردن للوصول اليه لا سيما وان البلدين يتماثلان من حيث عدد السكان وقلة الموارد الطبيعية واعتمادهما على الموارد البشرية أساسا في عملية التطوير والتنمية الاقتصادية.



ووقع الاردن وسنغافورة اتفاقية للتجارة الحرة العام الماضي خلال اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت ومن المقرر ان يبدأ العمل الفعلي بها اعتبارا من الثاني من ايار القادم.



وخلال اللقاءين اللذين ياتيان في اطار سعي الاردن الى الاقتداء بالانموذج السنغافوري في منح المجتمع المدني والقطاع الخاص دورا مركزيا في عملية التنمية عرض جلالة الملك توجهات الاردن في المرحلة المقبلة التي ستشهد اعلان الاجندة الوطنية التي تحدد اولويات المملكة للسنوات العشر المقبلة.



واشار جلالته الى النجاح الذي حققته برامج الاجندة الوطنية في سنغافورة والتي كان من نتائجها تحقيق معدلات نمو اقتصادية كبيرة واستقطاب استثمارات اجنبية بحيث اصبحت سنغافورة على الرغم من صغر مساحتها التي لا تتجاوز 692 كيلو مترا مربعا من ابرز المراكز التجارية والاستثمارية على مستوى قارة اسيا.



وبين جلالته ان مبادرة الاجندة الوطنية في الاردن تهدف الى اصلاح شامل في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.



كما عرض جلالته مع رئيس سنغافورة ورئيس وزرائها عملية الاصلاح في الشرق الاوسط والذي اعتبره جلالة الملك امرا حيويا وتحديا يتطلب من القطاع الخاص ان يتولى زمام القيادة فيه.



وقال جلالته ان الامر المهم في الاصلاح ان يكون نابعا من الداخل مشيرا الى ضرورة مساهمة المجتمع الدولي في حل ازمات الشرق الاوسط وخصوصا القضية الفلسطينية التي ساهم بقاؤها دون حل في تعطيل الاصلاح والتنمية.



واكد جلالة الملك ان الحل القائم على اساس دولتين فلسطينية واسرائيلية هو الحل الملائم لانهاء الصراع في الشرق الاوسط الذي استمر لاكثر من نصف قرن.



وعرض جلالته مع الرئيس السنغافوري الجهود الدولية لمكافحة الارهاب مؤكدا جلالته ان الاسلام بريء مما يرتكب باسمه من عمليات ارهابية.



واشار جلالة الملك الى ان الحضارة الاسلامية اغنت البشرية بالقيم النبيلة واننا في الاردن نعمل على ابراز الصورة الحقيقية للاسلام الذي ينبذ التطرف والعنف مشددا على ضرورة مواجهة كل المحاولات التي تربط الاسلام بالارهاب الذي يدينه الاردن بصوره واشكاله كافة.



واوضح جلالته انه استكمالا للاهداف التي انطلقت منها رسالة عمان فان مؤتمرا اسلاميا سيلتئم في الاردن في الرابع من تموز المقبل بهدف التاكيد على وسطية الاسلام وانفتاحه على الحضارات.



ودعا جلالة الملك الرئيس السنغافوري الى ايفاد ممثلين عن بلاده التي يشكل المسلمون ربع سكانها البالغ عددهم 3ر4 مليون نسمة للمشاركة في هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه علماء دين من مختلف الاقطار الاسلامية.



وابدى الرئيس السنغافوري اس ار ناتهان اهتماما بالجهود التي يقوم بها جلالة الملك على صعيد الاصلاح وتوفير مناخ الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.



وقال ان جهود جلالته في ارساء السلام والعدل في الشرق الاوسط تعد محط تقدير عالمي مشيدا بحرص جلالته على بناء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص واشراك ممثلي المجتمع المدني في عملية صنع القرار في الاردن.



واكد ان بلاده مهتمة بالمبادرات التي يقوم بها جلالته لابراز صورة الاسلام الحقيقية مبينا انه اطلع على المبادئ التي ارتكزت عليها رسالة عمان والموجهة الى العالم اجمع.