الملك يرعى الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف بمسجد جعفر الطيار في المزار الجنوبي

عمان
21 نيسان/أبريل 2005

رعى جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم الاحتفال الديني الكبير الذي اقامته وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في مسجد جعفر بن ابي طالب بالمزار الجنوبي.



واطلع جلالته على ما تم انجازه من اعمار هاشمي في مسجد الصحابي الجليل جعفر الطيار بمرحلته الاولى وما يجري العمل عليه في المرحلة الثانية.



وبلغت كلفة انجاز المرحلة الاولى من مشروع اعمار مساجد ومقامات
الصحابة والشهداء في منطقة المزار الجنوبي 4 ملايين دينار شملت انشاء
مسجدي ومقامي الصحابيين جعفر بن ابي طالب وعبدالله بن رواحة.



ويتيح المشروع لـ50 الف زائر من خارج الاردن الاطلاع على هذا
الموقع نهاية العام، كما سيتم انشاء 12 حديقة في الموقع تحمل كل
حدة اسم شهيد من شهداء مؤتة وسترتبط هذه الحدائق مع بعضها
البعض اضافة الى انشاء متحف اسلامي يضم المبنى العسكري والمدني في
بانوراما الموقع الذي يضم مشهد معركة مؤتة، بحيث يتنقل الزوار بواسطة
عربات تجرها الخيول.



ويشتمل المشروع على ثلاثة معالم رئيسية هي مقامات الصحابة الكرام
جعفر بن ابي طالب وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة وبلغت كلفة انشاء
المرحلة الاولى للمشروع اربعة ملايين دينار فيما بلغت كلفة المرحلة
الثانية التي يجري تنفيذها الان مليوني دينار اما كلفة المشروع
بجميع مراحلة كافة فتبلغ 12 مليون دينار.



ويحتضن ثرى الاردن ما يزد عن 50 موقعا من مقامات الانبياء
والصحابة والشهداء بلغت كلفة اعادة تاهيل وتطويرعدد منها حتى الان نحو
12 مليون دينار فيما يجري العمل على استكمال البقية ضمن جدول زمني
محدد.



وانعم جلالته على عدد من بناة المساجد باوسمة الحسين للعطاء من
الدرجتين الاولى والثانية ممن بنوا او ساهموا ببناء مساجد تزيد كلفتها
على مائة الف دينار مثلما كرم جلالته اثنين واربعين واعظاً واماماً
بنفقات الزواج بمعدل خمسة آلاف دينار لكل امام.



واكد وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبد السلام
العبادي في كلمة القاها خلال الحفل على دور الهاشمين في
اعمار اضرحة ومقامات الشهداء والصحابة والدور الذي يوليه جلالته في
الدعوة الى حوار الحضارات والتقريب بين المذاهب ونبذ العنف والتطرف
والابتعاد عن الغلو وبيان سماحة الاسلام ووسطيته واعتداله والتي
تضمنتها رسالة عمان التي اطلقها جلالته.



وقال "اسمحوا لي يا صاحب الجلالة ان ارحب بكم هنا على ثرى مؤتة وفي مسجد جعفر الطيار، حيث يرقد على مقربة منا قادة مؤتة الابطال العظام معالم صدق وهيبة وجلال، زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعفر بن ابي طالب ابن عم الرسول الاعظم، اشبه الناس به خلقاً وخلقاً، وعبدالله بن رواحة القائد الشاعر الانسان.



وتابع يقول "مؤتة التي تمثل بوابة الفتح ومدخل الحضارة والهداية والنور حيث دلف من خلالها الدين العظيم الى رحاب الارض ينشر السلام ويدعو للخير، ويحقق العدل ويحمي الانسانية."



واضاف ان هذه الذكرى تفيض بمعان عديدة ودروس وعبر ومواعظ كثيرة
يجب ان تكون الذكرى مناسبة للتعريف بها وبما حمل صاحب الذكرى من دعوة
وما بلغ من رسالة، وياتي في قمة ذلك وراسه ان الرسول، صلى الله عليه وسلم، قدم التطبيق العملي الشامل لهذه الدعوة والرسالة، فسيرته العطرة -عليه السلام -تحوي كل نماذج الاقتداء ومختلف صور الاتساء في آفاق الحياة الانسانية ومجالاتها المتعددة كلها.



واستعرض الدكتور العبادي صفات الرسول الاعظم وسيرته التي اتصف بها عليه
السلام.. فهي سيرة عملية فلم تكن مجرد نظريات مسطورة في الكتب وتوجيهات
قولية عابرة انما ممارسات حياتية شاملة للواقع الانساني بكل ابعاده،
وكانت سيرة الرسول عليه السلام سيرة شاملة تغطي كل آفاق الحياة
الانسانية شمول الاسلام نفسه الذي نظم جميع جوانب الحياة الانسانية،
كما ان هذا العطاء الذي التي تمتاز بها السيرة النبوية جاء بحكم
الاختيار والاصطفاء الرباني لشخص المصطفى عليه السلام وبحكم الاعداد
والتعليم الآلهي لشخص المصطفى في كل جوانب حياته.



وقال ان الاحتفال بهذه المناسبة العطرة يتجلى بحرص جلالة الملك
عبدالله الثاني حفيد الرسول الاعظم على وحدة الامة بكل مذاهبها
واطيافها، وكذلك باهتمام جلالته بالمسجد مؤسسة وتوجيه وبناء للانسان
الصالح والمجتمع الصالح.



واضاف "لقد كرستم جلالتكم التقليد الذي تكرمون فيه بناة المساجد في ذكرى المولد النبوي ، كما كان في اهتمام جلالتكم رعاية العلماء والدعاة اعداداً وظروف معيشة ودوراً وخطاباً تقديراً لدورهم في توجيه الامة والتعريف بهذا الدين وحمل رسالته للناس اجمعين."



وقال وزير الاوقاف المصري الاسبق الدكتور محمد
الاحمدي ابو النور"نحن اليوم على موعد مع الشرف الاكبر، والحظ الاوفر، اذ نحن في عبق الذكرى العطرة لمولد المصطفى الهاشمي، وفي ساحة سليل الدولة الهاشمية الملك عبدالله الثاني نصر الله عهده وحقق على يديه آمال الامة في غد مشرق ومستقبل واعد ونصر عزيز."



واستعرض ابو النور محطات مهمة في حياة صاحب الذكرى عبر من خلالها عن
مدى التسامح الديني الذي يتصف به الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم،
وكيف كان النبي يتعامل مع اصحاب الديانات الاخرى باخلاق الاسلام السمحة
التي علمنا اياها الرسول عليه السلام.



وساق الدكتور ابو النور قصة الرسول مع سفير هرقل الى النبي في السنة
التاسعة من الهجرة، حيث لم يتجهم الرسول في وجهه عندما ابى الدخول في
دعوته عليه السلام بل تبسم في وجهه.



واشار الى ان الاسلام وبتوجيه من الله ورسوله فيه الاسوة الحسنة التي
كانت طريق التنوخي سفير هرقل للرسول وكل من عومل مثل معاملته الى
الاسلام، بل الى اثراء الحضارة وارساء الامن والسلام عبر الانسانية.



وقال الشيخ هاني فحص عضو الهيئة الشرعية للمجلس الاسلامي الشيعي
الاعلى في لبنان استهلها بالسلام على شهداء مؤتة الابرار والسلام على
هذه البقعة الطاهرة من الارض التي هي بوابة التحرير في اليرموك.



واشار الى الاردن الحاشد بالحيوية الذي يحمل ابنائه رسالة عمان الى
العالم، اسلاماً جامعاً، وعروبة نابضة، ووطنية ناظمة، تستحضر الجميل من
الماضي من اجل المستقبل الاجمل، والذي ينتظر اجتماع العرب والمسلمين
باطيافهم المختلفة المتكاملة، التي تحمل الوحدة بالتنوع، وتحيي التنوع
بالوحدة.



واضاف "ولكم سلام لبنان، الوجع الذي يحزنكم والامل الذي يسعدكم، والذي حمل الشهيد رفيق الحريري رسالته الى العالم بيده الممدودة للخير والبناء والحوار، وانتم يا صاحب الجلالة تحملون رسالة عمان لتقولوا ان الوحدة الوطنية والسلام الاهلي شرط للحوار الحضاري... وهنا يتجلى سر انتمائكم الى بيت الرسالة، وترتفعون همة وذمة الى مصاف الاضافة النوعية للتراث المتصل."



وقال "لعلنا بحاجة الى اعادة بناء وعينا بالنبي صلى الله عليه وسلم ان يولد فينا وبنا ثانية ودائماً على شروط معرفية متحركة نحوه باستمرار، حتى لا تعود سيرته حصيلة حروب وانتصارات وغلبةوسيرة قائد عسكري او زعيم سياسي لا رعاية اطروحات حضارية انسانية."



وحضر الحفل اصحاب السمو الملكي الامراء فيصل بن الحسين ورعد بن زيد كبير الامناء ورئيس الديوان الملكي فيصل الفايز ورئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي في عمان واعضاء الوفد الاعلامي العراقي الذي يزور الاردن حالياً.