جلالة الملك يلتقي عددا من ممثلي أبرز وسائل الإعلام العراقية

عمان
18 نيسان/أبريل 2005

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، أن نجاح الشعب العراقي في بناء عراق ديمقراطي فاعل في محيطه العربي والإقليمي هو نجاح للأردن مثلما هو نجاح للعراق.



وقال جلالته خلال لقائه في قصر رغدان العامر على مأدبة غداء، اليوم، عددا من ممثلي أبرز وسائل الإعلام العراقية، أن أمن العراق واستقراره يشكل دعامة أساسية في أمن الأردن والمنطقة بشكل عام.



وأكد جلالته أن العراق وشعبه بما يمتلكه من عراقة ومقومات حضارية وثقافية قادر على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها. مشددا جلالته على أن العراق يجب أن يكون للعراقيين وأن على الجميع أن يحترم إرادة الشعب العراقي في اختيار شكل الدولة العراقية ونظام الحكم فيها.



وأشار جلالته إلى أن أي إخفاق لمشروع بناء عراق ديمقراطي ومستقل يشكل خسارة للجميع في هذه المنطقة.



وأكد جلاله أن الانتخابات التي جرت في العراق في الثلاثين من كانون ثاني الماضي جسدت إرادة الشعب العراقي الحرة في التوجه نحو الديمقراطية. مشيرا جلالته إلى أهمية مشاركة كافة مكونات الشعب العراقي في بناء العراق لا سيما في كتابة الدستور الذي يعد الركيزة والأساس الذي سيبنى عليه العراق الجديد.



وقال جلالته أن الأردن وضع كل إمكانياته في خدمة الشعب العراقي لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها العراق. مبينا جلالته حجم المسؤولية والجهد الذي يقوم به الأردن لحماية الحدود الأردنية العراقية ولمنع تسلل الإرهابيين إلى العراق.



وبين جلالته أن الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين أكبر وأسمى من أن يعكر صفوها أحد. مشددا جلالته على أهمية التواصل بين الإعلاميين الأردنيين ونظرائهم العراقيين خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين. وقال جلالته "أن الأردن سيبقى السند الحقيقي للعراق والداعم الأساسي لتطلعات العراقيين، لأننا على قناعة أكيدة أن العراق هو عمق الأردن".



وضم الوفد الإعلامي العراقي رئيس هيئة الإعلام والاتصالات في العراق، وأبرز رؤساء تحرير الصحف العراقية ورؤساء مجالس إدارات ومدراء المحطات التلفزيونية العراقية.



وجرى حوار بين جلالته وأعضاء الوفد حول العلاقات الأردنية العراقية والوضع في العراق. وأكد أعضاء الوفد حرصهم على بناء علاقات قوية وراسخة مع الأردن الذي اعتبروه الرئة الحقيقية للعراق.



وبينوا أن تشرفهم بلقاء جلالته والحوارات التي أجروها مع الإعلاميين الأردنيين والمسؤولين المدنيين والأمنيين في الأردن، أثرت زيارتهم وعززت ثقتهم بأن الأردن هو فعلا لا قولا الداعم والمساند للشعب العراقي ولتطلعاته.



وفي تصريح أدلى به للتلفزيون الأردني، قال عضو مجلس الحكام في هيئة الإعلام والاتصالات العراقية حسين العادلي أن لقاءنا مع جلالة الملك عبد الله الثاني كان حميميا وأبدى جلالته حرصه الكبير على شعب العراق ومستقبل العراق، وخرجنا ونحن مطمئنون على أن العلاقة التي تربط بين الأردن والعراق، ستشهد تطورا في كافة المجالات.



وأضاف أن السياسة الأردنية قائمة على مضمون واحد يرتكز على التعاون والتحالف المصيري الذي فرضته حقائق الجغرافيا والتاريخ.. ولقد لمسنا من هذا اللقاء ولقاءاتنا الأخرى مع المسؤولين الأردنيين أن هذه الفترة ستشهد شحنة مضاعفة من الاهتمام، وهو ما نحتاج إليه فعلا الآن.



وقال مدير شبكة الإعلام العراقية حبيب الصدر، أن لقاءاتنا مع المسؤولين والإعلاميين الأردنيين، كانت مفيدة وحققت نتائجها المرجوة، واستطعنا من خلال الحوارات العميقة، وضع آليات لتوثيق عرى التعاون بيننا.



وأضاف أننا جادون في سعينا لبناء شراكة قوية مع الإعلام الأردني، من خلال استراتيجية بعيدة المدى، تجعل هذه العلاقة في أفضل صورها. مشيرا إلى أن الإعلام الأردني قصر في توضيح الموقف الرسمي الأردني الرصين تجاه العراق.



وأكد رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد اسماعيل الزاير، أن هناك بعض القوى التي تستفيد من وجود علاقة سيئة بين الأردن والعراق. مشيرا إلى أهمية وجود تواصل مستمر بين الإعلاميين العراقيين والأردنيين، للمساعدة في توضيح الصورة، فحجم التغيرات الكبيرة التي يشهدها العراق حاليا تجعل الأشقاء في الأردن يقلقون من الأحداث التي تجري والتي ليس لها في بعض الأحيان نفس العمق والمخاطر.



وأكد أن الوفد الإعلامي العراقي وضع مجموعة من المقترحات لتدعيم التواصل ومن أبرزها عقد الاجتماعات وتبادل الخبرات الإعلامية وطباعة الصحف وإعداد البرامج التلفزيونية المشتركة.