جلالة الملك يعود الى ارض الوطن

عمان
24 آذار/مارس 2005

عاد جلالة الملك عبد الله الثاني بيمن الله ورعايته الى ارض الوطن ظهر اليوم بعد زيارة الى الولايات المتحدة الامريكية استمرت عدة ايام بحث خلالها مع الرئيس الامريكي جورج بوش وعدد من كبار المسوءولين في الادارة الامريكية سبل تفعيل عملية السلام ومجمل تطورات الاوضاع في المنطقة خاصة على الساحة الفلسطينية والوضع في العراق الى جانب افاق تطوير العلاقات الثنائية الاردنية الامريكية في جميع المجالات.



كما التقى جلالته رؤساء واعضاء اللجان في الكونغرس الامريكي
وعددا من ابرز القيادات الاقتصادية.



والقى جلالته كلمة رئيسة في جامعة جورج تاون بمناسبة تسلم جلالته شهادة الدكتوراه الفخرية في الاداب والانسانيات بحضور نخبة من السياسيين ورجالات الاقتصاد والثقافة والاعلام العالمية.



ورافق جلالته في هذه الزيارة وفد ضم عددا من اصحاب السمو
الملكي الامراء ومستشار جلالة الملك لشوءون الامن مدير المخابرات
العامة مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير ووزير البلاط الملكي
الهاشمي سمير الرفاعي ونائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون رئاسة
الوزراء ومراقبة الاداء الحكومي الدكتور مروان المعشر ومستشار جلالة
الملك عقل بلتاجي ووزراء الخارجية والمالية والصناعة والتجارة.



واكتسبت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الى الولايات
المتحدة اهمية خاصة في هذه المرحلة التي تشهدها المنطقة حيث حرص جلالته
خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها مع كبار المسؤولين في الادارة
الامريكية والتي بدأها بلقاء قمة في البيت الابيض مع الرئيس جورج بوش
على شرح المواقف الاردنية والعربية تجاه جميع قضايا المنطقة.



وكانت عملية السلام والاوضاع في العراق والعلاقات الثنائية من
ابرز الموضوعات التي تم بحثها خلال هذه القمة حيث اكد جلالة الملك ان
تفاهمات شرم الشيخ شكلت انطلاقة جادة نحو تهيئة الظروف لبناء الثقة
المتبادلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين واستئناف المفاوضات واتخاذ
خطوات ملموسة على ارض الواقع في اطار تنفيذ بنود خارطة الطريق تنفيذا
كاملا والتوصل الى انهاء معاناة الشعب الفلسطيني واقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة الى جانب دولة اسرائيل.



وشدد جلالته على ان تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في
الشرق الاوسط هو الضمان الاكيد لترسيخ الديقمراطية وتعزيز النمو
الاقتصادي وبالتالي تحقيق الاصلاح والتنمية الاقليمية المنشودة.
وانسجاما مع موقف الاردن الثابت في الوقوف دوما الى جانب العراق
والشعب العراقي الشقيق تصدر الملف العراقي مباحثات جلالته مع الرئيس
بوش حيث دعا جلالته المجتمع الدولي الى التحرك الفوري للمساعدة في
اعادة الامن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدة اراضيه ومساعدته في
اعادة اعمار مؤسساته وتمكين الشعب العراقي بكافة اطيافه من المشاركة في
بناء مستقبله السياسي والاقتصادي الامن.



وحول الوضع في لبنان جدد جلالته التاكيد على مواقف الاردن
الداعمة لتطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار رقم 1559
وقراري مجلس الامن 242 و338 والدعم الكامل لاجراء انتخابات حرة في
لبنان وكل جهد يصب في المحافظة على استقلاله وامنه وسيادته.



كما كانت قضايا السلام والامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط
والعلاقات الاردنية الامريكية واليات تدعيمها من اهم المحاور التي
تناولها جلالته خلال لقاءاته مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني
ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي ووزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا
رايس وقيادات الكونجرس الامريكي ورؤساء اللجان المختلفة.
وابدت اللجان التي التقاها جلالته في مجلسي النواب والشيوخ
اهتماما بطلب الرئيس جورج بوش تخصيص دعم اضافي للاردن بقيمة 200 مليون
دولار ضمن برنامج المساعدات الاضافية للعام الحالي اضافة الى النظر في
تخصيص مساعدات اقتصادية للاردن بقيمة 461 مليون دولار في موازنة العام
المقبل.



كما حرصت جامعة جورج تاون وهي من اعرق الجامعات الاميركية ونظرا
لما يتمتع به جلالته من تقدير كبير في الاوساط السياسية والاكاديمية
والفكرية على تكريم جلالته بمنحة شهادة الدكتوراة الفخرية في الاداب
والانسانيات تقديرا لجهوده الكبيرة والموصولة في تحقيق السلام والامن
وتعزيز الحوار والتعايش بين مختلف الثقافات والشعوب ودعم جلالته في
تعزيز الديمقراطية وتنفيذ الاصلاحات في الاردن.



وقال جلالته في كلمة له خلال حفل تسلمه الشهادة اننا نعيش لحظة
تحمل امكانيات عظيمة لمنطقة الشرق الاوسط وللعالم يمكن ان تكون عهد
انفتاح وتقدم وتوسيع دائرة الازدهار.



واشار الى اننا لن نحقق هذه الامكانيات الا عندما نصل الى
الاغلبية الصامتة باعطائها اسبابا جديدة للامل ووسائل ناجحة للمشاركة
السياسية والاقتصادية.



وشكل البعد الاقتصادي جزءا مهما خلال لقاءات جلالة الملك عبد
الله الثاني مع رؤساء مجالس ادارات الشركات متعددة الجنسيات العاملة في
اميركا.



واكد جلالته ان الاصلاحات الاقتصادية التي انتهجها الاردن
خلال السنوات الماضية ساهمت في احداث نمو ايجابي في الناتج المحلي
الاجمالي وصل الى 5ر7 بالمائة خلال العام 2004.



واشار جلالته الى ان الاردن اتجه نحو الانفتاح على التجمعات
الاقتصادية الكبيرة بابرام العديد من الاتفاقيات المهمة.



وخلال اللقاءات بين جلالة الملك والمنظمات العربية والاسلامية اكد
جلالته على اهمية اظهار الصورة الحقيقية للاسلام المعتدل الذي
ينبذ كل اشكال التطرف الذي اكدت عليه رسالة عمان.



وفي هذا السياق اكد جلالته على مواقف الاردن الثابتة ودعواته
المستمرة لمكافحة الارهاب ونبذ العنف والتطرف والتعصب بكافة صوره
واشكاله.



ودعا جلالة الملك المنظمات العربية والاسلامية الى استثمار
العلاقات التي تربطها مع المجتمع الاميركي ومحاولة تغيير الصورة
النمطية السلبية لدى الغرب عن الدين الاسلامي.



وخلال الحفل الذي اقيم في مبنى الامم المتحدة في نيويورك بمناسبة
منح الاردن جائزة/فرانكلن ديلانو روزفلت الدولية/لذوي الاحتياجات
الخاصة قال جلالة الملك اننا انتهجنا فلسفة تشكل محور التزام الاردن
نحو ذوي الاحتياجات الخاصة تنطلق من فتح ابواب الفرص والامل للجميع
وضمان حياة كريمة للمواطنين وتمكينهم من الاسهام في خدمة وطنهم.



وجاء منح الجائزة للاردن كاول دولة عربية تتسلم الجائزة تقديرا
للجهود التي يبذلها لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الاندماج في
المجتمع والمساهمة مع الاخرين على خدمة وطنهم حتى اصبح الاردن انموذجا
لدول المنطقة.



وكان جلالته التقى كبار محرري صحيفة نيويورك تايمز التي تعد
واحدة من كبريات الصحف الامريكية حيث تطرق جلالته الى البرامج التنموية
والاصلاحية التي يقوم بها الاردن والجهود المبذولة لتحسين مستويات حياة
جميع الاردنيين والاردنيات.



كما تناول جلالته قضايا الصراع في الشرق الاوسط وجهود الاردن
المستمرة لاحلال السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة
وتحقيق الاستقرار والرفاه لشعوبها.