جلالة الملك يلقي كلمة في جامعة جورج تاون و يتسلم شهادة الدكتوراة الفخرية

عمان
21 آذار/مارس 2005

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني انه بالرغم من التغيرات والتحديات والتطورات التاريخية في المعرفة والفرص الإنسانية إلا أن الحقائق والوقائع المتصلة بالفقر والبطالة والمصاعب والنزاع الذي لا يتوقف لم تتغير. وقال جلالته في كلمة ألقاها خلال حفل تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية في الأدب والإنسانيات من جامعة جورج تاون "أننا نعيش لحظة تحمل إمكانيات عظيمة لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم يمكن أن تكون عهد انفتاح وتقدم وتوسيع دائرة الازدهار."

وأكد جلالته مخاطبا جمعا كبيرا من أساتذة وطلبة الجامعة إننا لن نحقق هذه الإمكانيات إلا عندما نصل إلى الأغلبية الصامتة بإعطائها أسبابا جديدة للأمل ووسائل ناجحة للمشاركة السياسية والاقتصادية. وقال جلالة الملك أن ترسيخ الثقة بان الفرص متاحة لكافة الناس يعتبر أهم تحدي للتنمية والإصلاح في القرن الحادي والعشرين، وهو تحدي ليس ماثلا أمام الشرق الأوسط وحده لكننا نتقبله في العالم العربي لأننا نؤمن بقدرات شعبنا وإمكانياته.

ولفت جلالته إلى أن استمرار النزاع العربي الإسرائيلي بدون حل سبب اضطرابا وعدم استقرارا كبيرين في منطقتنا. مؤكدا جلالته أن أمامنا فرصة لم يسبق لها مثيل لدفع عملية السلام إلى الأمام. وقال جلالته أن أصدقاء السلام يحتاجون دعمنا المتواصل الفعال الذي لا يتوقف. مشيرا جلالته في هذا الصدد إلى الرؤية الإيجابية التي تقدمت بها الدول العربية في قمة بيروت التي لا زلنا ملتزمين بها . وقال جلالته أن العراقيين بحاجة إلى مساعدتنا وهم يقومون بإرساء أسس الأمن، وبإقامة المؤسسات الفعالة الشاملة وبإعادة بناء بلادهم التاريخية.

ومنحت جامعة جورج تاون جلالة الملك شهادة الدكتوراه الفخرية في الأدب والإنسانيات تقديرا لإسهامات جلالته في إحلال السلام العالمي وتحقيق التقدم والازدهار لشعوب المنطقة ولدوره الكبير في تحقيق الإصلاحات وترسيخ الديمقراطية وتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والشعوب والأديان. وقال مدير مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون البروفيسور مايكل هدسون، ورئيس مركز الدرسات العربية والاسلامية الدكتور احمد دلال خلال تلاوتهما باللغتين العربية والإنجليزية نص براءة منح جلالة الملك درجة الدكتوراه الفخرية "إن جامعة جورج تاون تكرم رجل دولة مخضرم من الشرق الأوسط حظيت قيادته ورؤيته باحترام عالمي. وكممثل بارز للجيل الجديد الذي يسعى لإحداث تغييرات جذرية في منطقة الشرق الأوسط؛ الا إن جلالة الملك عمل دون كلل لنزع فتيل العنف المتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسعى لبناء الثقة بينهما كما جند جلالته موارد وطاقات الأردن للمساعدة في الحد من معاناة الشعب العراقي وخلق مناخ من الأمن والاستقرار في عراق ما بعد الحرب."

وعلى الصعيد الاقتصادي قالا: "إن جلالة الملك عبدالله الثاني يبذل جهودا كبيرة على طريق تحويل الأردن نموذجا للتنمية والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . وأكدا إن جلالة الملك وظف مكانته الدينية وسلطته الأخلاقية لقضية توليها جامعة جورج تاون أهمية فائقة ألا وهي نشر التفاهم المتبادل بين أديان العالم."

من جهته، اعتبر الإمام يحيى الهندي وهو أول إمام أمريكي مسلم تلقى تعليمه في الأردن وتم تعيينه في جامعة جورج تاون: "إن جلالته خير مثال للقائد الذي يعمل بكل جد وإخلاص لخدمة قضايا السلام وتوفير سبل الازدهار والرفاه لشعوب المنطقة وتجسيد صورة الإسلام المعتدل والمتسامح."

وحضر حفل تسليم جلالة الملك شهادة الدكتوراة الفخرية عدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات ووزير البلاط الملكي الهاشمي ونائب رئيس الوزراء الدكتور مروان المعشر والسفير الأردني في واشنطن كريم قعوار. وكان أحد الحضور وخلال حفل تسليم شهادة الدكتوراة الفخرية لجلالته، ردد عبارات تتهم الأردن بمساندة أعوان النظام العراقي السابق، ودعم الارهابي أبو مصعب الزرقاوي، وعدم السيطرة على الحدود الأردنية العراقية، والسماح بدخول بعض العناصر للاراضي العراقية والقيام بعمليات إرهابية. واستنكر الحضور ذلك بشدة وقاموا بالهتاف والتصفيق لجلالة الملك تقديرا منهم لدور جلالة الملك والأردن في ترسيخ مبادىء الاعتدال والتسامح والوسطية، والعمل المتواصل من اجل إحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.

وخارج أسوار الجامعة تجمع عدد قليل من الأشخاص حاملين صور ولافتات تتهم الأردن بالإرهاب والوقوف إلى جانب الارهابي أبو مصعب الزرقاوي.