جلالة الملك يلتقي رؤساء مجالس الشركات العالمية لتكنولوجيا المعلومات

عمان
18 آذار/مارس 2005

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أننا نسير بثقة نحو تطبيق استراتيجية الإصلاح الشامل وتحرير الاقتصاد الوطني وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني والاستثمار في تطوير البنية التحتية البشرية.



وقال جلالته أن الأردن سيواصل تنفيذ برامج التنمية المستدامة والإصلاح رغم التحديات التي تفرضها الظروف الإقليمية الصعبة.



وشدد جلالته أن الأردن يقود مسيرة تجسير الهوة بين الشرق والغرب وفي الوقوف ضد التطرف والعزلة معتبرا جلالته أن تنامي الإصلاح في المنطقة شهادة على قوة النموذج الإصلاحي الأردني.



وأكد جلالته خلال لقائه عددا من رؤساء مجالس كبريات الشركات العالمية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، في مؤتمر القيادات الذي نظمته شركة سيسكو بولاية كارولينا الجنوبية، يوم أمس، أن الأردن يسعى إلى استخدام تقنية تكنولوجيا المعلومات كأداة من أدوات التنمية وتطوير المجتمع نحو الأفضل.



كما أكد جلالته أن الأردن الذي يتمتع بأعلى نسبة تعليم بين الدول العربية، عازم على المضي قدما في تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات ودعم الميزة التنافسية لهذا القطاع ليصبح جزءا من الخريطة العالمية.



وقال جلالته خلال اللقاء الذي حضره وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي والسفير الأردني في واشنطن كريم قعوار، أننا نؤمن في قدرة وسائل تكنولوجيا المعلومات على إثارة مكامن الإبداع وإتاحة الفرص الكبيرة مشيرا إلى أن المعرفة تزيد من الإنتاجية النوعية.



وأكد جلالته على الحاجة الملحة لحرية الوصول إلى التكنولوجيا وتعزيز ثقافة الأمل بالمستقبل وتحرير الموارد لتعظيم فرص لاستثمار في التنمية الاقتصادية والنمو.



وأشار جلالته إلى البرامج الهادفة إلى بناء وتعزيز قدرات الشابات والشباب الإبداعية في مجال تكنولوجيا المعلومات وتمكينهم من لعب دور فعال ومؤثر في بناء الأردن الحديث.



وقال جلالته أن تطوير المناهج التعليمية الأردنية، واستخدام وسائل التكنولوجيا في التعليم وخاصة في مبحثي اللغة الإنجليزية والرياضيات، تأتي لتنسجم وتتواءم مع عصر التعلم والتعليم الحديث، مؤكدا جلالته أن التعليم المتميز يسهم في تعزيز كل المبادرات الرامية إلى التطوير وتحقيق نقلة نوعية في مستوى معيشة جميع الأردنيات والأردنيين.



وحرص جلالته على استعراض تجربة الأردن المتميزة في تدريب وتأهيل الكفاءات القادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للاقتصاد الأردني ومتطلبات الاستثمار الأجنبي.



ودعا جلالته الشركات العالمية إلى الاستثمار في الأردن، مؤكدا جلالته في هذا السياق، أن المناخ الاستثماري الأردني يوفر الحوافز أمام المستثمرين ويتيح الفرص أمامهم للاستفادة التسهيلات والإعفاءات الضريبية ومزايا الاتفاقيات الدولية التي وقعها الأردن مع الدول العربية والأجنبية.



وقال جلالة الملك أن اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية أسهمت في تنشيط الاقتصاد
الأردني الذي حقق نموا بلغ خلال العام الماضي 5ر7 بالمائة وزيادة حجم التبادل التجاري بين الأردن والمجموعات الاقتصادية الكبرى.



كما استعرض جلالته الجهود التي يقوم بها الأردن لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط.



وأكد جلالته على ضرورة مواصلة الجهود الهادفة إلى إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.



وقال جلالته أن الانتخابات وترسيخ الديمقراطية في المنطقة تسهم في توفير الأجواء المناسبة لتنفيذ البرامج التنموية والإصلاحية التي تحقق الرفاه والتقدم لشعوب المنطقة، والمضي قدما في عملية التنمية الإقليمية.



من جهته، ثمن الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو جون تشامبرز، دور جلالة الملك عبد الله الثاني في دفع عجلة التنمية والتقدم في الأردن والمنطقة،مؤكدا على قيادة جلالته الحكيمه وسعيه الدؤوب والمتواصل لإحلال السلام في الشرق الأوسط.



كما أشار إلى أن الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة في الأردن من شأنه أن يجعله مركزا حيويا للاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، مؤكدا أن تجربة شركته الناجحة بالاستثمار في الأردن، تشكل نموذجا يحتذى لبقية الشركات، خاصة في ظل وجود بيئة اقتصادية وقوانين وتشريعات تلبي تطلعات المستثمرين في الميادين كافة.



ويذكر أن شركة سيسكو من المساهمين الرئيسيين في مبادرة التعليم في الأردن وشبكة التعليم الجامعي والأبحاث التي كانت أطلقت في شهر شباط الماضي في الجامعة الأردنية وتضم ثماني جامعات، بالإضافة إلى مشروع أكاديمية سيسكو التي تهدف إلى تدريب وتأهيل الطالبات والطلاب على تكنولوجيا المعلومات.



وتستهدف مبادرة التعليم في الأردن التي كان أطلقها جلالة الملك في مؤتمر دافوس الاقتصادي العام الماضي، تطوير مائة
مدرسة ريادية استكشافية في الأردن، وترتكز على تبني القدرات الإبداعية لمعلمي هذه المدارس وطلابها وتعرفهم بالأساليب التعليمية الجديدة التي تتوافق مع التطورات العالمية بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات.



كما ترتبط هذه المبادرة التي تتكون من ثلاثة مسارات هي المدارس الاستكشافية والتعليم المستمر مدى الحياة وتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات في الأردن، بخطة طموحة كلفتها نصف مليار دولار تنفذها وزارة التربية والتعليم على مدار خمس سنوات، لتحديث التعليم من أجل الاقتصاد المعرفي.



وتعد مبادرة التعليم نموذجا للشراكة التنموية الكفؤة التي يسعى الأردن لتحقيقها بين القطاعين العام والخاص من جهة والشركات العالمية والاستفادة من خبراتها التقنية من جهة أخرى.