جلالة الملك عبدالله الثاني يلتقي قيادات وفعاليات امريكية مختلفة في واشنطن

عمان
07 كانون الأول/ديسمبر 2004

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الاردن حقق خلال السنوات الماضية في المجال الاقتصادي الكثير من الانجاز وهو ماض في عمليات الاصلاح الشاملة ووضع التشريعات اللازمة لجذب الاستثمارات.



واستعرض جلالته خلال لقائه اليوم بالقيادات الاقتصادية والمالية والمصرفية والسياحية والصحية والتعليمية والاعلامية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة اضافة الى مسؤولين من وزارتي المالية والخارجية الامريكيتين الخطوات التي يقوم بها الاردن لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تنعكس بنتائجها الايجابية على حياة المواطنين.



وأكد جلالته أن الاردن يواصل تطوير تجربته ومسيرته الديمقراطية ويسير بخطى واثقة لتنفيذ برامج الاصلاح خاصة ايجاد بيئة اقتصادية مناسبة ودمجها بالاقتصاد العالمي.



وقال جلالته خلال اللقاء الذي حضره وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ومستشار جلالة الملك عقل بلتاجي ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله أن الأردن حقق نقلة نوعية في السنوات الماضية في المجال الاقتصادي مستعرضا الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتحسين المناخ الاستثماري.



واشار جلالته الى ان ما يميز الاقتصاد الاردني هو انه يتيح للقطاع الخاص القيام بدور كبير لزيادة مساهمته في النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل المناسبة.



وتحدث جلالته عن المؤشرات الاقتصادية التي حققها الاردن مشيرا الى ان النمو الحقيقي خلال الستة الاشهر الاولى من العام الحالي تجاوز 7% وهذا النمو جاء في القطاعات الحقيقية للاقتصاد مثل قطاعات السياحة والصناعة والخدمات والانشاءات.



وبالنسبة للصادرات الاردنية قال جلالته انها حققت نموا خلال العشرة اشهر الاولى من العام الحالي بنسبة 43% مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي مشيرا الى انه تم تخفيض المديونية الخارجية من 190% من الناتج الاجمالي عام 1989 الى 120 % من الناتج الاجمالي عام 1999 الى ان وصلت هذا العام الى اقل من 70%.



واشار جلالته الى انخفاض عجز الموازنة الى 3.9% العام الحالي مؤكدا ان احتياطي الاردن من العملات الاجنبية ارتفع حيث وصل الان الى 4.8 مليار دولار مقارنة مع 100 مليون دولار عام 1999 وهذا يشير الى الاستقرار النقدي في المملكة.



وقال جلالة الملك عبدالله الثاني ..اننا سائرون في الطريق الصحيح وان الاقتصاد ينمو بالطريقة السليمة.



واشار جلالته الى التحديات التي يواجهها الاردن في ايجاد فرص العمل امام المواطنين والشباب الاردني ..مؤكدا ان هذا يتطلب اعداد الخطط والبرامج التي من شانها ان تسهم في توفير فرص التعليم والتدريب والتأهيل.



واستعرض جلالته ما أنجزه الأردن وما ينجزه حاليا في مجال توفير اساليب التعليم الحديث ..كما اشار الى المشروعات التي ينفذها كمشروع تطوير التعليم المبني على المعرفة واعطاء الدور الاساسي للقطاع الخاص وتوفير البيئة التشريعية والتنظيمية اللازمة لجذب المستثمرين بشكل تنعكس فوائده على الاقتصاد الاردني وتوفير العمالة للشباب الاردني اضافة الى ربحية المستثمرين.



وتناول جلالته الامكانيات المتاحة امام القطاع الخاص للاستفادة من الفرص التي يوفرها برنامج الخصخصة للاستثمار في مشاريع المياه وتوليد الطاقة.



واشار جلالة الملك الى استفادة الصناعات الموجهة للتصدير من المزايا التي توفرها اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة واتفاقية الشراكة الاردنية مع الاتحاد الاوروبي وخاصة في مجالات الصناعات الدوائية وتكنولوجيا المعلومات.



وأكد جلالته ان ايجاد حل دائم ومتوازن ونهائي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي من جهة وللصراع العربي الاسرائيلي من جهة اخرى هو السبيل للخروج من دوامة العنف ووضع حد لتنامي ظاهرة الارهاب والتطرف والمضي قدما بمسيرة التنمية الاقليمية.



كما أكد جلالته أن عامل الوقت مهم وضروري لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة مشددا على ضرورة استغلال الظروف المتاحة حاليا للتسريع بتحقيق ذلك.



وأضاف جلالة الملك عبدالله الثاني أنه وكما كان يؤكد والدي المغفور له الملك الحسين ..فان اقامة الدولة الفلسطينية سيضمن ايضا الامن لاسرائيل التي يجب ان تعيش بتكامل مع دول المنطقة الممتدة من المحيط الى الخليج.



ودعا جلالته جميع العراقيين الى المشاركة في الانتخابات المقبلة خاصة وان هناك اجماعا دوليا على ضرورة تهيئة الاجواء الملائمة لضمان شفافيتها ونزاهتها. وقال جلالته ان مشاركة جميع الطوائف العراقية في هذه الانتخابات يضمن المستقبل الافضل والمشرق للعراقيين.



وكان روبرت هورميتز نائب رئيس شركة جولدمان ساكس الامريكية قد أشاد بجلالة الملك عبدالله الثاني كقائد شجاع بتصميمه على تحقيق التقدم والاصلاح من اجل مصلحة الشعب الاردني وبدوره في العالم العربي وتطوير التعاون في المنطقة.



من جهته قال الدكتور باسم عوض الله وزير التخطيط والتعاون الدولي أن جلالة الملك عبدالله الثاني يحرص دائما على الاجتماع مع الممثلين الرئيسيين في القطاعات الاقتصادية المختلفة في البلدان التي يزورها والتي نعتقد بان لها اهتمام كبير ومجال لجذب الاستثمار الى الاردن.



وقال أن هناك مجالات محددة في مكونات الاقتصاد يتمتع الاردن بها بتنافسية ويمكن للمستثمرين والشركات ان يجدوا فيها مجالا للاستثمار في الاردن.



وأضاف أن جلالتة ركز على مشاريع البنية التحتية مثل تطوير الزرقاء ومشاريع منطقة العبدلي ومنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والمشروعات المائية مثل مشروع الديسي ومشروع قناة ربط البحر الاحمر بالبحر الميت وهي مشروعات ستوفر فرص العمل للاردنيين ..اضافة الى انها ستعود بالنفع على الشركات المستثمرة.



وأشار الدكتور عوض الله ان التطور الذي شهده الاردن خلال السنوات الماضية على مستوى الاداء الاقتصادي والنمو الذي تحقق في الاقتصاد الحقيقي. وقال ان جلالة الملك عبدالله ركز على قطاع التعليم وضرورة اعطائه الاولوية في الاستثمار العام ..وان الحكومة تلقت خلال السنوات الاربع الماضية تمويلا اما على شكل منح او قروض ميسرة من اجل بناء المدارس وحوسبة وتطوير مستوى المعلمين وربط المدارس بشبكة الالياف الضوئية وتوفير استعمال الانترنت وادخال رياض الاطفال الى مدارس المملكة الحكومية ومنهاج الحاسوب في المدارس الحكومية ومنهاج اللغة الانجليزية الى صفوف المدارس الابتدائية الاولى الحكومية اضافة الى التركيز على
التدريب المهني وربطه بمتطلبات سوق العمل.



وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله ان جميع هذه الانجازات والمشروعات بدات تاتي أكلها وبدانا نلمس تحسنا كبيرا مميزا في اداء المدارس الحكومية وتحقيق نتائج افضل في امتحانات التوجيهي في المدارس الحكومية وحصول هجرة معاكسة الى المدارس الحكومية من المدارس الخاصة وذلك بفضل تحسين نوعية التعليم فيها.



وقال الدكتور عوض الله ان هذه التجربة الاردنية ستعرض من خلال مؤتمر خاص يعقد على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يستضيفه الاردن في العشرين من شهر ايار المقبل والذي يجمع وزراء التربية والتعليم في الوطن العربي والدول الصناعية الكبرى من اجل التركيز على موضوع التعليم وهو الموضوع الذي اثير خلال العام الماضي في مؤتمر الدول الصناعية.



واضاف ان اجتماعا لمنتدى المستقبل سيعقد في العاشر من الشهر الحالي في المغرب حيث سيتم في المؤتمر الاعلان عن اجتماع وزراء التربية والتعليم في الدول الصناعية والعربية والذي يناقش التجربة الاردنية في مجال التعليم.