جلالة الملك يفتتح مؤتمر الوعظ والارشاد الاسلامي العالمي

عمان
28 تشرين الثاني/نوفمبر 2004

رعى جلالة الملك عبد الله الثاني في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب اليوم حفل افتتاح مؤتمر الوعظ والارشاد الاسلامي العالمي الذي تنظمه وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية تحت عنوان "نحو خطاب اسلامي معاصر."



وحضر الحفل عدد من اصحاب السمو الملكي الامراء ورئيس الوزراء فيصل الفايز ورئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي وعدد من مستشاري جلالة الملك والاعيان والنواب والوزراء وكبار المسؤولين.



والقى وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية/رئيس المؤتمر سماحة الدكتور احمد هليل كلمة اكد فيها ان المؤتمر ينعقد في ظل الظروف العالمية واوضاع الامة الاسلامية وقد اصبح العالم بمثابة قرية صغيرة تجتمع فيها العلوم والمعارف وثقافات الشعوب عبر تكنولوجيا المعلومات وعولمة الثقافات.



وقال ان المشاركين الذين يمثلون الدعاة والعلماء والقضاة ورؤساء المجالس الاسلامية والمؤسسات الدينية على مستوى المنطقة والعالم يثمنون رعاية جلالتكم لهذا المؤتمر ولا غرو فأنتم عميد آل البيت حفيد العترة النبوية وسليل الدوحة الهاشمية تحملون منهج الوسطية وتوظفون رسالة عمان للذود عن حمى الاسلام وبيان صورته المشرقة ومنهجه القويم.. وترعون مجالس العلم والعلماء وقد خصصتم جائزة الملك عبدالله للعلماء والدعاة وامرتم بتخصيص علاوة للوعاظ والائمة والخطباء.



واشار في هذا الاطار الى الجهود التي يبذلها جلالته لمتابعة شؤون الاقصى المبارك بما في ذلك امر جلالته ببناء مئذنة خامسة ووضع اللوحة الاولى لبناء منبر صلاح الدين الذي يجري تصنيعه في جامعة البلقاء التطبيقية.



واكد ان هذا المؤتمر المهم يجمع بين اصالة الفكر وروح الدين وعلوم العصر بالحكمة والموعظة الحسنة.. خطاب اسلامي ييسر ولايعسر ويبشر ولا ينفر.. انه خطاب يدعو الى الوحدة والائتلاف ويحذر من الفرقة والاختلاف في ظلال امه اسلامية وعربية واحدة تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله داعيا الى ارساء قواعد للحوار الهادف البناء المؤدي الى تحاور الحضارات وتعاونها لما فيه خدمة البشرية جمعاء.



ودعا المجتمعات الانسانية المحبة للسلام لانهاء المعاناة المأساوية في كل من فلسطين والعراق احقاقا للحق وانصافا للمظلومين ومساواة بين الشعوب مؤكدا اننا في حديثنا عن سماحة الاسلام ووسطيته انما ننطلق من القوة وليس من الضعف ومن العزة وليس من باب الخوف.



وكان الاردن وجه خلال شهر رمضان الماضي "رسالة عمان" والتي القاها مستشار جلالة الملك للشؤون الاسلامية سماحة قاضي القضاة الشيخ عز الدين الخطيب التميمي والتي اكدت على ان الاسلام الذي هو دين الاعتدال والتسامح والوسطية يتعرض في هذه الايام لهجمة شرسة من التشويه والافتراء من بعض الذين ينتسبون اليه ويقومون بافعال غير مسؤولة باسمه.



واكدت الرسالة على ان المملكة الاردنية الهاشمية تبنت نهجا يحرص على ابراز الصورة الحقيقية للاسلام ووقف التجني ورد الهجمات عنه بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية التي تحملها قيادتنا الهاشمية استنادا الى موروثها الشرعي الذي يمتد الى نسب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.



والقى رئيس جمهورية المالديف مأمون عبد القيوم كلمة اكد فيها ان الامة الاسلامية تقدر لجلالة الملك عبد الله الثاني اهتمامه بقضايا المسلمين وحرصه لجمع كلمتهم ووحدة صفوفهم ونشر الثقافة الاسلامية الصحيحة مشيرا الى حرص جلالته لتعزيز اواصر العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.



وقال ان المؤتمر الذي ينعقد في ظل ظروف عصيبة تواجه الامة على الصعيدين الداخلي والخارجي يكتسب اهمية خاصة لتدارس موضوع الخطابة الاسلامية المعاصرة والخروج بتوصيات ونتائج ايجابية يهتدي بها الوعاظ والائمة في المجتمعات الاسلامية.



واشارالى ان الوظيفة الاساسية لهذه الشريحة هي عرض رسالة الاسلام السمحة باسلوب يتسم بالاعتدال والوسطية امتثالا لقوله تعالى (ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).



وقال اننا نعيش في عصر يمتاز بتغير المفاهيم والثقافات الامر الذي يستدعي تسلح الخطباء بالعلم والفكر والثقافة الواسعة من اجل تحقيق الرسالة المنشودة في اقناع الناس والتفاعل معهم.



والقى وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي الشيخ صالح ال الشيخ كلمة اعرب فيها عن تقديره للجهود التي يبذلها الاردن لخدمة قضايا الامة ومعالجة التحديات التي تواجهها مشيرا في هذا الاطار الى انه "لايكاد يمر اسبوع دون ان يعقد في عمان مؤتمر او ندوة او ملتقى اقتصادي او ثقافي او سياسي او ديني الامر الذي اهل عمان بحق لتكون صاحبة الريادة والتفوق في قضايا الامة."



وقال اننا نعيش في هذه الوقت في ازمات متنوعة من احتلال وظلم وتكفير وهذا يؤكد على اهمية دور الخطابة وضرورة تأطيرها بما يبعد الاجتهادات الشخصية والفردية مؤكدا على اهمية دور المنبر وان تنسجم الموضوعات التي تتم معالجتها من خلاله على القضايا العامة انطلاقا من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة.



واكد على ضرورة اعادة صياغة عقلية الوعاظ والمرشدين بما يحافظ على الثوابت بدون افراط او تفريط فنحن بحاجة الى جمع كلمتنا ووحدتها ولم شملها لمواجهة التحديات التي تواجهنا.



واكد وزير الاوقاف المصري محمود حمدي الزقزوق في كلمته على اهمية الموضعات التي يناقشها المؤتمر لاعادة صياغة الخطاب الاسلامي الشامل على المستويين الداخلي والخارجي لاسيما في ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات والعولمة والاستنساخ التي تجتاح العالم مؤكدا على ان ديننا الحنيف يحث على الاجتهاد والتجديد وهو قادر مواجهة المشكلات التي تواجه البشرية جمعاء.



ويواصل المؤتمر الذي يعقد بمشاركة واسعة من العلماء والمفكرين من عدد من الدول جلساته في المركز الثقافي الملكي حيث سيناقش على مدى ثلاثة ايام الموضوعات والقضايا والتحديات التي تواجه الامة بما في ذلك التطرف والغلو والتشدد والانغلاق الفكري وسبل الانفتاح على الغير بالتركيز على نهج الاعتدال والوسطية والتسامح امتثالا لقوله تعالي (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).