قال جلالة الملك عبدالله الثاني اننا ملتزمون في الاردن بتطبيق برنامج اصلاح اقتصادي بدأنا نلمس اثاره الايجابية في مختلف المجالات.



وأكد جلالته خلال حوار اجراه في غرفة تجارة لوكسمبورج اليوم مع مجتمع رجال الاعمال وممثلي الفعاليات الاقتصادية ان الاردن يسعى الى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع لوكسمبورج وفتح افاق تعاون جديدة مع الاسواق الاوروبية مشيرا جلالته الى النموذج الاردني الذي يعتمد على القطاع الخاص واستقطاب المستثمرين لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.



واشار جلالته خلال الحوار الذي حضره الدوق هنري دوق لوكسمبورج والوفد المرافق لجلالته الى المؤشرات الايجابية للاقتصاد الوطني والتي من ابرزها الاستقرار النقدي حيث بلغت الاحتياطات من العملة الصعبة نحو 8ر4 مليار دولار.



وبين جلالة الملك انه من المتوقع ان يصل معدل النمو في الناتج المحلي الاجمالي 5ر6 بالمائة هذا العام فيما زادت الصادرات بنسبة 44 بالمائة خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي.



ولفت جلالته الى الامكانيات المتاحة امام القطاع الخاص للاستفادة من الفرص التي يتيحها برنامج الخصخصة للاستثمار في مشاريع البنى التحتية الرئيسية مثل مشاريع المياه وتوليد الطاقة بالاضافة الى استفادة الصناعات الموجهه للتصدير من المزايا التي توفرها اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الامريكية واتفاقية الشراكة الاردنية مع الاتحاد الاوروبي للصناعات الدوائية والاسمدة والمنسوجات وتقنية المعلومات.



وتطرق جلالته الى الاصلاحات التي يعمل الاردن على تنفيذها في قطاع التعليم بغية الاستثمار في الموارد البشرية اضافة الى الاصلاحات التشريعية والقضائية والادارية من حيث تحديث المحاكم وتدريب القضاة وتعديل القوانين وبرنامج اصلاح القطاع العام وايجاد معايير جديدة للخدمة المدنية التي من شانها ان تزيد من تنافسية الاردن وجعله بوابة للشرق الاوسط باعتماده على اقتصاد المعرفة وتقديم النموذج الانجح للمنطقة.



وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله قد قدم عرضا للفرص الاستثمارية التي يوفرها الاردن في مختلف القطاعات وكذلك التطورات الاخيرة التي شهدها الاقتصاد الوطني نتيجة للاصلاحات التي انتهجتها الحكومة الاردنية لدمجه بالاقتصاد العالمي.



كما استعرض علاقات التبادل التجاري مع لوكسمبورج والاتحاد الاوروبي وفرص تعزيز الصادرات وزيادة حجمها من خلال مبادرة اغادير وهي المبادرة التي تهدف الى ايصال صادرات المناطق الصناعية المؤهلة الى الاسواق الاوروبية.



واعرب رئيس غرفة التجارة مايكل ويرث ومجتمع رجال الاعمال في لوكسمبورج خلال الحوار عن رغبتهم في تطوير علاقات التعاون مع القطاع الخاص الاردني واستكشاف فرص اقامة مشاريع مشتركة في ضوء الاجواء الاستثمارية الجاذبة التي يتمتع بها الاردن والتسهيلات التي يوفرها للمستثمرين.



وأشاروا للدور الاقتصادي الذي يضطلع به الاردن في المنطقة باعتباره نقطة انطلاق للاسوق الاقليمية المجاورة.



يشار الى ان لوكسمبورج التي لا يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة استطاعت ان تتبوأ مكانا ماليا مهما على المستوى الاوروبي والعالمي اذ يوجد فيها ما يزيد عن 180 مصرفا عالميا.



وعرض رئيس هيئة الاوراق المالية الدكتور بسام الساكت البنية التي تكون سوق راس المال الاردني بمؤسساته المختلفة والتي تشمل الهئية وبورصة عمان ومركز ايداع الاوراق المالية.



وقال ان الهيئة تعمل على تعزيز ثقافة الاستثمار وتنظيم سوق راس المال الاردني من خلال تطوير بنيته التحتية وفصل نشاط التنظيم عن نشاط المتاجرة بالاسهم في السوق المالي وتطوير المعايير المحلية للسوق الى المستوى العالمي اضافة الى حماية المستثمرين وتعميق ثقافة الافصاح.



واكد على ان الهيئة تعمل على تمكين المستثمر في سوق الاوراق المالية من الاستفادة من المزايا التي توفرها العولمة والثورة التقنية
التي يشهدها العالم في الوقت الحاضر.



وقال الدكتور الساكت ان المؤشرات التي اظهرتها بورصة عمان تدل على حجم التطور الذي حصل خلال العام الحالي حيث ارتفع حجم التداول الى 2ر4 مليار دولار حتى منتصف تشرين الثاني من العام الحالي مقابل 1ر2 مليار لذات الفترة من العام الماضي فيما ارتفعت القيمة السوقية للاسهم المدرجة في البورصة الى 6ر16 مليار دولار مقابل 11 مليار دولار في نهاية السنة الماضية.



وعرض المدير التنفيذي لبورصة عمان جليل طريف للتطورات الاخيرة التي شهدتها بورصة عمان والارقام القياسية التي حققتها لاحجام التداول واهمية الاستثمار في البورصة والفوائد العائدة من الاستثمار في الاوراق المالية ومقارنتها في البورصات العالمية.



وقال طريف ان معدل التداول اليومي في بورصة عمان وصل الى نحو 22 مليون دولار خلال الفترة التي مرت من العام الحالي مقابل نحو 12 مليون دولار للعام الماضي فيما سجلت معدلات التداول اليومي خلال الاسبوع الماضي ارقاما قياسية تجاوزت نحو 35 مليون دولار كما وسجلت نسبة العائد على الاستثمار في البورصة اعلى النسب مقارنة بالاسواق العالمية والاقليمية حيث وصلت الى حوالى 38 بالمائة.



وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله لوكالة الانباء الاردنية عقب اللقاء ان زيارة جلالة الملك الى لوكسمبورج اتاحت الفرصة لمناقشة العديد من المواضيع مع الاتحاد الاوروبي لاسيما التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار مع قطاع مصرفي كبير في لوكسمبورج.



وأضاف انه تم بحث العديد من الموضوعات مع مجتمع الاعمال في لوكسمبورج من خلال تطوير الآليات الموجودة بين الاردن والمجموعة الاوروبية والتي تحكمها اتفاقية الشراكة بين الاردن والاتحاد.