جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله يطلقان الخطة الوطنية للطفولة

عمان
25 تشرين الأول/أكتوبر 2004

اطلق جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم الخطة الوطنية للطفولة للاعوام 2004-2013 التي تبنى على الخطة الاردنية الوطنية السابقة للطفولة واعلان عالم جدير بالاطفال الصادر عن جلسة الامم المتحدة الخاصة بالاطفال اضافة الى توصيات الخطة العربية للطفولة، ووقعا رسالة التزام بمستقبل الاطفال.



وتنطلق الخطة من الرؤية الواضحة التي وضعها جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا العبدالله لاطفال الاردن وهي توفير بيئة امنة تنمي قدرات الطفل وتستثمر فيها من خلال ضمان التشريعات والسياسات والبرامج التي تعنى بالنواحي الجسدية والعقلية والاجتماعية والانفعالية، بما ينسجم مع رسالة بناء اردن جدير بالاطفال.



وتنسجم هذه الرؤية مع الرؤية العالمية والعربية للاطفال. فقد انضم الاردن الى الحركة العالمية من اجل الاطفال التي هدفت الى البناء على الانجازات وترجمة الرؤية الخاصة بالاطفال الى اجراءات ملموسة. وانضمت الى المبادرة جلالة الملكة رانيا العبدالله مع نيلسون مانديلا وجراسا ميتشل لاعلان التزامهم بقيادة حركة عالمية من اجل الاطفال لحث قادة العالم في الحكومات والقطاع الخاص والاهلي ووسائل الاعلام للعمل معا للوفاء بالوعود والالتزامات المتعلقة بالاطفال.



وقال رئيس الوزراء فيصل الفايز في الاحتفال ان شعار الخطة وهو "اردن جدير بالاطفال" يعني ان الاردن يراعي مصالح الطفل ليكون جميع الاطفال فيه قادرين على ان يبدأوا حياتهم افضل بداية ممكنة وان يتاح لهم التعليم الاساسي الجيد والنوعي والمجاني وان تقدم لهم فرص كافية لتنمية قدراتهم الفردية في بيئة امنة وداعمة.



واكد ان الحكومة ستعمل على تنفيذ البرامج الواردة في الخطة وتوفير الموارد اللازمة لذلك ووضعها على سلم الاولويات الوطنية وربطها بالخطط الاقتصادية والاجتماعية.



واضاف ان الحكومة وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني ستقوم ايضا بتوفير التامين الصحي المجاني لمن هم دون السادسة من ابناء قطاع غزة المقيمين في الاردن.



واشار الفايز الى ان الاردن حقق خلال الخطة الوطنية السابقة للطفولة للاعوام 1993 الى 2000 انجازات مهمة مثل القضاء على شلل الاطفال وكزاز حديثي الولادة واستمرار خفض معدل وفيات الاطفال وتغطية الاطفال بالمطاعيم الاساسية وتوفير التامين الصحي الشامل المجاني لمن هم دون السادسة.



وقال ان تحسنا طرأ في مجال صحة الام مثل ارتفاع نسبة الحوامل اللواتي يتلقين رعاية طبية مؤهلة من 80 بالمائة الى 96 بالمائة وارتفاع نسبة الولادة في المستشفيات من 78 بالمائة الى 93 بالمائة. وفي مجال التعليم تم استحداث رياض الاطفال في المدارس الحكومية واعتبارها جزءا من المرحلة التعليمية.



واضاف ان الحكومات الاردنية السابقة انشات ادارة حماية الاسرة في مديرية الامن العام للحد من الاساءة الواقعة على الاطفال والنساء وتاسيس مشروع حماية الاسرة والعمل على الحد من عمالة الاطفال واستحداث وحدة عمالة الطفل لمتابعة الاستراتيجية المخصصة لذلك.



واكد ان حكومته تبني على ما تم انجازه في السابق لتحقيق ما لم يتم انجازه للوصول الى تطبيق افضل لهذه الاستراتيجية، مضيفا ان الحكومة ملتزمة بالعمل والتعاون مع كافة الهيئات المحلية والدولية لتطبيق شعار اردن جدير بالاطفال.



من ناحيتها قالت الامينة العامة للمجلس الوطني لشؤون الاسرة رويدا المعايطة ان رؤية صاحبي الجلالة لاطفال الاردن تنسجم مع احكام الشريعة الاسلامية والرؤية العالمية والعربية للطفولة وتعبر عن التزام الاردن بقضايا الطفولة.



ودعت المعايطة الى اعادة النظر في تطبيق شمولية مفهوم الصحة الانجابية لان الاردن الذي حقق انجازات كبيرة في مجال الطفولة ما يزال يعاني من ارتفاع معدل النمو السكاني بكل ما يمثله من تحد امام التنمية الاقتصادية والاجتماعية.



واوضحت المعايطة ان معدل وفيات الاطفال حديثي الولادة في الاردن الذي يصل الى 17 لكل الف مولود حي يمكن تخفيضه بنسبة 80 بالمائة حسب الدراسات العلمية الحديثة، كما ان نسبة فقر الدم لدى الامهات والاطفال ازدادت مقابل ارتفاع ملحوظ في نسبة السمنة، حيث تشير الدراسات الى ان 20 بالمائة من الاطفال الاردنيين دون سن الخامسة يعانون من فقر الدم و15 بالمائة يعانون من نقص فيتامين ا، مضيفة ان نسبة نقص اليود لدى الاطفال ما تزال مرتفعة حتى بعد اضافة اليود الى الملح حيث انخفضت النسبة من 38 بالمائة الى 33 بالمائة فقط. واضافت ان التدخين مشكلة اخرى بين الاطفال حيث وصلت نسبة المدخنين ما بين 13 الى 15 سنة الى 14 بالمائة.



وقالت المعايطة ان الخطة تتميز بانها شاملة اعدت بطريقة تشاركية وتستند الى الاستراتيجيات والخطط الوطنية والمواثيق الدولية المتعلقة بالطفولة، كما انها جاهزة لاستقطاب الموارد المالية من المانحين لتنفيذ بنودها بعد ان تم تقدير الكلف المادية لاجراءات الخطة.



اما ممثلة اليونيسف في الاردن ان سكاتفدت قالت ان الاردن في مقدمة الدول في المنطقة التي طورت خطتها الوطنية للطفولة وان هذا شاهد اخر على التزام المملكة باطفالها وتاكيد على جدية الاردن بقضايا اطفاله وشبابه.



وعبرت سكاتفدت عن تقدير اليونيسف العميق لصاحبي الجلالة على تفانيهما المستمر وقيادتهما الراسخة لنشر وحماية حقوق الاطفال واليافعين في الاردن.



واضافت ان الخطة الوطنية للطفولة اعدت بما يتناسب مع خصوصية الاردن وحقوق كل فتاة وفتى سواء كانوا في البادية الشمالية او عمان او الجنوب، مشيرة الى ان الخطو تنسجم مع التزامات الاردن التي تعهد بها في الاهداف الانمائية للالفية والاستراتيجيات الوطنية مثل استراتيجية تنمية الطفولة المبكرة والاستراتيجية الوطنية للقضاء على اسوأ اشكال عمالة الاطفال ومسودة الاستراتيجية الوطنية للشباب وتوصيات دراسة الاطفال الاقل حظا.



واعد الخطة التي تعالج احتياجات الاطفال بشكل شمولي مئتا خبير يعملون مع الاطفال ومن اجلهم في المؤسسات الحكومية والاهلية والقطاع الخاص برئاسة المجلس الوطني لشؤون الاسرة وبالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي واليونيسف.



وتشتمل الخطة على خمسة محاور هي تامين الصحة والحياة الامنة لضمان حصول الطفل في مختلف المراحل العمرية على الرعاية الصحية والتغذية المتوازنة، ومحور النماء وتنمية القدرات، وحماية الاطفال في الظروف الصعبة من كافة اشكال العنف والاهمال والاساءة والاستغلال، والاعلام والمتابعة والتقييم.



وتهدف الخطة الى توفير اطار ومنهج يسهل الانتقال من النظرية الى التطبيق، وتفعيل التعاون والشراكة بين جميع القطاعات للوصول الى تخطيط متكامل يعتمد منهجية التشارك الحقيقي في تحديد الادوار والمسؤوليات، وتقليل الفجوة الاجتماعية المعتمدة على الجنس والفوارق الجغرافية واعتماد محاور الخطة الوطنية للطفولة كاساس للبحوث والتقييم والمتابعة، وتسهيل التمويل الدولي والمحلي وتوفيره من اجل تنفيذ الاجراءات المنبثقة عن الخطة.