جلالة الملك عبدالله الثاني يطلع على احوال شديدي الاعاقة ويامر بتخصيص منح دراسية لحفظة القران الكريم

عمان
20 تشرين الأول/أكتوبر 2004

حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على ان يمضي بعض ساعات اليوم بين فئة ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة في مركز الرعاية والتاهيل بمحافظة جرش واطلع على احوالهم واوضاعهم في هذا الشهر الفضيل الذي تتجلى فيه صور التلاحم والتواصل والتراحم بين الناس.



في هذه الزيارة تجلت ابهى الصور الانسانية وجلالة الملك يخفف من معاناة ذوي الاعاقات ويزرع في قلوبهم الامل فترتسم الابتسامات في القلوب قبل العيون ويقف احدهم قائلا ببراءة الطفولة النقية في حضرة جلالة القائد "منذ سنوات وانا اتمنى ان ارى الملك" فيعانقه جلالة الملك بحنو وعطف الاب.



وامام هذا الواقع وبعد ان استمع جلالته من القائمين والمشرفين على المركز الى شرح عن الخدمات والبرامج التي يقدمها لهذه الفئة اكد جلالته على اهمية ان تاخذ هذه الفئة حقها الكامل من الرعاية والعناية الحثيثة وتدبير امور حياتهم اليومية التي لا يستطيعون القيام بها دون مساعدة.



وجال جلالته يرافقه المستشار الخاص لجلالته يوسف الدلابيح ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير التنمية الاجتماعية رياض ابوكركي على اقسام ومرافق المركز.



وتقديرا للجهود المضنية التي يبذلها المشرفون والعاملون في المركز والذين يتعاملون مع هذه الحالات الانسانية التي تحتاج الى العمل المتواصل اوعز جلالته لوزير التنمية الاجتماعية باعداد دراسة تتضمن الاليات المناسبة لتقديم الحوافز المادية التي من شانها مساعدتهم على تقديم افضل الخدمات لهذه الفئة.



كما اوعز جلالته بتخصيص دعم مالي للمركز حتى يتمكن من تحقيق اهدافه في رعاية ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة وتقديم الخدمات النوعية وتهيئة الظروف الملائمة امامهم للشعور بالطمانينة وغرس الامل في نفوسهم والتخفيف من معاناتهم كما امر جلالته بزيادة السعة الاستيعابية للمركز لتتمكن فئات اخرى من المعاقين من الانتفاع من الخدمات التي يقدمها.



يذكر ان مركز جرش للرعاية والتأهيل الذي يتبع الى وزارة التنمية الاجتماعية وتاسس عام 1991 هو الوحيد في المملكة الذي يقدم خدمات لاصحاب الاعاقات الشديدة والمتعددة.



وقال مدير المركز الدكتور عوض سميرات ان المركز يقدم خدماته لـ 135 حالة منها 67 من الذكور و68 من الاناث تتراوح اعمارهم بين 14 الى 40 عاما.



وبين ان المركز يوفر الايواء والغذاء والملابس والمعالجة الطبية والتمريضية والعلاجات النفسية والطبيعية فضلا عن البرامج التاهيلية على المهارات الاساسية والادراكية والحسية وبرامج تاهيل مهنية بسيطة مثل الزراعة والنجارة البسيطة.



وبين ان هناك نحو 620 حالة على قائمة الانتظار للاستفادة من خدمات المركز مشيرا الى ان كلفة ايواء كل حالة تقدر بنحو 300 دينار شهريا تتحمل وزارة التنمية الاجتماعية الجزء الاكبر منها.



وتبقى الصورة الماثلة في الوجدان صورة انتصار، 50 عاما، التي تمضي سني عمرها مستلقية بجسد متهالك على سرير داخل مركز تاهيلي بعد ان شاءت الاقدار ان تولد باعاقة شديدة حرمتها نعمة الادراك والحركة والكلام وان يطويها نسيان الاهل وذوي القربى الى جانب 135 حالة اخرى تنوعت قصصها وتفاوتت شدة اعاقتها فمن قصة مؤلمة الى اخرى يتفطر القلب لها.



ورغم انها تتقاضى اجرة شهرية مقدارها 100 دينار فان الممرضة فاطمة الزبون تصر على خدمة مرضاها في المركز وهم بامس الحاجة للمساعدة والعون.



وتشير الى انها توفر للنزلاء خدمات علاجية وغذائية وفق برنامج زمني معد مسبقا مثلما تجري لهم يوميا فحوصات الضغط والحرارة كما تقوم بتقليبهم وتغيير اماكن نومهم وجلوسهم حتى لايصابوا بامراض فطرية وتشققات جلدية.



وفي مسجد الهاشمي في محافظة جرش الذي يعود تاريخ بنائه الى عام 1937 ادى جلالة الملك وجموع المصلين صلاة الظهر جماعة.



وخلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني لمركز تحفيظ القران الكريم في مسجد الهاشمية شارك جلالته في حلقة لتعليم القران الكريم يشرف عليها مختصون من وزارة الاوقاف مثلما حضر جانبا من دورة لتاهيل الائمة والوعاظ تقام في المسجد.



والتقى جلالته العلماء والوعاظ الذين يتلقون علوما في الشريعة والتفسير وفي اساليب الخطابة مثلما استمع الى محاضرة عن فضل شهر رمضان واحكامه.



كما شارك جلالته في حلقة لتحفيظ القران الكريم انصت خلالها الى ايات من الذكر الحكيم تلاها عدد من الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في مركز تحفيظ القران الكريم امر جلالته بتخصيص منح دراسية للمتفوقين في دور القران الكريم في المملكة لتلقي الدراسة في مجال الشريعة ليسهموا في ابراز صورة الاسلام الوسطي وشرح جوهر الاسلام السمح والمتسامح الذي يحترم الانسان لانسانيته والذي يحمل روح المحبة والتعاون مع الناس.



وتاتي هذه المنح في اطار خطة تقوم على تحقيق العدالة والمساواة امام المتفوقين كل في مجال تخصصه وتوفير الفرص امامهم لتلقي العلوم المختلفة وخاصة في مجال اصول الدين واعدادهم الاعداد الامثل لتوضيح صورة الاسلام النقية والعظيمة.



كما تبرع جلالة الملك بتخصيص حافلة لمركز تحفيظ القران واوعز بعمل الصيانة الكاملة للمسجد.



وقال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية ان تفقد جلالة الملك طلبة دور القران الكريم وحرصه على مشاركتهم حلقتهم التعليمية تدل على الاهتمام بشهر رمضان المبارك وبكتاب الله عز وجل.



واشار الى ان جلالة الملك قدم للعلماء وللائمة والوعاظ وطلبة العلم العديد من المنح حيث امر بزيادة رواتب الائمة الذين يعملون على حساب صندوق الدعوة من 50 الى مئة دينار مثلما انفق خلال العامين الماضيين نحو ربع مليون دينار لتزويج الائمة والوعاظ وغيرها من المكارم.