جلالة الملك يعود الى عمان بعد زيارة الى الولايات المتحدة

عمان
17 حزيران/يونيو 2004

عاد جلالة الملك عبدالله الثاني الى ارض الوطن اليوم بعد زيارة رسمية للولايات المتحدة بدأها بالمشاركة في قمة الدول الثماني في سي ايلاند التي دعي اليها مع عدد من الزعماء العرب لشرح وجهة النظر العربية تجاه قضايا الاصلاح في المنطقة العربية.



وقد وصف جلالة الملك مشاركته في قمة سي ايلاند بالمثمرة حيث ارست هذه القمة اسسا لشراكة جديدة من اجل التقدم ودعم السلام والتنمية والاستقرار في الشرق الاوسط.



واضاف في مداخلته في اجتماعات الدول الصناعية الثماني ان التزام هذه الدول بالتوصل الى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وارساء الاستقرار في العراق يشكل دعما للاصلاح في المنطقة وضمانة لنجاحها مؤكدا ضرورة ان تلتزم هذه الدول اضافة الى ذلك بخطة مشابهة لخطة مارشال الامريكية في اوروبا عقب الحرب العالمية الثانية لتنمية وتطوير المنطقة لان الدعم المالي والتقني امر ضروري لتحقيق الاستقرار في المنطقة وضمان استدامة العملية التنموية.



وقد اعاد جلالته خلال خطابه في مدينة شيكاغو امام اعضاء نادي شيكاغو الاقتصادي ومجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية وعدد من افراد الجالية الاردنية التاكيد على ضرورة التفكير بخطة مارشال للشرق الاوسط لان تزايد نسبة البطالة والفقر
المترافقة مع حالة الاحباط الناجمة عن عدم ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية هي عوائق رئيسية امام تحقيق الازدهار والاستقرار في المنطقة ورصيد ضخم يستطيع المتطرفون ان يستخدموه متى شاؤوا.



واكد جلالته انه لا يمكن لاحد ان يامل بمستقبل حقيقي في الشرق الاوسط ما لم نجد حلا للقضية الجوهرية في الشرق الاوسط الا وهي القضية الفلسطينية.



ومرة اخرى كان الموضوع الفلسطيني في صلب لقاء جلالته مع الرئيس الامريكي جورج بوش.. حيث اكد جلالته على ضمان ان يكون الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة شاملا وخطوة اولى تجاه الانسحاب من الضفة الغربية ايضا بما يفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة.



واضاف جلالته انه من الضروري ان تكون كل هذه الخطوات جزءا من خارطة الطريق.



وابدى الجانبان الاردني والامريكي ارتياحهما للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لخلق الظروف المواتية لاستئناف العملية السياسية وعدم ابقاء الوضع في المازق الذي يعيشه حاليا ومن ضمنها اجتماع اللجنة الرباعية على مستوى المندوبين الاسبوع المقبل في المنطقة اضافة الى المباحثات مع الفلسطينيين والاسرائيليين للمساهمة في وضع خطة لدعم قدرات الشعب الفلسطيني الاقتصادية والامنية.



وكان جلالته التقى مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ومستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ووزيري الخارجية والدفاع كولن باول ودونالد رامسفيلد.



وعلى مستوى العلاقات مع السلطة التشريعية تابع جلالته وعلى مدى يومين اجتماعاته مع قادة الكونغرس الامريكي من نواب وشيوخ لشرح وجهة النظر الاردنية تجاه القضايا الرئيسية في منطقة الشرق الاوسط وسبل تعزيز العلاقات الثنائية
بما يساعد في دعم الاصلاحات الداخلية وتحقيق التنمية المستدامة. فقد اجتمع جلالته مع رئيسي واعضاء لجنة مخصصات في مجلسي الشيوخ والنواب ورئيسي لجنة الشؤون الخارجية في المجلسين لبحث موضوع المساعدات الامريكية للاردن من عادية واضافية للسنة القادمة وقضيتي فلسطين والعراق.



وتكتسب هذه الاجتماعات اهمية خاصة مع طرح مشروع قانون المساعدات الامريكية للسنة المالية القادمة التي تبدا في بداية تشرين الاول المقبل.. وقد طرح جلالته الاحتياجات التنموية الاردنية للسنتين القادمتين للمضي في الاصلاحات
الاقتصادية والاجتماعية وتحسين مستوى معيشة الناس وحياتهم، حيث ابدى عدد من رجال الكونغرس اعجابهم بمشاريع الاصلاح الاردنية في مجال التعليم والتعليم العالي والتدريب اضافة الى تقديرهم لاشراك القطاع الخاص في عملية التنمية
الاقتصادية.



واكد جلالته انه من الضروري لينجح الاصلاح ان يشعر المواطن العادي بحدوث تحسن في مستوى معيشته وحياته، ومن هنا تاني اهمية توفير التمويل والخبرة اللازمين للسير في عملية الاصلاح وتعزيزها.



وقد اكد رئيس لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ تيد ستيفنز استعداد اللجنة لمساعدة الاردن في تلبية احتياجاته التنموية قدر الامكان.



من ناحيتها قالت رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الاوسط في مجلس النواب الامريكي اليانا روس ليتنن ان جلالة الملك يفعل ما بوسعه ليكون صادقا مع بلده ومبادئه حيث اكد لنا بانه لا ازدهار او سلام حقيقيين في المنطقة بدون
حل القضية الفلسطينية.



واكدت ليتنن "اننا نشاركه هذا الراي ولكننا نرى ان المسيرة يجب الا تتوقف بانتظار ايجاد حل للقضية الفلسطينية." واضافت: "نحن شركاء في الحرب على الارهاب ونشترك في النظرة العامة للامور ولكننا دولتان ذات سيادة ولهذا هناك بعض الاختلاف بيننا."



ورافق جلالته في الزيارة وفد ضم مستشار جلالة الملك لشؤون الامن/مدير المخابرات العامة/مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير والمستشار الخاص لجلالته يوسف الدلابيح ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ومستشار
جلالة الملك عقل بلتاجي ووزيرا الخارجية مروان المعشر والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني في واشنطن كريم قعوار.



وكما اصطحب جلالته اربعة طلاب في رحلته في نيسان الماضي الى سان فرانسيسكو، تابع جلالته هذا التقليد حيث اصطحب كذلك اربعة طلاب الى واشنطن لاطلاعهم عن كثب على الجهود التي يبذلها جلالته لتحسين المستوى المعيشي للاردنيين والدفاع عن القضايا العربية.



بشرى حامد مبيضين، طالبة السنة الثانية في القانون في جامعة مؤتة؛ منار نمر مارديني، طالبة السنة الثانية في اللغة الانجليزية في جامعة اليرموك؛ انس النجداوي طالب السنة الثالثة في انظمة المعلومات الحاسوبية في كلية الملك
عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة الاردنية؛ وفادي كحالة، طالب السنة الرابعة في علوم الحاسوب في جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا، هؤلاء الطلاب من مختلف الجامعات الاردنية حظوا بالفرصة الذهبية لمرافقة جلالته في واشنطن والاطلاع على عمل لجان الكونغرس.



وقد شارك الطلاب الاربعة في اجتماع جلالته والوفد المرافق مع لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ حيث اعربوا عن شعورهم بالسعادة الفائقة لفرصة الجلوس مع هذه الشخصيات ومعرفة طريقة تفكيرهم.



وفي شيكاغو كذلك التقى جلالته مع طالبين اردنيين اختارتهما اكاديمية الانجاز الامريكية من الطلاب المتميزين الذين شاركوا في مؤتمر هذا العام وهما ايناس جهاد طالبة برمجة الكمبيوتر في كلية الاميرة سمية الجامعية، وحسام المصري
طالب تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الاردنية.



وقد عبر جلالته عن تقديره العميق للجهود المميزة لهذين الطالبين وصفاتهم القيادية التي لفتت انظار الاكاديمية.