نشاطات جلالة الملك في قمة الدول الثماني العظمى

عمان
09 حزيران/يونيو 2004

اعتبر جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مشاركته اليوم في اعمال قمة الدول الثماني العظمى المنعقدة في جزيرة "سي ايلاند" بولاية جورجيا بالولايات المتحدة ان التزام هذه الدول بالتوصل الى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وبارساء الاستقرار في العراق يشكل دعما لنجاح الاصلاحات في الشرق الاوسط.



واكد جلالته خلال اجتماعه بقادة الدول الثماني تقدير الاردن لتفهم هذه الدول بان عملية الاصلاح والتحديث يجب ان تنبع من الداخل وان تحترم خصوصيات الشعوب. ويشارك في القمة التي بدأت اعمالها امس الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير ورئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس وزراء كندا بول مارتن ورئيس وزراء اليابان جونيتشيرو كويزومي، كما يشارك في القمة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى بن خليفة والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس العراقي غازي الياور؛ اضافة الى الرئيسين التركي والافغاني.



واكد جلالته خلال مداخلته في القمة ان العرب متفقون على اهمية الاصلاح والتحديث في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى ان الوثيقة التي تبناها القادة العرب في القمة العربية التي عقدت بتونس الشهر الماضي تضمنت المحاور العامة للاصلاح في المنطقة.



وبين جلالته ان الاردن قطع شوطا مهما في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وان تجربتنا الرائدة في تطوير وتحديث التعليم والاصلاح الاداري والقضائي يؤكد التزام الاردن وسعيه الدؤوب من اجل تحقيق المستقبل الافضل.



واكد جلالته ان جهودنا في الاصلاح تهدف الى بناء اردن عصري مبني على احترام وسيادة القانون وتجذير الديمقراطية والعدالة والمساواة. ورحب جلالته بالدعم الذي يتلقاه الاردن من شركائه الولايات المتحدة واوروبا واليابان والتي تسهم في نجاح خططه لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.



وقال جلالته ان الاردن سيعرض النجاح الذي حققه في مجال تطوير التعليم كنموذج للمبادرات الاصلاحية النابعة من الداخل والمدعومة من الشركاء العالميين.



ولفت جلالته الى ان الاردن بدأ بتنفيذ خطته للاصلاح والتي تم اقرارها من قبل الحكومة وتم العمل بها لارساء التنمية السياسية الشاملة التي يشارك بها الجميع.



وشدد جلالته على ضرورة ان يكون هناك التزام واوضح لزيادة الدعم المالي والفني من مجموعة الدول الثمانية لتحقيق اهداف الاصلاح والتحديث في المنطقة مؤكدا اهمية ان تعطى الدول الفرصة لاختيار المبادرات ومجالات الاصلاح التي تراها مناسبة، ودعا جلالته الى تبني خطة مارشال جديدة لتنمية وتطوير منطقة الشرق الاوسط، ورحب جلالته بالحوار الجاري حاليا بين مجموعة الثمانية ودول المنطقة مؤكدا ان هذا الحوار يؤسس لعلاقة طويلة الامد مبنية على التفاهم والشراكة والتنمية المستدامة.



وقال جلالته ان نجاح المبادرات الدولية لدعم الاصلاح النابع من الداخل مرتبط بشكل اساسي بتحقيق تنمية مستدامة وبتحسين مستوى دخل الفرد وتوفير فرص العمل للشباب الذين يشكلون غالبية شعوب منطقة الشرق الاوسط.



كما اكد ان حل النزاع العربي الاسرائيلي وتحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني وبناء عراق حر ومستقر امران ضروريان لاستقرار الشرق الاوسط ولايجاد مناخ ايجابي للاصلاح والتطوير والتنمية الشاملة.



واعرب قادة مجموعة الدول الثمانية عن تقديرهم للموقف الاردني الذي عبر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني حول عملية الاصلاح والتحديث في المنطقة واشادوا بالخطوات التي اتخذها الاردن في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واكدوا تقديرهم لرؤية جلالته بان الاصلاح يجب ان ينبع من الداخل وبضرورة حل النزاعات في الشرق الاوسط وفي مقدمة ذلك ايجاد تسوية عادلة للنزاع العربي الاسرائيلي لتهيئة مناخ ايجابي بهدف توفير بنية ايجابية لتحقيق الاصلاح المنشود. وتعهدوا بمساعدة بلدان الشرق الاوسط وباقامة شراكات مع شعوبها مبنية على الحوار والتفاهم وبما يناسب مصالح الشعوب لتحقيق التنمية المستدامة.