عقد جلالة الملك عبد الله الثاني فور وصوله القصر الجمهوري مباحثات ثنائية مع الرئيس الروماني ايون الياسكو تركزت حول سبل تطوير افاق التعاون المشترك بين الأردن ورومانيا والتطورات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.



واكد جلالته خلال اللقاء حرص الاردن على ترسيخ علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية مع رومانيا واصفا مباحثاته مع الرئيس الروماني بالمثمرة.



وقال جلالته عقب انتهاء اللقاء لقد حضيت هذا المساء بفرصة الاجتماع مع صاحب الفخامة وكانت جلسة مثمرة ناقشنا خلالها العلاقات الثنائية بين بلدينا وسبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.



واضاف جلالته لقد ابرمنا عددا من الاتفاقيات بين جمهورية رومانيا والمملكة الاردنية الهاشمية حول التجارة والمشاريع الخاصة اضافة الى تشجيع وحماية الاستثمار في النقل وكذلك التعاون الثقافي وتجنب الازدواج الضريبي.



واكد جلالته تشجيع القطاع الخاص في كلا البلدين ليصبح اكثر فعالية في تطبيق هذه الاتفاقيات ؛ وهذا هدف اجتماعي يوم غد مع الاعضاء البارزين في القطاع الخاص الروماني لاؤكد لهم التزامنا بتعزيز علاقاتنا الثنائية.



وقال جلالته لقد ناقشنا الوضع الاقليمي في الشرق الاوسط واتفقنا على ان هناك حاجة ملحة لاعادة المنطقة الى طريق السلام؛ كما اطلع جلالته الرئيس الروماني على نتائج القمة العربية في تونس؛ مشيرا الى الالتزام الذي ابدته الدول العربية للوصول الى حل سلمي عادل وشامل مع اسرائيل ويتماشى مع الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة.



كما تضمنت المباحثات الوضع في العراق قبل موعد انتقال السلطة في نهاية حزيران القادم؛ والحاجة الى مخاطبة المجتمع الدولي لاقامة نظام سياسي قابل للحياة يتيح للعراق والشعب العراقي بكل فئاته فرصة القيام بدور ايجابي وبارز في تنمية المنطقة.



من جانبه اعرب الرئيس الروماني ايون الياسكو عن سعادته بلقاء جلالة الملك حيث اشاد بالعلاقات بين رومانيا والاردن على كافة المستويات الحكومية والبرلمانية وكذلك بين القطاع الخاص في البلدين مؤكدا حرصه على ضرورة زيادة التعاون التجاري الذي لا يعكس امال وطموحات البلدين في وضعه الحالي.



وقال ان مباحثاتنا اليوم ستعمل على دفع المشاريع المشتركة وزيادة التبادل التجاري بين بلدينا.



ويميل الميزان التجاري بشدة نحو رومانيا حيث تصدر الاردن الى رومانيا ما قيمته 4ر1 مليون دولار بينما تستورد من رومانيا ما قيمته 6ر31 مليون دولار سنويا.



وتوقع الرئيس ايليسكو ان يثمر هذا اللقاء مستقبلا عن توقيع اتفاقيات في مجال البنية التحتية في قطاع النقل والطاقة الكهربائية وكذلك في صناعة البترول.



وقال ان رومانيا ستكون مستقبلا عضوا في الاتحاد الاوروبي حيث ستتمكن من تنفيذ مشاريع نقل النفط والغاز من منطقة شرق بحر قزوين الى وسط وشمال شرق اوروبا مما يوفر فرص عمل مشتركة للبلدين.



واضاف لقد ناقشنا سبل دعم التعاون في مجال التعليم الذي يعتبر عنصرا مهما في تطوير الموارد في الاردن ورومانيا. وقال: تطرقنا خلال المباحثات الى الوضع الدولي واليات حل قضية الشرق الاوسط والعراق حيث ان رومانيا قلقة من عملية التصعيد والتوتر في الاراضي الفلسطينية المحتلة من قبل القوات الاسرائيلية ونامل ان يتم التوصل الى حل سلمي للنزاع القائم من خلال الحوار والمفاوضات.



وثمن الرئيس الروماني جهود جلالة الملك الحثيثة للوصول الى حل سلمي للنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي بما يتوافق مع خارطة الطريق التي اقرها المجتمع الدولي.



واضاف: وفيما يتعلق بالوضع في العراق فإن رومانيا بصفتها عضوا مؤقتا في مجلس الامن فانها ستعمل على دعم القرار الجديد الذي يقضي بضرورة زيادة دور الامم المتحدة في العراق بعد تسليم السلطة للعراقين.



وقال الرئيس الروماني: ولكي تحصل دول المنطقة على التطوير فانها بحاجة الى تعميق الديمقراطية وتعزيز سيادة القانون اضافة الى السلام والاستقرار والعمل على مكافحة الارهاب من قبل المجتمع الدولي والاردن ورومانيا يشاركان في هذه الجهود للحد من هذه الظاهرة التي تؤثر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.



هذا واقام الرئيس الروماني ايون الياسكو مأدبة عشاء لجلالته في القصر الجمهوري حضرها كبار المسؤولين الرومانيين والوفد المرافق لجلالته.



وحضر المباحثات عن الجانب الاردني سمو الامير علي بن الحسين ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ومستشار جلالة الملك عقل بلتاجي ووزير التخطيط والتعاون الدولي باسم عوض الله والسفير الاردني في رومانيا عبد اللطيف البواب.