جلالة الملك "الاردن اولا" لتعزبز قوة الاردن وقوة امته العربية

عمان
18 أيار/مايو 2004

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان طرح مفهوم الأردن أولا هو لتعزيز قوة الأردن لأن في قوة بلدنا ومنعته قوة لأمتنا العربية وانه لم يكن يعني مطلقا التحول عن مواقف الأردن القومية بل هو مفهوم لتكريس انصهار الأردنيين في نسيج اجتماعي واحد وتحفيز حسهم بالانتماء لوطنهم.



فنحن قوميون بالفطرة وإذا كنا لا نعبر عن قوميتنا بالضجيج والشعارات. فهذا لا يعني أننا لسنا قوميين.



وقال جلالته في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط اجراها الزميل محمد العوام أن مفهوم الأردن أولا نجح في تحقيق الكثير من غاياته فقد أجرينا الانتخابات النيابية بنجاح ومشاركة وصلت إلى 58% وهي من أعلى النسب العالمية ورأينا تآزر الأردنيين وتكاتفهم خلال الظرف الدقيق الذي مر على المنطقة بعد احتلال العراق وهناك جوانب مضيئة عديدة لا يمكن حصرها في هذا المجال حققها مفهوم الأردن أولا .. والآن بعد أن طرحنا مفهوم الأردن أولا نحث الشباب على تبني مفهوم الأردن دائما ليبقى وطنهم حاضرا في أذهانهم.



وحول عملية الاصلاح تطوير المشاركة الشعبية في صنع القرار قال جلالته لقد حققنا العديد من الإنجازات لكن طموحاتنا ليس لها حدود لتلبية تطلعات شعبنا ولا سيما الشباب الذين يشكلون 70% من السكان وهذا الأمر يفرض علينا تحديات كبيرة حتى نرتقي بطموحاتهم وتحقيق أحلامهم وتمنياتهم بمستقبل واعد مؤكدا جلالته اننا بدأنا الإصلاح قبل أن ينادي به الأميركيون بسنوات، وحين طرحت الولايات المتحدة مبادرتها للإصلاح في الشرق الأوسط قلنا إن الإصلاح ضروري لبلوغ المستقبل الذي يرنو إليه الشباب العربي لكن الإصلاح الذي نريده هو الإصلاح الذي ينبع من الداخل وأعلنا حينها أن وصفات الإصلاح المفروضة من الخارج قد لا تجد طريقها إلى النجاح.



كما اكد جلالته ان بقاء القضية الفلسطينية من دون حل لا يهدد استقرار الأردن وحسب بل استقرار المنطقة بأسرها.. وما يقلقنا هو أن تتحول الأراضي الفلسطينية إلى جزر وكانتونات ومناطق مجزأة يصبح فيها العيش صعبا جدا ونحن الأقرب إلى فلسطين والتداخل بين الشعبين الشقيقين قوي جدا ولهذا فإن استمرار معاناة وآلام شعب فلسطين وما تولده هذه المعاناة من شعور بالظلم والإحباط وفقدان الأمل تجعلنا الأكثر تأثرا بكل بما يجري هناك.



وحول نتائج زيارة جلالته الى واشنطن قال لقد نجحنا في توضيح الموقف العربي من عملية السلام ومن الصراع العربي الإسرائيلي خاصة بعد أن ثار الكثير من الشكوك والتساؤلات حول الموقف الأميركي "بعد رسالة الرئيس الاميركي جورج بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي".. وكذلك من الحقوق الفلسطينية ومن قرارات مجلس الأمن فكان من أبرز نتائج زيارتنا أننا نجحنا في انتزاع موقف أميركي يؤكد على أن الحل للقضية الفلسطينية يكمن في تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي والحصول على التزامات واضحة بأن قضايا الحل النهائي هي من شأن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ولا يمكن لأحد غيرهما أن يقرر شكل وطريقة الحل للنزاع بينهما. مضيفا جلالته ثم إن الولايات المتحدة ما زالت أيضا ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 ووفقا لقراري مجلس الأمن 242 و338، كما ورد في رسالة الرئيس بوش التي وجهها لنا.



وقال جلالته اننا نعمل الآن مع الدول العربية لإعادة طرح مبادرة السلام العربية مجددا أمام العالم فهذه المبادرة من أهم المبادرات والمواقف العربية التي تجسد رغبة العرب بالسلام والتعايش مع إسرائيل ولا بد أن يدرك العالم أن العرب جميعا راغبون بتحقيق السلام.



وحول امن واستقرار العراق اكد جلالته إننا نعتبر أمن واستقرار العراق جزءاً من أمن الأردن.. وتدهور الوضع الأمني في هذا البلد يؤثر على جميع دول الجوار وليس على الأردن وحده ولذلك فإننا نؤكد أن إعادة بناء العراق هي مسؤولية الجميع ويجب علينا نحن العرب أن نساهم في الإسراع بنقل السلطة والسيادة للعراقيين في أقرب فرصة ممكنة ليعود العراق لوضعه الطبيعي .. وبالطبع فإن الدور الأساسي لعملية بناء مستقبل العراق يجب أن تقوده الأمم المتحدة التي يشكل وجودها ضمانة لجميع العراقيين.



وحول بقاء قوات التحالف في العراق قال جلالته اننا نعتقد أن بقاءها في هذه المرحلة أمر يخص العراقيين الذين هم الأقدر على قول كلمة الفصل في بقاء هذه القوات أو خروجها.



وحول فرض واشنطن أخيرا عقوبات على سورية وهل يمكن أن يمثل هذا منفذاً جديداً للاقتصاد الأردني أم يمثل ضغطاً إضافياً على الأردن قال جلالته ..كنا دائما نقول إن التقدم يجلب العدوى وإذا حصل تقدم في الاقتصاد السوري فإن الاقتصاد الأردني سيستفيد والعكس طبعا صحيح .. فعندما فرضت العقوبات الاقتصادية على العراق تكبد الاقتصاد الأردني خسائر فادحة عانينا منها على مدى عقد من الزمان ونعتقد أن فرض عقوبات اقتصادية على سورية لن يساهم في تقدم اقتصادنا الوطني ولا اقتصاد المنطقة.



وحول مدى تفاؤل جلالته بتجاوز عثرة القمة العربية الأخيرة وهل تعتقدون أن القمة العربية المقبلة ستعالج قضايا الإصلاح السياسي في الدول العربية أو النظام العربي المشترك قال أنا دائما متفائل بالأمة العربية.. إذا أخفقت هذه الأمة مرة فلا بد أن تصيب مرات .. الجميع يدرك أن المرحلة التي تمر بها أمتنا صعبة ودقيقة جدا، وإذا ما امتلكنا زمام الأمور، وابتعدنا عن لغة الشعارات والخطابات التي لم تجلب للأمة سوى المصائب والهزائم، سنكون قد وضعنا أنفسنا على الطريق الصحيح .



واضاف نحن بحاجة إلى خطاب واقعي .. خطاب يحدد المشاكل ويضع الحلول لها .. خطاب يعزز المكتسبات ويبني عليها فنحن أمة تمتلك مقومات الوحدة والتقدم والالتقاء مع الحضارات متسائلا جلالته لماذا نتقوقع حول أنفسنا في الوقت الذي يحرز فيه العالم تقدما في شتى الميادين والمجالات وان مسؤولية الإصلاح تقع على كاهل الجميع فنحن نتطلع إلى مشاركة فعاليات المجتمع المدني ومؤسساته والحكومات والقطاع الخاص والشباب، إلى جانب القيادات العربية، لضمان النجاح.