جلالة الملك يلتقي قيادات اعلامية

عمان
17 أيار/مايو 2004

قال جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم ان ادعاء اسرائيل بعدم وجود شريك فلسطيني تتحمل جزءا من مسؤوليته لانها لا تساعد في قيام مؤسسات فلسطينية قوية ورئيس وزراء وجهاز امن قويين مضيفا ان على الفلسطينيين ايضا ان يخرجوا بخطة او اجندة للسلام تساعد العرب وتساعدهم.



ودعا جلالته الفلسطينيين الى توحيد انفسهم لان تعدد المرجعيات مضر لهم ولمستقبلهم ويكلفهم كثيرا على المستوى السياسي، الامر الذي يجعل من الصعب على المجتمع الدولي والعرب مساعدتهم.



وكان جلالته يتحدث صباح اليوم في لقاء مع قيادات اعلامية حضره رئيس الوزراء فيصل الفايز ووزراء البلاط والخارجية والتخطيط سمير الرفاعي ومروان المعشر وباسم عوض الله.



وردا على سؤال حول اشادة المسؤولين الفلسطينيين المتكررة بالمساعدة التي يقدمها جلالته والاردن للفلسطينيين قال جلالته ان الاردن يساعد الفلسطينيين على عدة مستويات وبشكل خاص في الموضوع السياسي، مشيرا في هذا الخصوص الى الاجتماع الذي عقد في عمان بين وزير الخارجية الامريكية كولن باول ورئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع.



وكرر جلالته نفيه استعداد الاردن لارسال قوات الى العراق خلال المرحلة المقبلة قائلا ان لكل دولة محاذية للعراق مصالح خاصة فيه ووجود جيشها هناك "لن يكون صحيحا" لكنه اشار الى ان الدول العربية الاخرى تستطيع ان تفعل ذلك.



واضاف: "هذا لا يعني اننا لا نريد مساعدة العراقيين،" مشيرا الى المستشفى الميداني في الفلوجة وتدريب الشرطة والجيش والموظفين العراقيين في الاردن. وتوقع جلالته ان تكون المرحلة الانتقالية، المقرر ان تستمر من تموز وحتى نهاية كانون الثاني المقبل، في العراق صعبة، بسبب صعوبة الوضع الامني وصعوبة اختيار رئيس وزراء ووزراء من الداخل لهم شعبية في الشارع، مشيرا الى ان الامم المتحدة ممثلة بالاخضر الابراهيمي وسلطة التحالف يبذلون جهدا كبيرا لاختيار وزراء يلبون الامال.



وانتقد جلالته الخطوات الامريكية في سياسة اجتثاث البعث وحل الجيش والشرطة العراقية وتحجيم السنة الذين شعروا بانهم مستبعدون عن صياغة مستقبل العراق الامر الذي زاد من عدم الاستقرار فيه واعطى المجال للمتطرفين ليتقدموا بسبب رمي الملايين من العراقيين الى سوق البطالة مطالبا بخطوات عملية سريعة وقوية تعزز الاستقرار مثل انشاء لجنة مصالحة على غرار ما حدث في جنوب افريقيا وباعادة بناء الجيش العراقي مع الاستعانة ببعض الخبرات السابقة.



وحول الضمانات التي اعطاها الرئيس الامريكي لجلالته في السادس من الشهر الحالي قال جلالته انه لم يلمس تغيرا في موقف بوش تجاه هدف الدولتين الذي لا يتناقض مع خارطة الطريق التي تعد الية للوصول الى هذا الهدف.



وردا على سؤال حول امكانية ان يبذل المزيد لافهام الادارة الامريكية بجذور المشكلة وعدالة المطالب العربية قال جلالته ان هذا ما يسعى اليه دائما.



واكد ان لقاءه مع بوش كان لحساسية وخطورة الموضوع الذي طرحه الاخير مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون حيث استطاع جلالته ان يحصل على ايضاحات هدأت الشارع العربي بشان عدم تغيير مرجعيات عملية السلام المتمثلة بتطبيق القرارات الدولية وعدم التاثير في قضايا الوضع النهائي مثل قضية اللاجئين، وهو موضوع حساس تناولته مبادرة السلام العربية في قمة بيروت.



وردا على سؤال حول الذين يرون ان التزام الحكومات العربية بالاصلاح مجرد كلام قال جلالته ان القمة العربية ستخرج باعلان قوي عن موضوع الاصلاح في العالم العربي وسيتم فيما بعد مناقشة خطوات التنفيذ.



وقال من الطبيعي وجود متشككين عندما تكون التجربة في بدايتها وهذا ما لمسناه عندما بدانا في طريق الاصلاح في الاردن، مضيفا ان الدولة التي تقول انها ستلتزم بالاصلاح عليها ان تنفذ.



واوضح المعشر ان وزراء الخارجية العرب خرجوا بمسودة للاصلاح "افضل مما توقعه الكثيرون" تتناول قضايا الاصلاح السياسي وحقوق المرأة واصلاح التعليم واستقلال القضاء، وان النقاش كان على مستوى اكثر تقدما منه قبل عدة اشهر وسترفع هذه المسودة للقادة العرب في القمة المقبلة لاقرارها.



ومرة اخرى حذر جلالته الولايات المتحدة من تدهور صورتها وسمعتها لدى الشارعين العربي والعالمي الامر الذي يجعل من الصعب على اصدقائها جعل الناس العاديين يفرقون بين السياسة الامريكية والشعب الامريكي، مؤكدا ان هذا ما يشرحه للساسة الامريكيين فالاحباط من السياسة الخارجية الامريكية في العالم العربي والعالم بدأ ينعكس على صورة الامريكي نفسه الذي اصبح ينصب عليه هذا الغضب والاحباط.



وكرر جلالته ما قاله في لقائه في نادي الكومنولث في سان فرانسيسكو من ان ادراك ورؤية الناس العاديين لامريكا يثير الغضب: "الناس يرون دبابة امريكية توجه مدفعها نحو المدنيين العراقيين في الشارع ويرون دبابة اسرائيلية تفعل الشيء نفسه للفلسطينيين ويربطون بين الاثنين."



اما التطمينات التي حصل عليها الاردن من لقاء جلالته مع بوش فقد اوضح وزير الخارجية مروان المعشر اهميتها بالنسبة للمملكة لانها المرة الاولى التي تقر فيها الادارة الامريكية بان للاردن مصالح خاصة في عملية السلام وان الولايات المتحدة ستعارض اي نتيجة على الارض تعرض هذه المصالح للخطر.



وتابع المعشر ان هذه المصالح هي اقامة دولة فلسطينية مستقلة على اساس حدود 1967 لضمان عدم حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على حساب الاردن، مشيرا الى ان موضوع الترحيل (الترانسفير) تمت مناقشته والوصول الى نتيجة بشانه مع الادارة الامريكية قبل عامين.