جلالة الملك يفتتح اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي

عمان
15 أيار/مايو 2004

افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في منطقة اعمال لمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يجمع زهاء 1350 شخصية عالمية بينهم خمسة رؤساء دول وعشرة وزراء خارجية بينهم وزير الخارجية الامريكي كولن بول.

وقال جلالة الملك عبدالله الثاني اننا في الاردن نعمل دون كلل من اجل الاصلاح والتنمية والسلام والعالم العربي يقف استعدادا لتحقيق نمو كبير في الفترة القادمة ويعمل الناس في كافة ارجاء وطننا العربي بجد لايجداد تغيير ايجابي.

واضاف جلالته يقول امام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي انه من الواضح ان منطقتنا لا زالت بحاجة لفعل المزيد والتقدم يتطلب اكثر من تجديد جهودنا اذ علينا التجديد من عزيمتنا كذلك .. مؤكدا جلالته انه ان الاوان كي نجدد التزامنا بقيمنا المشتركة المساواة والكرامة الانسانية والتسامح والحرية واعادة تفعيل شراكتنا العالمية .. شراكة الافكار والعلاقات التي يمقدورها مساعدة منطقتنا في تحقيق قدراتها.

واكد جلالته ان الوقت قد حان لايجاد اساليب جديدة تمكننا من تحقيق المستقبل الذي نبتغيه - اساليب جديدة فعالة تقدم الاجوية للاطفال الفلسطينيين الذين يسألون عن مستقبلهم والتي تبعت شعلة الامل بين الامهات العراقيات وتزيد من طاقة شبابنا العربي اساليب تغير تشكك المجتمع الاسرائيلي وتمد جسورا فوق الانقسامات.

وقال مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب ان قدوم نحو الالف مشارك من 51 دولة للمشاركة في المنتدى يعكس التزامهم بفكرة اجتماع هذا العام التي تركز على الشراكة من اجل التغيير والسلام والتنمية.

وخاطب جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمة ترحيبية بـ "القائد الاقليمي والعالمي": ان التغيير فرصة وحاجة لتعزيز عملية السلام العادل والدائم الذي يضع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية على مسارها الصحيح.

ووصف شواب جلالة الملك بانه "صاحب رسالة ومثال اعلى وشجاع" فهو يخدم شعبه ويتبنى منهجا شاملا لايجاد حياة ذات كرامة لكل شعوب المنطقة ويعلم انه لينجح هذا يجب ان تاخذ القضايا الاقليمية الحيز المناسب من المناقشة على المستوى العالمي.

واكد ان المنتدى سيبقى يعمل يدا بيد مع الاردن لتتحقق رؤيته للاصلاح خاصة وانه يعلم ان الاصلاح لا يتحقق بين عشية وضحاها.

من ناحيته قال رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون في الجلسة الافتتاحية ان الاردن حقق الكثير خلال العقود الماضية من حيث تحقيق التنمية البشرية في مجالات رفع المعدل المتوقع للحياة ورفع نسبة التعليم للجنسين فالمجتمع الاردني يدفعه الى الامام هاجس الوصول الى الاهداف والقيم التي يريدها وهي القيم المستمدة من الدين الاسلامي الحنيف وتاريخ العائلة الهاشمية.

واضاف ان توصيات برنامج الامم المتحدة الانمائي تقوم على ثلاثة اعمدة: الاول: الانتقال من الاعتماد على اقتصاد يحركه القطاع العام الى اقتصاد يحركه القطاع الخاص والثاني: الحاجة الى وجود مجتمع منفتح يحارب الانغلاق والانعزال، مؤكدا ان هذا ليس شرطا للبنك الدولي بل توصية من خبراء عرب يعملون لدى برنامج الامم المتحدة الانمائي. اما القاعدة الثالثة فهي: نقل المنطقة من اقتصاد يعتمد على النفط الى اقتصاد متنوع اكثر استقرارا.

واكد وجود حاجة الى اتخاذ خطوات لتنفيذ هذه التوصيات وخاصة في مجال التعليم ليتعلم الشباب مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

وخاطب ولفنسون جلالة الملك عبدالله قائلا ان المجتمع الدولي يدرك قول جلالته بان الامل والسلام متلازمان ولن تتحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة بدون سلام.

واكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الجيش الاميركي لن ينسحب من العراق مع تسليم السلطة للحكومة الانتقالية "لان بقاء الجيش ضروري لمحاربة الارهابيين وبقايا النظام السابق" حسب تعبيره.

واضاف في كلمة تلت خروج جلالته من الجلسة الافتتاحية ان السفير الاميركي الجديد المعين لدى العراق جون نيغروبونتي سيقود السفارة الاميركية لمساعدة الحكومة العراقية الانتقالية على تحقيق اهدافها باستخدام الاموال التي خصصها الكونغرس للعراق والبالغة مليار دولار من اجل اعادة انتاج مجتمع واقتصاد قائم على اساس الحرية والديموقراطية.

واوضح ان الابراهيمي (مبعوث الامم المتحدة الى العراق) الذي يقوم بمشاورات لتسمية اعضاء الحكومة الانتقالية العراقية سينتهي من مهمته في غضون اسبوعين مبينا ان بلاده تؤيد مهمة الابراهيمي والتوصيات التي سيخرج بها لتسليم السلطة الى حكومة انتقالية في موعد اقصاه الثلاثين من حزيران المقبل.

واضاف ان الحكومة الانتقالية ستتولى الشؤون العراقية حتى يتم اجراء انتخابات تشريعية شاملة في نهاية كانون الثاني المقبل "لتصبح الحكومة دائمة." واوضح ان من سيحل محل الحاكم المدني الاميركي بول بريمر لن يكون السفير الاميركي الجديد في العراق بل ستكون الحكومة الانتقالية.

وقدم وزير الخارجية الاميركي مرة اخرى اعتذارا قويا بشان ممارسات الجنود الاميركيين في تعذيب سجناء ابو غريب، واصفا هذه الممارسات بانها تتنافى مع القيم الاميركية.

واضاف ان الولايات المتحدة التي ساعدت في عملية بناء اوروبا واجزاء من اسيا بعد الحرب العالمية الثانية ارتكبت اخطاء لكنها نجحت في البقاء على المسار الصحيح لان لدينا قدرة على التعلم من اخطائنا والبقاء على الخط الصحيح. واكد باول ان بلاده ستتعامل مع هذه القضية لتحقيق العدالة واستعادة صورة الولايات المتحدة كبلد لقيم الحرية والديموقراطية والعدالة.

وحول القضية الفلسطينية قال باول ان الرئيس الاميركي ملتزم بخطته التي اعلن عنها في حزيران 2002 حول اقامة الدولة الفلسطينية مؤكدا ان قضايا الوضع النهائي يجب ان تقررها الاطراف المعنية معتبرا خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون "قرارا شجاعا وفرصة كبيرة للسلام وللانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات."

واضاف ان بلاده تسعى لحشد التاييد العالمي لخطة شارون ولكنها تنتظر حتى يتم شارون مراجعته النهائية لها.

وقال انه شجع الفلسطينيين لدى لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع اليوم على بدء التخطيط لما يمكن ان يفعلوه عند استلامهم غزة من ناحية الامن ومحاربة الارهاب.