مباحثات جلالة الملك والرئيس السوداني

عمان
05 نيسان/أبريل 2004

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني وسيادة الرئيس السوداني عمر البشير اهمية دعم وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتوثيق التعاون التجاري والاستثماري لمستقبل افضل يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.



وشدد الزعيمان في جلستي المباحثات الثنائية الموسعتين اللتين عقداهما في قصر الضيافة في الخرطوم اهمية عقد لقاءات على اعلى المستويات بين كلا الجانبين ودراسة اقامة مؤسسة مصرفية لتمويل التجارة البينية التي تخدم الاهداف المشتركة لتشجيع القطاع الخاص على الدخول في شركات تجارية واستثمارية مجدية.



واكد جلالة الملك خلال المباحثات استعداد الاردن لتقديم كافة اشكال الدعم في الميادين الصحية والزراعية والتعليمية للسودان الشقيق. وقال جلالته "اننا نضع كامل الدعم وكل الخبرات الاردنية في تصرف الاشقاء."



ولكون الزيارة تفتح افاقا جديدة من التعاون البناء للبلدين الشقيقين فان جملة من الاتفاقيات التي تصب في هذا الاتجاه سيتم توقيعها بين البلدين مثلما سيتم وضع اليات عملية لتفعيل ما تم الاتفاق عليه في السابق لا سيما تلك التي اقرتها اللجنة الاردنية السودانية العليا المشتركة.



وبعد ان وضع الرئيس السوداني جلالة الملك في صورة الخطوات التي اتخذتها السودان لاحلال السلام في الجنوب قدر جلالته ما تبذله الحكومة السودانية لتحقيق نمو اقتصادي برغم ظروف الصراع التي عانى منها خلال السنوات القليلة الماضية.



واشاد جلالته بالجهود التي يبذلها الرئيس السوداني عمر البشير لتعزيز وحدة السودان والارتقاء بعملية التنمية الشاملة وتحقيق النمو والتقدم الذي يصبو اليه الشعب السوداني الشقيق.


وثمن جلالته الخطوات الشجاعة التي اتخذتها القيادة السودانية لاحلال السلام في الجنوب لانهاء سنوات طويلة من الصراع الذي اثر كثيرا على مسيرة التنمية في السودان.



واعرب جلالته عن امله الكبير في التوصل الى اتفاق نهائي بين الجانبين لتحقيق الوفاق الشعبي واحلال الامن والاستقرار في تعزيز بناء ونماء السودان الشقيق ويساهم في تحقيق التقدم والرقي الذي يليق بشعبها.



وفي الشان العربي الراهن اكد الزعيمان اهمية انعقاد القمة العربية في اسرع وقت ممكن والتحضير والاعداد الجيد لها للخروج بقرارات تدعم التضامن العربي وتعزز العمل المشترك.



وبحث الزعيمان الاوضاع والتطورات الراهنة على المستويين العربي والاقليمي خصوصا تلك المتعلقة بقضيتي فلسطين والعراق.



وفي معرض تاكيدهما على اهمية تحرك دولي عاجل لانهاء دائرة العنف في فلسطين وتمهيد الطريق لاعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح اكد الزعيمان اهمية وضع حد للممارسات الاسرائيلية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.



وابدى الزعيمان قلقهما الشديد ازاء تدهور الوضع الامني في العراق حيث أكدا اهمية وحدة وسلامة الاراضي العراقية وتكاتف الشعب العراقي الواحد واهمية الدعم العربي والدولي في مساندة العراق لتخطي الازمة التي يمر بها.



واشاد البشير بالدعم الذي يقدمه الاردن للسودان في كل المراحل التي مر بها مؤكدا ان العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين هي علاقات تاريخية ارساها الراحل العظيم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه.



واكد ان السودان حكومة وشعبا تكن كل الاحترام لجلالة الملك في دعمه للحقوق والقضايا العربية العادلة.



وفي هذا المضمار اكد جلالة الملك ان قضايا السودان تكون دائما في طليعة واولويات مباحثاته عند لقائه قادة دول العالم المؤثرة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية.



وقد اقام الرئيس السوداني عمر البشير مادبة عشاء تكريمية على شرف جلالة الملك عبدالله الثاني والوفد المرافق حضرها عدد من كبار المسؤولين في السودان وعدد من السفراء العرب والاجانب في الخرطوم.



وحضر المباحثات عن الجانب الاردني وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة الدكتور محمد الحلايقة ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله ورئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول خالد جميل الصرايره والسفير الاردني في السودان احمد المبيضين.



وحضرها عن الجانب السوداني وزير رئاسة الجمهورية ابراهيم محمد خير ووزير الخارجية مصطفى عثمان ووزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح والسفير السوداني في عمان محمد ابو سن.