جلالة الملك عبدالله الثاني: الفقر بالنسبة لنا مشكلة نعمل على حلها

عمان
14 آذار/مارس 2004

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان التنمية التي نريدها في الاردن تبدا من القاعدة ويشارك فيها الفقراء كي يصبحوا اداة فاعلة من ادواتها ويسهمون في دفع عجلة التنمية الى الامام.

وقال جلالته في حديث مع الصحافيين اثناء زيارته اليوم الى قرية فينان في منطقة وادي عربة بعد ان تم الانتهاء من مشروع الاسكان للفئات الفقيرة فيها ان المشاريع التي تنفذ لخدمة الفئات الفقيرة تاتي في سياق استراتيجية واضحة للتخفيف من معاناة الفقراء وايجاد بنى تحتية لهم وتوفير مشاريع تدر عليهم بالدخل المناسب.

واضاف جلالة الملك: "انا على اطلاع تام على جميع مشاكل وهموم الوطن وبالذات تلك التي تتصل بالفقر والبطالة. فقد خدمت في القوات المسلحة وزرت جميع المناطق واعرفها تماما مثلما اعرف احتياجات ساكنيها."

وقال جلالته: "من هذا المنطلق فانني اشرف واتابع بنفسي جميع المشاريع التي تخدم هذه الفئات ليتم تنفيذها بسرعة." مؤكدا ان العمل في هذا الشأن لايزال في البداية وهو مستمر في جميع انحاء الوطن من الجنوب الى الشمال.

واكد جلالته اهمية ان تكون مساكن الفقراء في المستقبل ضمن مناطق واحدة بحيث تزود بكل الخدمات والمشاريع اللازمة لتكون نواة حقيقية لاحداث التنمية بدل من اقامتها في مناطق متناثرة.

ووصف دور الحكومة بالاستراتيجي والهام في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة مؤكدا ان مثل هذه المشاريع لها دور مهم في تجسير الهوة بين فئات المجتمع.

وحصلت 35 اسرة في وادي فينان والقريقرة على مساكن ملائمة امر بها جلالة الملك قبل عامين حين زار المنطقة لاحداث تنمية شاملة لقرى منطقة الوادي وان يتم انشاء المساكن الملائمة للفقراء.

وخلال تجول جلالته يرافقه وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله على المشروع الاسكاني استمع جلالته الى مطالب السكان واحتياجاتهم التي تمثلت في ايجاد مشروع تنموي يدر عليهم بالدخل وان يشمل مشروع الاسكان فئات فقيرة اخرى.

وفي الوقت الذي ابدى جلالته استعداده لدعم اي مبادرة خلاقة تنموية حث جلالته سكان القريتين على بلورة فكرة مشروع يسهم في ايجاد فرص عمل لهم وتحد من معاناتهم.

وامر جلالة الملك وخلال لقائه اسرا في القريتين داخل بيوتهم معالجة العديد من الحالات المرضية وتوزيع مساعدات مالية لاكثر من 120 اسرة مثلما امر ايضا بالتوسع في انشاء مساكن لتشمل فئات اخرى تحتاج الى السكن.

وفي مدرسة قريتي فينان والقريرة ابرز المعلمين في المدرسة المعيقات التي تقف حائلا امام قيامهم بدورهم التربوي الهام والتي تمثلت في تثبيتهم ضمن كوادر وزارة التربية والتعليم والتوسع في عدد الغرف الصفية.

واوعز جلالته الى المسؤولين بالتوسع في المدرسة وتزويدها بملاعب للاطفال وانشاء مختبر حاسوب كما امر جلالته ببناء سكن وظيفي لمعلمي المدرسة.

وبعد ان كان سكان القرية يترحلون في مناطق وادي العربة بحثا عن الكلأ والماء في بيوت شعر اصبحوا الان ضمن بيوت ملائمة تؤمن لهم العيش الكريم فشكلوا جمعيتين تعاونيتين قبل نحو عام تعنى الاولى وهي جمعية سيل فينان الزراعية بتنمية المجتمع المحلي وجعل السكان يعتمدون على انفسهم من خلال الزراعة.

ويبلغ عدد اعضاء الجمعية 110 اشخاص ثلثهم من النساء وينوي اعضاؤها شراء مضخات مياه للبدء بتنفيذ مشروع زراعي مشترك.

اما الجمعية الاخرى فهي جمعية حمزة السياحية التعاونية وهي جمعية تعنى بايجاد برامج سياحية في المنطقة خاصة وان وادي فينان غني بالمواقع السياحية والاثرية.

وتؤمن الجمعية للسياح برامج سياحية من خلال انشاء بيوت شعر في الصحراء وتزويدهم بوسائل النقل البدائية كالهجن والخيل للتنقل الى المناطق الاثرية سواء في وادي فينان او في البتراء.

ويقول احمد الرشايدة وهو احد المستفيدين من المشروع ما اراه اليوم شيء كثير لم نكن نتوقعه فكنا نترحل هنا وهناك كانت الحياة صعبة وشاقة لكن من سنة ونصف دبت فينا الحياة فها نحن الان ننعم بالماء والكهرباء والمسكن الملائم.

وفي بيت مليحة علي التي زارها جلالة الملك عبدالله الثاني اعربت هذه المسنة عن تقديرها لمكرمة جلالته بتامين مسكن كريم يلم شمل عائلتها. وقالت لقد اكرمنا جلالة الملك بشمول حفيدي بالعلاج على نفقة جلالته الخاصة وهو يعاني من اعاقة ويحتاج الى تكاليف باهظة للعلاج.

وقال مدير حزمة الامان الاجتماعي في وزارة التخطيط المهندس عمر الرافعي ان الحزمة عملت في وادي عربة على ثلاثة محاور الاول كان في مجال المشاريع الانتاجية حيث تم انشاء مشروع المزرعة المتكاملة والتي يتوفر فيها سد لحجز مياه الامطار ومزرعة اغنام وزراعات متنوعة.

اما المحور الثاني فيتضمن وفقا للرافعي انشاء مساكن للفقراء بدأت في قطر وبئر مذكور ورحمة والرشية بكلفة 350 الف دينار وتم الان الانتهاء من اسكان فينان وقريقرة بكلفة 220 الف دينار الذي تضمن انشاء 35 مسكنا في القريتين.

وتتضمن المرحلة الثانية التي بلغت كلفتها 400 الف دينار تزويد المناطق بالكهرباء وربطها بكهرباء العقبة وتوفير الانارة للمنازل والشوارع.

واشار الى ان حجم الانفاق في قرى وادي عربة وصل الى نحو 6ر2 مليون دينار حتى الان.

وبين ان العمل يجري حاليا على انشاء حديقة نموذجية في قريتي فينان والقريقرة لخدمة الاطفال حيث تسهم الوزارة بالتعاون مع بلدية فينان بتمويل المشروع الذي تقدر كلفته بنحو 70 الف دينار.

وقال ان القريتين مشمولتين الان ضمن برنامج تعزيز الانتاجية / برنامج التجتمعات الريفية الذي يتضمن الاسهام في ايجاد مشروع يدر الدخل على سكان المنطقة والذي تنطلق فلسفته من خلال دعم منظمات محلية كالجمعيات التي تتعاون مع منظمات غير حكومية لتنفيذ المشاريع المقترحة.

يشار الى ان قريتي القريقرة وفينان تقعان في منطقة وادي عربة وهي احدى التجمعات السكانية الخمسة الموجودة في الوادي وهي قرى ذات طبيعة زراعية يمكن تطويرها لتكون نموذجا للقرية الزراعية خاصة اذا ما استغلت مصادرالمياه الموجودة في المنطقة افضل استغلال.

ومن ابرز المشاكل التي تواجه سكانها البعد عن مراكز التسوق والتوزيع الرئيسة في العقبة وعدم استغلال الموارد المائية الاستغلال الامثل وضعف خدمات الارشاد الزراعي وتدني مستوى الخدمات الصحية.