جلالة الملك يعلن دعمه لمشروع التطوير التربوي

عمان
12 كانون الثاني/يناير 2004

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم دعمه لمشروع التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي الذي بدأت وزارة التربية والتعليم بتنفيذه العام الماضي ويمتد حتى عام 2004.



واطمان جلالته خلال زيارة قام بها ظهر اليوم الى وزارة التربية والتعليم على حصول المشروع على التمويل اللازم للسير فيه مؤكدا على استمرار التنسيق لتنفيذ مختلف المشاريع التربوية المتكاملة التي ترمي الى نقل المنظومة التربوية الاردنية الى مصاف تلك المتوفرة في الدول المتقدمة.



وقد عرض وزير التربية والتعليم خالد طوقان لجلالته عناصر مشروع التطوير التربوي الذي سيستمر حتى العام 2008 مبينا ان هذا المشروع جزء من مشاريع التجديد التي تستلهم رؤية جلالته الثاقبة بضرورة النهوض بالنظام التربوي ليستطيع مجاراة روح عصر المعلوماتية والمعرفة ووضع المنظومة التربوية الاردنية في احدث المستويات العالمية "لينعم الوطن بنعمة النور والتعلم
والاستقرار وليصبح الطالب في المستقبل مواطنا منتجا." وقال طوقان ان المشروع الذي تقدر كلفته بـ 300 مليون دينار يهدف الى تحقيق التميز والاتقان والجودة من خلال استثمار الموارد البشرية الاردنية للتوصل الى مناهج حية متطورة غير جامدة يشارك المعلمون في اعدادها وتطويرها مع التركيز على الطالب ومنهجية التعلم المستمر.



ويركز المشروع على قضايا التميز والابداع، وتفعيل البحث والتطوير، وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والتعليم المستمر.



ويتكون المشروع من اربعة مكونات هي اعادة توجيه السياسة التربوية واستراتيجياتها من خلال الاصلاح الحكومي والاداري؛ وتغيير البرامج والممارسات التربوية لتحقيق مخرجات تعليمية تنسجم مع الاقتصاد المعرفي من خلال تطوير المناهج وقياس التعلم؛ وتحسين البيئة المدرسية المتمثلة بالابنية والمرافق المدرسية؛ واخيرا التوسع في مرحلة رياض الاطفال وطرح منهاج اردني لهذه
المرحلة خلال الفصل الدراسي المقبل.



واشار طوقان الى ان وزارة التربية والتعليم هي الوزارة العربية الوحيدة التي حصلت على شهادة الايزو 9000 مضيفا ان الوزارة ستستمر في جهودها المؤسسية في مجال تطبيق نظام ادارة الجودة الايزو 9001 بالانتقال من اصدار 1994 الى اصدار 2000 الذي يتضمن تركيزا على بعد العمليات الادارية وضمان جودة الخدمة المقدمة وسهولة الوصول اليها وتوفير البيئة الداعمة
والنظام الفاعل للمساءلة.



واوضح طوقان مشاريع تقنيات المعلومات والاتصالات مثل ربط المدارس بشبكة الانترنت ومنظومة ادارة التعلم الالكتروني في مناهج الفيزياء والرياضيات والاحياء واللغة الانجليزية والجغرافيا وكذلك مشروع المدارس الاستكشافية الذي اطلقه جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت في حزيران الماضي.



واورد طوقان عددا من المؤشرات حول النجاح في هذه التقنيات: فنسبة المتدربين على مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ازدادت من 3بالمئة عام 2001 الى 85 بالمئة عام 2003 وعدد المدارس المرتبطة بالشبكة الداخلية (الانترانت) وصل الى 75 بالمئة.



وفي مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية اوضح طوقان ان مصفوفة حقوق الانسان تمثل جزءا من مشاريع التطوير التربوي الشاملة التي تهدف الى الارتقاء بالطالب الاردني ووضعه في مصاف طلاب الدول المتقدمة.



وفي الوقت نفسه نفى طوقان اللغط الذي اثير حول توقيت ومحتوى المصفوفة قائلا ان الوزارة بدات بادخال مفاهيم حقوق الانسان الى المناهج الدراسية منذ تسعينيات القرن الماضي عندما امر جلالة المغفور له الملك الحسين بتاسيس المركز الوطني لحقوق الانسان، وان الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونسكو بلورت هذه المصفوفة التي اقرها مجلس التربية والتعليم عام 2003.



ووصف طوقان المصفوفة بانها تمثل حقوقا معترفا بها عالميا وتنسجم مع تراثنا العربي الاسلامي، "فلا احد يقف ضد قيم العدل والمساواة والحق في التعليم والصحة والغذاء والبيئة النظيفة."