جلالة الملك يجري مباحثات مع رئيس جمهورية سنغافورة

عمان
14 تشرين الأول/أكتوبر 2003

اجرى جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية سنغافورة اس. ار. ناثان مباحثات اليوم في مقر الرئاسة السنغافورية ركزت على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين اضافة الى تطورات الوضع في الشرق الاوسط.



وابدى جلالة الملك والرئيس السنغافوري حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية وتشجيع ودعم القطاع الخاص في البلدين للمساهمة في بناء تعاون اقتصادي مثمر.



واكد الزعيمان دعمهما لانجاح اتفاقية التجارة الحرة بين الاردن وسنغافورة والتي من المتوقع ان يتم التوقيع على صيغتها النهائية في منتصف العام المقبل.



واشار جلالته خلال اللقاء الذي حضره سمو الامير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك ووزير البلاط الملكي الهاشمي فيصل الفايز ووزير التخطيط الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني لدى سنغافورة محمد علي الظاهر الى ان الاردن يتطلع الى تعزيز علاقاته مع سنغافورة في مختلف الميادين معربا جلالته عن تقديره لما حققته سنغافورة في بناء اقتصاد قوي رغم صغر مساحتها وعدد سكانها.



وتطرقت مباحثات جلالة الملك والرئيس السنغافوري الى اخر تطورات القضية الفلسطينية ومستقبل الوضع في العراق حيث استعرض جلالته الجهود الهادفة الى وقف دائرة العنف في الاراضي الفلسطينية وتهيئة المناخ امام استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.



وفيما يتصل بالملف العراقي جدد جلالة الملك عبدالله الثاني التاكيد على اهمية دعم المجتمع الدولي للشعب العراقي وتمكينه من تشكيل حكومة وطنية منتخبة تمثل مختلف اطياف المجتمع العراقي يكون لها دور بارز في حفظ الامن والاستقرار في العراق وفي عودته الى المجتمع الدولي.



وخلال مباحثات اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني مع رئيس وزراء سنغافورة غو تشوك جرى استعراض العلاقات الاقتصادية بين البلدين واكد جلالته دعمه وتشجيعه للشركات السنغافورية في الاردن والاستفادة من المزايا الاستثمارية التي يوفرها.



وعرض جلالته عددا من المشروعات الكبرى التي يمكن للشركات السنغافورية المساهمة بها مثل مشروع قناة البحر الاحمر / البحر الميت وتم التاكيد خلال اللقاء على اهمية تمتين التعاون بين القطاع الخاص في البلدين وتبادل الزيارات بين المسؤولين لدراسة معوقات التبادل الاستثماري والتجاري بين الجانبين وكيفية التغلب عليها.



كما جرى الاتفاق على تعزيز التعاون الثقافي بين الاردن وسنغافورة وخصوصا من خلال استفادة الطلبة المسلمين في سنغافورة من دراسة العلوم الاسلامية في الجامعات الاردنية.



وبحضور جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء السنغافوري تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين الحكومة الاردنية وحكومة جمهورية سنغافورة تقوم بموجبها جمهورية سنغافورة بتقديم الدعم الفني للحكومة الاردنية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.



ووقع هذه الاتفاقية وزير التخطيط الدكتور باسم عوض الله نيابة عن الحكومة الاردنية وعن الجانب السنغافوري وزير الصناعة والتجارة جورج يو.



وبين وزير التخطيط ان هذه الاتفاقية تاتي في اطار سعي الاردن لتعزيز وتطوير افاق التعاون الثنائي مع جمهورية سنغافورة مضيفا انها ستتيح المجال لتوفير الخبرات الفنية والاستثمارية السنغافورية في تطوير الحكومة الالكترونية وتقديم الدعم الفني لمبادرات الاردن لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما في ذلك تبادل الخبراء وتوفير التدريب للكوادر الاردنية.



واضاف ان سنغافورة حققت خطوات ملموسة على طريق تطوير وتحديث هذا القطاع الهام الذي يعد احد القطاعات الواعدة الداعمة للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.



واشاد الدكتور عوض الله بالتطور الملموس الذي شهدته العلاقات الاقتصادية الاردنية مع سنغافورة خلال السنوات القليلة الماضية والتي تعززت في ضوء الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني والرامية الى توفير كافة السبل الممكنة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وتحسين ظروف ومستوى معيشة المواطنين من جانبه ثمن وزير الصناعة والتجارة السنغافوري الجهود التي تقوم بها الحكومة الاردنية بتوجيهات من جلالته على صعيد الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة معتبرا ان التوقيع على هذه الاتفاقية سيسهم في تعزيز وتطوير مجالات التعاون بين البلدين الصديقين.



كما اكد على مواصلة حكومة سنغافورة تقديم كل ما من شانه ان يؤدي الى تنمية العلاقات مع الاردن.



والتقى جلالته خلال الزيارة بعدد من مدراء الشركات المختصة ببناء وتطوير الموانىء حيث اكد جلالته اننا مهتمون بتطوير ميناء العقبة بشكل سريع لجعله مركزا متميزا للتصدير والاستيراد يخدم المنطقة وبخاصة العراق.



من جهة ثانية التقى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم القيادات الاسيوية الشابة المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي لشرق اسيا.



واستعرض جلالته خلال اللقاء رؤيته لتطوير الاردن ولتمكين الشباب من خلال المشاركة الفعلية في صنع المستقبل. وقال جلالته اننا اعتمدنا في الاردن نهجا متطورا ليواكب متطلبات العصر يرتكز على الاستثمار في الموارد البشرية من خلال تاهيل الشباب وتعليمهم وتدريبهم واعطائهم الفرص التي تحقق امالهم وتطلعاتهم.



وعرض جلالته امام القيادات الاسيوية الفرص الاستثمارية والمزايا التي يوفرها الاردن للمستثمرين الاجانب مشيرا جلالته الى الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعها الاردن مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية.



وبين جلالته اننا نعمل الان على توفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين الذين يودون الاستثمار في العراق.



ووجه جلالته الدعوة للقيادات الاسيوية الشابة لزيارة الاردن والاطلاع على الفرص الاستثمارية فيه.



وزار جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم المركز الاسلامي في سنغافورة الذي يضم مسجدا ومرافق تعليمية لتدريس القران الكريم وتعاليم الدين الاسلامي واللغة العربية للجالية الاسلامية في سنغافورة التي يبلغ تعدادها نحو 450 الف نسمة.



وجال جلالته في ارجاء المركز واستمع الى شرح من القائمين عليه حول المهام التي يقوم بها والخدمات التي يقدمها. واثنى جلالته على الجهود التي يقوم بها المركز في تعزيز الروابط الثقافية وفي ابراز الصورة الحقيقية للدين الاسلامي الحنيف.



ويضم المركز مسجد "الشاكرين" الذي يتسع لنحو ستة الاف مصل ويعد من اكبر المساجد في سنغافورة.