كلمة جلالة الملك في المعهد السويدي للشؤون الدولية

عمان
08 تشرين الأول/أكتوبر 2003

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان الاحداث اظهرت للدول المتطورة والنامية على حد سواء اننا لا نعيش في عزلة وانما نعيش مصيرا ومستقبلا مشتركين.

وقال جلالته انه في القرن الحادي والعشرين "بالنسبة لجميع الدول" فان المصلحة القومية نفسها ذات بعد اخلاقي لاننا لا نستطيع تحقيق نجاح كامل الا اذا تقبلنا انسانيتنا المشتركة.

جاء ذلك في كلمة القاها جلالته اليوم في المعهد السويدي للشؤون الدولية في العاصمة السويدية امام مائتي شخصية سياسية واكاديمية واعلامية بحضور جلالة الملكة رانيا العبد الله وجلالة الملك غوستاف وجلالة الملكة سيلفيا وولية عهد السويد سمو الاميرة فكتوريا والوفد المرافق لجلالته.

وقال جلالته ان الاردن يلزم نفسه بمسار التنمية والتقدم والسلام ونحن نجاهر بجرأة برأينا باسم التسامح والعدالة واقدمنا على مجازفات من اجل السلام في منطقتنا وفي كل ارجاء العالم وبدانا برنامجا شاملا للاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

وقال جلالته ان الشرق الاوسط لا يستطيع القيام بالاصلاح والتنمية بشكل كامل ولا يمكن لنظامنا العالمي ان يكون مأمونا بصورة كاملة الا اذا تم حل صراعين كبيرين مشددا على ضرورة القيام بعملية اعادة بناء سريعة وكفؤة واقامة حكومة تحظى بمصداقية في العراق وان يكون الهدف النهائي عملية سياسية تؤدي الى حكومة يختارها الشعب العراقي.

ودعا جلالته المجتمع الدولي الى العمل على حل الازمة المركزية في الشرق الاوسط وهي الصراع العربي الاسرائيلي موءكدا اهمية تطبيق خارطة الطريق الان.

وفي معرض رده على اسئلة اعضاء المعهد والصحفيين اكد جلالة الملك عبدالله الثاني اننا ندرك اهمية اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية في منطقتنا لكي نعطي الامل للشباب الذين يشكلون اكثر من 50 بالمائة من سكان الوطن العربي.

وقال جلالته اننا في الاردن مصممون على انجاح النموذج الاردني في التقدم والاصلاح لاننا ندرك ان عيون المنطقة تتطلع الينا لان نجاحنا مهم وسيوفر فرص نجاح للاخرين.

وردا على سؤال حول عودة الحكم الهاشمي للعراق قال جلالته ان هذه المسألة بالنسبة لنا كهاشميين حساسة "فهي مسألة عراقية بحتة وقرار البت فيها يعود الى الشعب العراقي فقط الذي سيقرر في النهاية مستقبل وشكل الحكم الذي يريده."

واكد جلالته مسؤولية المجتمع الدولي في دعم الشعب العراقي لبناء مستقبله بنفسه.

وجدد جلالته التأكيد على ان حل النزاع العربي الاسرائيلي وقيام دولة فلسطينية مستقلة هو السبيل الوحيد لانهاء العنف وتحقيق الامن والاستقرار لشعوب المنطقة.

كما اشار جلالته الى ان استمرار هذا النزاع سيعيق عملية الاصلاحات السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الاوسط.