جلالة الملك يلتقي عددا من الفعاليات الاميركية

عمان
15 أيلول/سبتمبر 2003

كانت لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني مع فعاليات عديدة على الساحة الامريكية فرصة لشرح وجهة النظر الاردنية حيال القضايا المحلية المتعلقة بحقوق الانسان والمرأة والتنمية والديموقراطية والقضايا الاقليمية التي تتمحور حول قضيتي فلسطين والعراق.



فقد كان الوضع في المنطقة محور لقاء جلالته مع ممثلي عشر منظمات للعرب الامريكيين ومثلها لليهود الامريكيين حيث اكد جلالته ضرورة عودة السلطة الفلسطينية لتأخذ دورها على الارض مثلما على الادارة الامريكية الا تستسلم للرأي القائل انها لن تتدخل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي علما انه هو جوهر القضايا في الشرق الاوسط ما لم يكن الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي جادين في استئناف عملية السلام.



واكد جلالته ان فشل محمود عباس كرئيس لوزراء فلسطين هو مسؤولية اسرائيلية كذلك وليس مسؤولية خلافه مع الرئيس ياسر عرفات وحسب لان اسرائيل لم تقم بالمطلوب منها لتنفيذ خارطة الطريق.



وحث جلالته اسرائيل على تسهيل مهمة رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد احمد قريع ليستطيع القيام بمهمته مثلما نصح العرب الامريكيين بالعمل على تحفيز الادارة الامريكية لدعمه.



واكد جلالته ان مباحثاته مع الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الجمعة ستركز على كيفية احياء خارطة الطريق التي عالجت القضية الفلسطينية على افضل نحو ممكن.. وقال "من الخطير في هذه المرحلة الاعلان عن وفاة الخارطة لان هذا يعني استهلاك وقت طويل لوضع مبادرة جديدة."



وحذر جلالته من ابقاء عملية السلام رهينة للخطوات الصغيرة بما يسهل على المتطرفين نسفها.. وقال ان عملية السلام تحتاج الى خطوات كبيرة لا تتمثل في ايقاف بناء المستوطنات فقط بل وتفكيك القائم منها مثلما تتطلب وضع سقف زمني لتنفيذ اسرائيل لالتزاماتها (وقف بناء الجدار الفاصل واعادة الاموال المستحقة للسلطة الفلسطينية) لتتمكن السلطة من تنفيذ التزاماتها وبعدها يمكن مساءلتهما على عدم التنفيذ.



وحول الوضع في العراق حذر جلالته من مخططات طرح فكرة الفدرالية كحل للقضية العراقية واصفا الفكرة التي تشمل قيام ثلاث دويلات على اساس عرقي ثم توحيدها بانها "وصفة للدمار والحرب الاهلية."



ووصف جلالته دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش لوجود قوات دولية في العراق بالمبادرة الايجابية.



وكان جلالته قد استهل اليوم الاول لزيارته الرسمية الى العاصمة الامريكية واشنطن بافطار عمل مع احدى عشرة منظمة تعنى بشؤون الديموقراطية وحقوق الانسان في العالم وتسعى لتعزيزها.



وشرح جلالته لممثلي هذه المنظمات المرحلة الجديدة التي يمر بها الاردن بعد انتخاب مجلس النواب الرابع عشر في حزيران الماضي مؤكدا ان عمل هذا المجلس سيؤدي الى تعزيز العمل الديموقراطي في الاردن خاصة وان نسبة المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية وصلت الى 60 بالمئة مما يعطي صورة عن الاقبال الشعبي عليها.



واوضح جلالته ردا على سؤال حول حرية الصحافة في الاردن انه يعول كثيرا على دور هام واقوى للمجلس الاعلى للاعلام الذي تم إنشاؤه قبل عام ونصف في التعامل مع كافة القضايا الاعلامية المحلية وتطوير الاعلام وقال "نريد ان يكون المجلس قاضي تحقيق في اي شكوى تقدم اليه متعلقة بحرية الصحافة وممارسيها."



واشار جلالته الى ان التباطؤ في عمل المجلس خلال الفترة الماضية كان ناجما عن الوضع المتفجر في المنطقة."



وحول القوانين الناظمة للحريات الصحفية اشار جلالته الى وجود حوار يجري لاول مرة بين الجسم الصحفي والحكومة والبرلمان بشان القوانين المتعلقة بالصحافة مثلما تجري اعادة تأهيل الصحفيين بشكل عام والاعلاميين في المؤسسات الحكومية ليكونوا ناطقين رسميين بلسان مؤسساتهم والعمل على تكوين رأي عام بشان القضايا المطروحة.



واكد جلالته خلال اللقاء الذي اجاب فيه على استفسارات الحضور ان المملكة مهتمة بتكوين المؤسسات الشعبية وتقويتها الا انه اضاف ان وجود اكثر من 30 حزبا في بلد صغير كالاردن لا يساعد في عملية التنمية السياسية والحوار لان معظم هذه الاحزاب تفتقد للارضية المناسبة لعملها.



واعاد جلالته التاكيد على اهمية دمج الاحزاب مع بعضها لتكوين ثلاثة او اربعة احزاب كبيرة.



واكد جلالته ان الهدف الذي يريد تحقيقه للاردن هو الاصلاح الاجتماعي الذي لن يتاتى بدون الاصلاح القضائي وكذلك التنمية السياسية التي تتحقق بتقوية دور الاحزاب ومحاربة المحسوبية والفساد وبناء مستقبل جيد لشباب الاردن.



كما اكد ان اي شكوى بشان حقوق الانسان يجب ان تحول الى المركز الوطني لحقوق الانسان الذي يعمل كقاضي تحقيق في هذه الشكاوى.



وفي لقاء اخر مع رجال اعمال امريكيين قال جلالته ان الاردن يمكن ان يكون بوابة الاستثمارات الى الشرق الاوسط بسبب توفر عدة ميزات مثل المستوى التعليمي المتفوق لابنائه وتوفر عمال مهرة يناسبون احتياجات السوق خلال الثمانية عشرة شهرا المقبلة من خلال برامج التدريب المهني.



واشار جلالته الى وجود فرص استثمارية كبيرة عند تخصيص قطاعات المناجم والبريد والكهرباء وكذلك وجود فرص استثمارية كبيرة في مشاريع البنية التحتية في الديسي والعبدلي والزرقاء والعقبة التي اكد اهميتها في توفير البضائع للعراق ومحاولات الحكومة لتحسين قطاع النقل فيها لتلبي هذه الحاجات.



وقد حضر هذه اللقاءات وزير البلاط الملكي الهاشمي فيصل الفايز ووزيرا الخارجية والتخطيط مروان المعشر وباسم عوض الله والسفيران الاردني في واشنطن كريم قعوار والامريكي في عمان ادوارد غنيم.