جلالة الملك عبدالله الثاني يتحدث لجريدة الحياة اللندنية

عمان
24 حزيران/يونيو 2003

قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان هناك اجماعا عالميا لم نره منذ 30 سنة على دعم قضية فلسطين، وخريطة الطريق ستنفذ لانه لابديل لها مع انها قد تسير بصعوبة. وقال ان الفلسطينيين والاسرائيليين ملوا حياة العنف والقتل وسنوات كثيرة من الاحباط واليأس وهناك حقيقة لابد من ان ندركها جميعا وهي ان الجميع مل الحروب وسياسة العنف. حتى شارون الذي رفض كل محاولات السلام سابقا اعترف اخيرا بان الوجود الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية هو احتلال.



واعرب جلالته في مقابلة اجراها الزميل الصحافي جهاد الخازن نشرتها جريدة الحياة اللندنية في عددها الصادر اليوم عن قلقه من المعاناة التي يعيشها العراقيون.



وقال ان المهم ليس ان تكسب الحرب، بل ان تكسب السلام وامل بان يكون الامريكيون خططوا وعملوا من اجل السلام في العراق. واكد جلالته ان نتائج الانتخابات النيابية جاءت حسب التوقعات معربا جلالته عن تفاؤله بالمستقبل فبناء المستقبل تصنعه الشعوب لا الحكومات ومجلس النواب يمثل كل اطياف المجتمع الاردني.



وقال ان الحركة الاسلامية جزء اساسي من الاردن ونسيجه الاجتماعي وساهمت في الحفاظ على امن الاردن واستقراره وهي حركة منظمة وواقعية تدرك حدودها وحجمها.



واضاف جلالته ان مسألة تشكيل حكومة جديدة او البحث عن رئيس وزراء جديد سينظر في الامر في حينه وانا رجل عسكري واحب ان يسير كل شيء خطوة خطوة اولا هدفي افتتاح البرلمان في مطلع تشرين اول المقبل ثم يكون لكل حادث حديث.



واكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان "خريطة الطريق" ستنفذ، قد تمشي بصعوبة إلا انها "راح تمشي" اذ لا بديل لها. للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة هناك رئيس اميركي يقول نريد دولة فلسطينية خلال ثلاث سنوات ونريد التزامات من الفلسطينيين التزامات
من الاسرائيليين وهناك اجماع عالمي لم نره منذ 30 سنة على دعم قضية فلسطين مع التزام من الرئيس الاميركي جورج بوش.



وبين جلالته ان اجتماع باول مع أبو مازن وحكومته كان ممتازاً وهو قال لي انه عاد جندياً يدرس الخريطة مع "أبو مازن" ويحددان اين يوضع هذا الجندي أو ذلك الشرطي.



واكد جلالة الملك ان إقامة منطقة التجارة الحرة مع الولايات المتحدة تحتاج الى جهد كبير من الدول العربية نحن في بلدنا غيرنا القوانين وطورنا الموقف الاجتماعي والاقتصادي داخل البلد. والتعاون بين الدول العربية مكسب لها جميعاً لأنها ليست كلها على علاقة طيبة بالولايات المتحدة. وسمعنا تخوفاً من هنا وهناك. لكن الإدارة الاميركية متحمسة للمشروع وتريد اعطاء الشباب في المنطقة حيث 50 في الامئة من السكان دون سن الثامنة عشرة فرصة للعمل والتقدم.



وقال جلالة الملك ان الرئيس بوش جدد خلال لقاء العقبة التزامه الشخصي بتحقيق السلام في الشرق الأوسط واقامة دولة فلسطينية مستقلة. اميركا اليوم تريد تجفيف كل المنابع التي تؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة وبما ان القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع واساس عدم الاستقرار تريد اميركا نزع هذا الفتيل الذي يشتعل بين فترة وأخرى.



اعتقد ان الرئيس بوش ملتزم بالتوصل الى السلام خصوصاً ان هناك الكثير من الإشارات الايجابية التي تؤكد ان اميركا جادة هذه المرة في تحقيق السلام.



ولفت جلالة الملك عبدالله الثاني الى ان المسألة لا تكمن فقط بالتزام الإدارة الاميركية بل بالتزام الأطراف المعنية ملّ الفلسطينيون والاسرائيليون حياة العنف والقتل وسنوات كثيرة من الاحباط واليأس وهم الآن يريدون انهاء هذه الحقبة من الصراع. في المقابل اميركا التي صدمتها أحداث الحادي عشر من ايلول وتداعياتها بدأت تدرك أنها معنية بالبحث عن حل لمشاكل الشرق الأوسط وفي مقدمتها المشكلة الفلسطينية وفي النهاية اذا وضعت اميركا ثقلها خلف جهود السلام فإن النتيجة بالتأكيد ستكون ايجابية بصرف النظر
عمن يحكم في البيت الأبيض.



واكد جلالته ان موضوع الأمن مهم جداً ولا بد من تهيئة الأرضية والمناخ الملائم لاستئناف المفاوضات من خلال توفير الأمن للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وبالدرجة الأولى للفلسطينيين وعلمت ان الفلسطينيين ابلغوا الجانب الاسرائيلي في الاجتماع الأمني الأخير استعدادهم لنشر قوات فلسطينية في المناطق التي ينسحب منها الجيش الاسرائيلي لتأمين الأمن للجانبين واعتقد ان هذه خطوة مهمة في بناء الثقة بينهما.



المسألة اذا تحتاج بداية لبناء الثقة فإذا توافرت الأرضية الملائمة فإن كل المواضيع الاخرى بما فيها شرط الأمن سيتحقق اجتماع اللجنة الرباعية في البحر الميت شكل انطلاقة مهمة لتطبيق خطة "خريطة الطريق."



واكد جلالة الملك عبدالله الثاني انه بامكان ابو مازن اقناع الفصائل الفلسطينية بهدنة مع اسرائيل ولكن قبل هذا على اسرائيل ان تبدأ بخطوات جدية مثل وقف الاغتيالات وإلغاء العقوبات الجماعية ووقف تدمير المنازل. نحن في الأردن ليس لنا دور في موضوع الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، لكننا نشجعه، وندعم كل موقف يؤدي الى تلاحم الشعب الفلسطيني وبناء موقف فلسطيني موحد ازاء كل الأمور التي تتعلق به.



وقال جلالته ان سياسة القلعة الحصينة أثبتت فشلها بالنسبة الى اسرائيل فالاحتلال لم يوفر لها الأمن ولم يجلب لها الإزدهار والرفاه بل العكس، فان الاقتصاد الاسرائيلي يواجه اليوم اسوأ كارثة منذ عقود والرعب والخوف اللذان يشهدهما المجتمع الاسرائيلي لم يمر بهما منذ عقود خلت.



هناك حقيقة لا بد ان ندركها جميعاً هي ان الجميع مل الحروب وسياسة العنف حتى شارون الذي رفض كل محاولات السلام سابقاً اعترف اخيراً بأن الوجود الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية هو احتلال هذه خطوة مهمة ولو انها جاءت متأخرة.



لكن الجميع يدرك الآن ان لا سلام ولا أمن ولا استقرار ولا رفاه من دون زوال الاحتلال.



ونفى جلالة الملك عبدالله الثاني ان تكون الخلافات العربية العربية قد تفاقمت فكل الدول العربية لها موقف واحد من عملية السلام والجميع يدرك ضرورة دعم جهود السلام الحالية فلا خلافات بالنسبة الى موضوع "خريطة الطريق" وكما تعلم طالبت سورية ولبنان بخريطة طريق للمسارين السوري واللبناني ما يؤكد ان الجميع يدعم خطة "خريطة الطريق" أما بالنسبة الى العراق فكل الدول العربية لا تقبل احتلاله وتدعو الى انسحاب سريع لقوات التحالف وتشكيل حكومة وطنية عراقية بأقصى سرعة لتتولى شؤون الشعب العراقي وزمام الأمور في العراق والأردن دائماً يعمل من اجل بناء موقف عربي موحد تجاه القضيتين العراقية والفلسطينية لأننا نؤمن بأنه من دون موقف عربي واضح ومحدد وموحد لا يمكن ان نتوصل الى موقف ايجابي في شأن هاتين المسألتين.



واضاف جلالته لقد ذكرت في مقابلات سبقت الحرب على العراق ان المهم في الأمر ليس ان تكسب الحرب بل ان تكسب السلام وآمل بأن يكون الاميركيون خططوا وعملوا من أجل السلام في العراق.



وقال جلالته انا قلق من المعاناة التي يمر بها الشعب العراقي نتيجة الفوضى وعدم الاستقرار لكنني مؤمن بأن هذا الشعب عريق وواعٍ واذا منح الحرية في تقرير مصيره وشكل الحكم يستطيع تحقيق مستقبل افضل.



وردا على سؤال حول عودة الملكية الى العراق قال جلالة الملك فنحن نقبل ما يقبله الشعب العراقي الشقيق.



واكد جلالة الملك ان نتائج الانتخابات جاءت بحسب التوقعات وأنا متفائل بالمستقبل فبناء المستقبل لا تصنعه الحكومات بل الشعوب ومجلس النواب الجديد يمثل كل أطياف المجتمع الأردني وسنعمل معاً لتطوير مستقبل الأردن لنا وللأجيال المقبلة.



وقال جلالة الملك عبدالله الثاني لقد سارت العملية الانتخابية بكل يسر وسهولة وترشح من قبل الحركة الاسلامية 30 مرشحاً فاز أكثر من نصفهم بعضوية المجلس واعتقد ان هذا الأمر يعبر تعبيراً دقيقاً عن الواقع الأردني.



واضاف جلالته ان الحركة الاسلامية في الأردن جزء اساسي من نسيجه الاجتماعي وهي ساهمت في الحفاظ على أمن الأردن واستقراره وهي حركة منظمة وواقعية تدرك حدودها وحجمها وما لها وما عليها صناديق الاقتراع هي التي تكشف قوة هذا الحزب أو ذاك التيار وهو بالفعل ما عكسته الانتخابات النيابية اخيراً في جو من الحرية والنزاهة والديموقراطية شهد لها الجميع.



وحول الانتخابات النيابية قال جلالته ان الانتخابات بداية وصفحة جديدة لتطوير الأردن وتحقيق التنمية السياسية وقطعنا شوطاً في ذلك وامامنا الكثير لنعمله لتحقيق التنمية السياسية الشاملة ولكن قبل ذلك نريد أحزاباً قوية أحزاباً لها برامج اقتصادية وسياسية واجتماعية تعطي الأردن أولوية في كل ما تطرحه.



واذا تمكنا من بناء ثلاثة أو أربعة أحزاب أردنية قوية نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح نحو تحقيق التنمية السياسية الشاملة.



وفي معرض رده على سؤال يتعلق بتشكيل حكومة جديدة قال جلالته سيُنظر في الأمر في حينه. وانا رجل عسكري وأحب ان يسير كل شيء خطوة خطوة. أولاً هدفي افتتاح البرلمان في مطلع تشرين اول المقبل ..ثم يكون لكل حادث حديث.



وحول الاقتصاد الاردني قال جلالة الملك عبدالله الثاني لقد شهد الاقتصاد الأردني خلال السنوات القليلة الماضية مزيداً من التطور وتمكنا من تجاوز الاختلالات التي أعاقت نموه وقد بدأ هذا الاقتصاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة يتعافى حيث حققنا نمواً تجاوز خمسة في المائة وهذا مؤشر ايجابي باننا نسير على الطريق الصحيح لكن المشكلة ان الناس لا تشعر بتحسن الاقتصاد ومعها كل الحق في ذلك.



وفي ما يتعلق بموضوع المساعدات بدأنا نركز على الاعتماد على انفسنا لكن هذا لن يأتي بين ليلة وضحاها وسنبقى نعتمد على المساعدات مؤقتاً حتى يتخلص اقتصادنا من كل الاختلالات.



ونحاول الآن زيادة المشاريع التي توفر فرص العمل وتزيد نسبة الصادرات ان الاقتصاد أي اقتصاد في العالم مرتبط بالاستقرار واقتصادنا واجه أزمتين واحدة في الغرب واخرى في الشرق ولا شك في ان تأثيرهما كان قويا اذ فقدنا مصدراً مهماً لوارداتنا من النفط الذي كنا نحصل عليه من العراق بأسعار تفضيلية.



كما ان الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية حرم الأردن والمنطقة بشكل عام من أهم مصدر للدخل وأود ان أشكر للسعودية والإمارات والكويت تزويدها الأردن بالنفط ما خفف كثيراً من الوطأة التي كانت ستحدث بفقدان النفط العراقي.



ونفى جلالة الملك عبدالله الثاني ان تكون الخلافات العربية العربية قد تفاقمت فكل الدول العربية لها موقف واحد من عملية السلام والجميع يدرك ضرورة دعم جهود السلام الحالية فلا خلافات بالنسبة الى موضوع "خريطة الطريق" وكما تعلم طالبت سورية ولبنان بخريطة طريق للمسارين السوري واللبناني ما يؤكد ان الجميع يدعم خطة "خريطة الطريق" أما بالنسبة الى العراق فكل الدول العربية لا تقبل احتلاله وتدعو الى انسحاب سريع لقوات التحالف وتشكيل حكومة وطنية عراقية بأقصى سرعة لتتولى شؤون الشعب العراقي وزمام الأمور في العراق والأردن دائماً يعمل من اجل بناء موقف عربي موحد تجاه القضيتين العراقية والفلسطينية لأننا نؤمن بأنه من دون موقف عربي واضح ومحدد وموحد لا يمكن ان نتوصل الى موقف ايجابي في شأن هاتين المسألتين.



واضاف جلالته لقد ذكرت في مقابلات سبقت الحرب على العراق ان المهم في الأمر ليس ان تكسب الحرب بل ان تكسب السلام وآمل بأن يكون الاميركيون خططوا وعملوا من أجل السلام في العراق.



وقال جلالته انا قلق من المعاناة التي يمر بها الشعب العراقي نتيجة الفوضى وعدم الاستقرار لكنني مؤمن بأن هذا الشعب عريق وواعٍ واذا منح الحرية في تقرير مصيره وشكل الحكم يستطيع تحقيق مستقبل افضل.



وردا على سؤال حول عودة الملكية الى العراق قال جلالة الملك فنحن نقبل ما يقبله الشعب العراقي الشقيق.



واكد جلالة الملك ان نتائج الانتخابات جاءت بحسب التوقعات وأنا متفائل بالمستقبل فبناء المستقبل لا تصنعه الحكومات بل الشعوب ومجلس النواب الجديد يمثل كل أطياف المجتمع الأردني وسنعمل معاً لتطوير مستقبل الأردن لنا وللأجيال المقبلة.



وقال جلالة الملك عبدالله الثاني لقد سارت العملية الانتخابية بكل يسر وسهولة وترشح من قبل الحركة الاسلامية 30 مرشحاً فاز أكثر من نصفهم بعضوية المجلس واعتقد ان هذا الأمر يعبر تعبيراً دقيقاً عن الواقع الأردني.



واضاف جلالته ان الحركة الاسلامية في الأردن جزء اساسي من نسيجه الاجتماعي وهي ساهمت في الحفاظ على أمن الأردن واستقراره وهي حركة منظمة وواقعية تدرك حدودها وحجمها وما لها وما عليها صناديق الاقتراع هي التي تكشف قوة هذا الحزب أو ذاك التيار وهو بالفعل ما عكسته الانتخابات النيابية اخيراً في جو من الحرية والنزاهة والديموقراطية شهد لها الجميع.



وحول الانتخابات النيابية قال جلالته ان الانتخابات بداية وصفحة جديدة لتطوير الأردن وتحقيق التنمية السياسية وقطعنا شوطاً في ذلك وامامنا الكثير لنعمله لتحقيق التنمية السياسية الشاملة ولكن قبل ذلك نريد أحزاباً قوية أحزاباً لها برامج اقتصادية وسياسية واجتماعية تعطي الأردن أولوية في كل ما تطرحه.



واذا تمكنا من بناء ثلاثة أو أربعة أحزاب أردنية قوية نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح نحو تحقيق التنمية السياسية الشاملة.



وفي معرض رده على سؤال يتعلق بتشكيل حكومة جديدة او البحث عن رئيس وزراء جديد قال جلالته سيُنظر في الأمر في حينه وانا رجل عسكري وأحب ان يسير كل شيء خطوة خطوة. أولاً هدفي افتتاح البرلمان في مطلع تشرين الاول المقبل ثم يكون لكل حادث حديث.



وحول الاقتصاد الاردني قال جلالة الملك عبدالله الثاني لقد شهد الاقتصاد الأردني خلال السنوات القليلة الماضية مزيداً من التطور وتمكنا من تجاوز الاختلالات التي أعاقت نموه وقد بدأ هذا الاقتصاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة يتعافى حيث حققنا نمواً تجاوز خمسة في المائة وهذا مشر ايجابي باننا نسير على الطريق الصحيح لكن المشكلة ان الناس لا تشعر بتحسن الاقتصاد ومعها كل الحق في ذلك.



وفي ما يتعلق بموضوع المساعدات بدأنا نركز على الاعتماد على انفسنا لكن هذا لن يأتي بين ليلة وضحاها وسنبقى نعتمد على المساعدات مؤقتاً حتى يتخلص اقتصادنا من كل الاختلالات.



ونحاول الآن زيادة المشاريع التي توفر فرص العمل وتزيد نسبة الصادرات ان الاقتصاد أي اقتصاد في العالم مرتبط بالاستقرار واقتصادنا واجه أزمتين واحدة في الغرب واخرى في الشرق ولا شك في ان تأثيرهما كان قويا اذ فقدنا مصدراً مهماً لوارداتنا من النفط الذي كنا نحصل عليه من العراق بأسعار تفضيلية.



كما ان الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية حرم الأردن والمنطقة بشكل عام من أهم مصدر للدخل وأود ان أشكر للسعودية والإمارات والكويت تزويدها الأردن بالنفط ما خفف كثيراً من الوطأة التي كانت ستحدث بفقدان النفط العراقي.