جلالة الملك يتحدث مع محطة السي إن بي سي
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
قال جلالة الملك عبد الله الثاني اننا كنا ندرك إبان قمة العقبة التي عقدت مطلع الشهر الجاري أنه لن تحدث معجزات في الأيام الأولى بالنسبة لتنفيذ خارطة الطريق. وأضاف جلالته في مقابلة مع محطة C.N.B.C الأميركية الليلة الماضية ان علينا أن نعمل على بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحيث نتمكن من تحقيق بعض النتائج في المستقبل القريب.
وأعرب جلالته عن اعتقاده بأن الأميركيين سيطلبون من الإسرائيليين والفلسطينيين أن يلتزموا بما هو متوقع منهم في خارطة الطريق. وقال" اعتقد أن الأميركيين في موقف أفضل لمعرفة الجانب المتهاون أكثر من الآخر وعلى أي جانب يجب ممارسة الضغط.
وأشار جلالته إلى أن اجتماع اللجنة الرباعية في البحر الميت سيكون له دور في توضيح ما يجب عمله من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن إطار خارطة الطريق. وقال جلالته إن هناك عقبات عديدة أمام رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس يجد نفسه عاجزاً إزاءها. مبيناً أنه لا بد من رفع المعاناة الاجتماعية عن الشعب الفلسطيني لتعزيز قوة رئيس الوزراء الفلسطيني.
ورداً على سؤال حول إن كان للوجود الأميركي في العراق تأثيراً سلبياً على السلام في الشرق الأوسط قال جلالته اعتقد أن له تأثيراً على المدى القصير لأن غالبية الشعوب في الشرق الأوسط ما زالت تشك في نوايا امريكا فيما يتعلق بالعراق، ولكن إذا عادت الحياة إلى طبيعتها في العراق وكان للعراقيين حق تقرير مستقبلهم إضافة لالتزام الرئيس الأميركي القوي بالعملية السلمية فإن الأمور ستبدأ بالتحسن وسيكون رد الفعل في الشرق الأوسط إيجابيا>
وشدد جلالته على ضرورة العمل من أجل إزالة جميع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة وقال إن ما نأمله في الأردن وفي المنطقة أن تصبح هذه المنطقة من المغرب على ساحل الأطلسي وحتى المحيط الهندي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأضاف هناك دول في المنطقة نأمل أن يمارس عليها الضغط في المستقبل بغية أن توقف ما لديها من برامج تسليحية. مشيراً جلالته إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد للتعامل معها، لأن البدائل الأخرى تؤدي دائماً إلى العنف.
وحول نظرة جلالة الملك عبد الله الثاني لما يطرحه الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن الديمقراطية في الشرق الأوسط قال جلالته انه طالما تم إيجاد حل للقضية الجوهرية في الشرق الأوسط وهي القضية الإسرائيلية ـ الفلسطينية العربية، لأنها الذريعة التي تستغلها كافة الأطراف للحيلولة دون التقدم نحو الديمقراطية والحرية للشعوب فإننا نعتقد في الأردن أن الديمقراطية والحرية للجميع في المنطقة ستتحقق بسرعة كبيرة.
وأوضح جلالته إن فكرة إقامة المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت جاءت في شهر كانون ثاني الماضي ومع التوقعات التي كانت مع سوء الحظ تشير إلى اندلاع حرب في العراق بالإضافة إلى المشاكل التي تعتري العملية السلمية وقد شعرنا عندئذ أن لقاء في مطلع الصيف للتقارب وتجاوز الكثير من المشاكل كان الدافع لإقامة المنتدى الاقتصادي العالمي. مشيراً إلى أن هذا الأمر سيشكل جزءاً رئيسياً في أعمال المؤتمر أما الجزء الآخر فسيكون للجانب الاقتصادي.
وقال جلالة الملك عبد الله الثاني إن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة ساعدتنا كثيراً، فقبل ثلاث سنوات كانت صادراتنا إلى الولايات المتحدة لا تتجاوز الخمسين مليون دولار أما الآن فقد وصلت إلى سقف المليار دولار إضافة إلى أنها وفرت 20ـ 30 ألف فرصة عمل إضافية. وأضاف: أعتقد أن الأردن استفاد كثيراً.
وأشار جلالته إلى أن الأمر الأكثر أهمية فيما يتعلق باتفاقيات التجارة الحرة هي أنها تجعل الدول التي تعتبر متخلفة من ناحية القوانين وتطوير مؤسساتها واقتصادها إذا ما أرادت أن تصبح جزء من المجتمع الدولي تقوي مؤسساتها وتعمل على تحسين وضعها الاقتصادي بحيث تستطيع المنافسة في عصر العولمة.