جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد أهمية التواصل مع الشباب لصياغة مستقبل مشرق للأردن

عمان
18 أيار/مايو 2003

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني اهمية التواصل مع جيل الشباب في صياغة مستقبل الاردن قائلا "ان من لا يحسب حساب الجيل الجديد لا يستطيع التخطيط للمستقبل بشكل سليم، بل ولا يعرف ماذا يعني المستقبل."

ودعا جلالته اليوم خلال اختتام الملتقى الاول لشباب الاردن الذي بدأ في البحر الميت امس الشباب الى القيام بدورهم في تعزيز الديمقراطية عن طريق المساهمة الفاعلة في ايصال المرشحين الذين يحققون اهداف الشباب وطموحاتهم الى قبة البرلمان، مطالبا اياهم بمهمة جديدة توطد مسيرة الديمقراطية والمساءلة الا وهي متابعة اداء النائب الذي يختارونه وتنفيذ الحكومة لبرامجها بشفافية.

واضاف جلالته ان هذا الدور يجب ان يتناسب مع نسبة الشباب في المجتمع والتي تتجاوز الخمسين بالمائة منوها الى ان هذه الفئة هي التي ستصوغ شكل الاردن خلال العشرين عاما المقبلة وان مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم ودورا مهما يجب ان يقوموا به على اكمل وجه.

واعرب جلالته عن تفهمه للشكوك التي انتابت عددا من طلبة الجامعات الاردنية المشاركين في الملتقى والمتعلقة بجدية هذا الاجتماع والاخذ بمقترحاته الا ان جلالته قد اكد للطلبة ان هذه الشكوك سبق ان ساورت فكرة ايجاد الية لدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الاردن لتنمية الاردن اقتصاديا واجتماعيا ولكن الامر نجح في النهاية.

واكد جلالته ثقته بمستقبل الاردن ونجاحه بسبب ثقته بخبرات شباب الاردن المتميز على المستوى العالمي الذين يستطيع ان ينافس فيهم لا دول المنطقة فحسب، بل وعلى المستوى العالمي ايضا معربا عن حماسته للمستوى المتميز للطلبة المشاركين والافكار والاستراتيجيات التي طرحوها.

واعاد جلالته التاكيد مرارا على ان ما حدث خلال اليومين الماضيين يفتح المجال للتفكير باتجاه المستقبل مع الاخذ بعين الاعتبار توطيد جسور الثقة والتواصل بين الجيل الجديد والمسوءولين في القطاعين العام والخاص لكي يبحث الجميع تطوير مستقبل مشرق للاردن ولاهله قائم على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد والمحسوبية والفقر.

واضاف ان المطلوب الان هو ايجاد الالية الكفيلة باستمرار التواصل مشيرا الى وجود افكار جدية لتطوير الية التواصل بين الديوان الملكي والطلبة من ناحية وبين الطلبة والحكومة من ناحية اخرى.

واعرب جلالته عن اهتمامه بان يكون هذا اللقاء سنويا مؤكدا ان الحكومة ستدرس الافكار المطروحة في الملتقى تمهيدا لتبنيها ..وان نتائج الملتقى ستظهر للعيان بالسرعة الممكنة.

واشار جلالته الى ان اللقاءات التي بداها العام الماضي مع طلبة الجامعات ستستانف قريبا بعد ان حالت الظروف الاقليمية دون استمرارها لفترة ما.

وقد خرج الملتقى الاول لشباب الاردن بعدة توصيات بعد ان دار نقاش موسع بين الطلبة والمسؤولين في القطاعين العام والخاص لمدة يومين حول اربعة محاور هي: المشاركة في المجتمع المدني مستقبل الشباب بعد التخرج السلوك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لطلبة الجامعات واخيرا القضايا التعليمية للطلبة.

وتلت الطالبة عابدة حداد من جامعة فيلادلفيا توصيات المؤتمر: بتوافق واجماع بين الطلبة والمشاركين من الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني فقد خرجنا بالنقاط التالية:

اولا - اشراك الطالب والجامعة والقطاع الخاص والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني في صياغة استراتيجية التعليم وبرامجها التنفيذية التي امر بها صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني في الرسالة الموجهة الى دولة رئيس الوزراء حول تطوير التعليم العالي.

ثانيا - اعادة النظر في سياسات القبول لمراعاة تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص التعليمية في جميع انحاء المملكة.

ثالثا - توفير الدعم اللازم لاحتضان ورعاية الطلبة لتحقيق الابداع والتميز من خلال النوافذ التمويلية المتاحة من القطاعين العام والخاص ومنها صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية.

رابعا - ايجاد الآليات والبرامج في الجامعات لربط الخريجين بسوق العمل وتعريفهم به مثل يوم العمل وورشات التشغيل وتوفير برامج لتدريب الطلبة قبل تخرجهم في مختلف مواقع العمل بما في ذلك دراسة امكانية احتساب عدد من الساعات المعتمدة لموضوع التدريب التطبيقي في مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني.

خامسا - تحديث الخطط الدراسية الجامعية بمشاركة جميع الاطراف المعنية لاعداد الخريجين في المجالات الاكاديمية واللامنهجية بما يعزز ثقافة التميز والابداع وضمان الجودة والقدرة على التكيف ومتطلبات سوق العمل وتثقيف الطلبة من خلال تدريس مادة اجبارية حول مبادئ الدستور الاردني وتاريخ وطنهم ومفاهيم الاردن اولا والتي تتضمن مرتكزات الدستور في تعزيز الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية واحترام حقوق الانسان والرأي الآخر.

سادسا - التاكيد على الشفافية والعدالة في مراحل التعليم العالي ابتداء من القبول والتدريس والامتحانات وحتى التخرج.

سابعا - اعادة تنظيم العلاقة فيما بين الطلبة والهيئات التدريسية وعمادات شؤون الطلبة في الجامعات ومنح الطلبة الصلاحيات الكافية للتعامل مع قضايا وهموم الشباب وتعميق الممارسة الديمقراطية لديهم وتعزيز قنوات الاتصال والحوار الديمقراطي البناء في الحياة الجامعية.

ثامنا - ان تبادر الجامعات الى دعم وتوفير البرامج والمساقات الدراسية التي تساعد على تنمية مهارات القيادة والاتصال والحوار لدى الطلبة وتوفير البيئة المناسبة لتفعيل مشاركتهم في المجتمع المدني.

تاسعا - ان تعمل الحكومة على تعزيز استقلالية الجامعات وحثها على المبادرة للتفاعل مع القطاع الخاص بما يضمن المواءمة بين مخرجات النظام التعليمي واحتياجات سوق العمل وتبني البرامج الريادية بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص.

عاشرا - ان تعمل الحكومة على ايجاد الآلية المناسبة للتواصل مع طلبة الجامعات ووضعهم بصورة المبادرات الوطنية التي يتم تنفيذها والاستماع لآرائهم وطروحاتهم الخاصة بها.

واكد وزير التخطيط/نائب رئيس مجلس امناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ان حضور جلالة الملك الى الملتقى بدد شكوك الطلبة حول جدية التعامل مع تميزهم ولهذا فقد وضع الملتقى بين يدي جلالته توصية بتشكيل مجلس تنفيذي لهيئة تميز الطلبة المتفوقين ليكون احد قنوات الاتصال مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومع من يسميهم جلالته من الفعاليات الرسمية والاهلية لمتابعة مبادرة دعم المتفوقين والنهوض بالتعليم العالي في الاردن وتحفيز التميز وترسيخ الشراكة مع بناة المستقبل.

واضاف انه سيقوم بالتنسيق مع هذا المجلس التنفيذي لوضع اطار عمل لدراسة المواضيع التي بحثت في الملتقى.

وقد اعلن مدير عام شركة نقل اخوان الصناعية غسان نقل في ختام الملتقى عن مبادرة للقطاع الخاص بانشاء صندوق لدعم الطلبة المتميزين في الاردن اما ماليا او عن طريق تشغيلهم بعد التخرج في مؤسسات القطاع الخاص مشيرا الى ان هذا الصندوق الذي يهدف الى ان يكون على غرار النافذة التمويلية للطلبة المبدعين في صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية يأتي تتويجا لعلاقة الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات التعليمية في الاردن.