جلالة الملك يتابع جدية تنفيذ رؤيته لزيادة الانتاجية الاقتصادية والاجتماعية للاردنيين

عمان
11 آذار/مارس 2003

لم تستوعب حمدة الشتيان بسرعة ما قاله لها جيرانها والمسؤولون القادمون من عمان بأن الملك سيمر لزيارتها. "تأتأت" وهي تتساءل.. أين هو؟ وأي واحد من هؤلاء؟

لم تكن حمدة قد استطاعت التحرك من مكانها بعد عندما "قرفص" جلالته أمامها مبتسما وقائلا: "انا هو".. وأمر المرافقين له ببناء بيت كريم لهذه المسنة المتعبة على قطعة أرض تمتلكها في المنطقة.

ومثل حمدة ثلاث حالات أخريات.. من بينها امراة تعيش مع أطفالها التسعة في غرفة واحدة بعد أن هجرها زوجها ليتزوج بأخرى، حيث أمر جلالته ببناء بيت لهذه العائلة أيضا.

وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية الدكتورة رويدا المعايطة التي رافقت جلالته في الزيارة أن الوزارة بصدد اعداد قائمة بأسماء فتيات ومطلقات وأرامل ومهجورات لتدريبهن في مراكز التدريب المهني بالتعاون مع المنظمات الأهلية وذلك في اطار تمكين المرأة اقتصاديا لتصبح قدوة حسنة لابنائها في الانتاج والمساهمة في التقدم الاقتصادي مشيرة في هذا الخصوص الى وجود 8400 مطلقة على قوائم المستفيدين من برنامج المعونة الوطنية.

ولم يقتصر الأمرعلى تقديم مساعدات مالية عاجلة لمئتي أردني في وقاص ولمركز رعاية وتأهيل المعاقين في المنطقة أو بناء بيتين وصيانة بيتين اخرين في المنطقة فقد تابع جلالته اليوم في الاغوار الشمالية جدية تنفيذ الحكومة لرؤيته في زيادة الانتاجية الاقتصادية للأردنيين لتحسين حياتهم وخلق فرص عمل مستدامة لهم في اطار برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي يتم تنفيذه من خلال برنامج مكافحة الفقر وزيادة الانتاجية الاجتماعية التابع لحزمة الامان الاجتماعي في وزارة التخطيط.

فقد تفقد جلالته سير العمل في مصنع للأجبان والمخللات والمربيات في منطقة وقاص التابعة لبلدية معاذ بن جبل وهو مشروع ريادي تنفذه وزارة التخطيط بالتعاون مع مشروع التعاون الفني الأردني الألماني لدعم برنامج الانتاجية الاجتماعية لخلق فرص عمل مستدامة لابناء المنطقة البالغ عددهم ستة الاف نسمة يعملون في الزراعة وتربية المواشي.

وطلب جلالته من المسؤولين اجراء مسح لاحتياجات منطقة وادي الأردن لمعرفة امكانية تعميم تجربة هذا المصنع على بقية المناطق في وادي الأردن للاستفادة من الحليب المنتج في المنطقة ..مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة مساعدتهم في تسويق انتاجهم.

وقال مدير حزمة الأمان الاجتماعي في وزارة التخطيط عمر الرافعي أن البرنامج يسعى لخلق بؤر تنموية في جميع مناطق المملكة تعمل ليس فقط على تشغيل الايدي العاملة بل على تأهيل أهل هذه المناطق على خلق مشاريعهم الخاصة بهم وادارتها لضمان استمراريتها وربحيتها

واضاف أن مصنع الاجبان والمخللات والمربيات الريادي سيوفر 25 فرصة عمل بعد افتتاح المشروع في غضون ثلاثة أشهر حيث أن المصنع لا يزال في طور التجريب للوصول الى الانتاج المتميز نوعيا والطريقة المثلى لتعبئته وتغليفه مشيرا الى أن ورشة عمل ستبدأ غدا تتناول عملية التسويق والبيع لمنتجات المصنع.

وتعود ملكية هذا المصنع الذي بلغت كلفته الاجمالية320 الف دينار لجمعية وقاص الريادية اضافة الى العمال فيه حيث أشار الرافعي الى أن المرحلة الثانية من المصنع تتضمن توسعته واقامة سد ترابي في جزء من أراضيه لتجميع المياه وتشجير المنطقة بالأشجار المثمرة والزيتون.

ويعمل أستاذان في كلية الزراعة في الجامعة الأردنية على تدريب العمال والاشراف عليهم في مجال صناعة الأجبان والمخللات.

وفي وقاص أيضا ولابراز الهوية الدينية والتاريخية للمنطقة التي جرت فيها معركة اليرموك الفاصلة في تاريخ المنطقة والاسلام أزاح جلالة الملك عبدالله الثاني الستار اليوم عن مسجد ومقام الصحابي الجليل عامر بن أبي وقاص الذي دفن في بلدة وقاص بعد استشهاده في معركة اليرموك عام 636 للميلاد.

وقد صلى جلالته ركعتين تحية للمسجد الذي تبلغ مساحته 1200 متر مربع وكلف بناؤه 380 الف دينار حيث يشتمل على مصليين للرجال والنساء ومكتبة وقاعة متعددة الأغراض ومئذنة طولها عشرون مترا.

ويأتي بناء هذا المسجد في اطار الأعمار الهاشمي لمقامات الصحابة في الاردن والتي يصل عددها الى الخمسين.