إطلاق مشروع البحر الأحمر للأسماك الذي جاء بمبادرة من جلالة الملك

عمان
20 تشرين الأول/أكتوبر 2002

أعلن في العقبة اليوم تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني وبحضور سمو الأمير فيصل بن الحسين ورئيس الوزراء علي ابوالراغب ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة ورئيس سلطة منطقة العقبة وعدد من كبار مسؤولي القطاع العام والخاص عن اطلاق مشروع شركة البحر الاحمر للاسماك الذي جاء بمبادرة من جلالته وبمساهمة من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية حيث وصلت الى ميناء العقبة سفينتا صيد توفر لصيادي العقبة فرص عمل افضل.

وخلال حفل اطلاق المشروع امر جلالته بمنح جزء من مساهمة صندوق الملك عبدالله في الشركة لجمعية صيادي العقبة.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني الذي التقى في العام الماضي صيادي العقبة واطلع على احوالهم المعيشية والصعوبات التي تواجههم نظرا لعدم توفر الاسماك في خليج العقبة بكميات تجارية تغطي تكاليف الصيج بحث مع فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امكانية السماح للصيادين الاردنيين حق الصيد في المياه الاقليمية اليمنية.

وبعد ان سمحت الحكومة اليمنية للصيادين بالصيد في المياه الاقليمية اليمنية تم دراسة الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لهذا المشروع والخروج بنتيجة تمثلت في تأسيس شركة يساهم فيها كل من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية والقطاع الخاص في اليمن وبعض المستثمرين من دول عربية شقيقة.

وقد تم تأسيس شركة البحر الاحمر لصيد الاسماك برأسمال يبلغ 4 ملايين دولار كشركة قابضة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تهدف الى توفير فرص التدريب والتشغيل للعمالة الاردنية في مجال الصيد حيث سيتم تشغيل اكثر من 100 من الصيادين الاردنيين الامر الذي سيسهم بصورة فعالة في الحد من مشكلة البطالة والفقر بين صيادي العقبة.

وسيتوجه الصيادون الاردنيون البالغ عددهم 25 صيادا الى اليمن بعد ان تم توقيع العقود معهم في غضون الايام المقبلة على متن سفينتي الصيد اللتين تم استئجارهما لهذه الغاية والمزودتين بكافة التجهيزات والمعدات الحديثة.

ومن المتوقع ان يصل عدد الصيادين الذي يستفيدون من هذا المشروع الى 60 صيادا خلال الستة اشهر المقبلة.

وانسجاما مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني التي تؤكد باستمرار على اشتراك المجتمعات المحلية في مختلف مراحل العمل والبناء اوعز جلالته لمجلس امناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية باتخاذ كل ما يلزم من اجل اشراك العاملين في مجال الصيد في ملكية المشروع.

وبين وزير التخطيط نائب رئيس مجلس الادارة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الدكتور باسم عوض الله ان هذا المشروع يمثل نموذجا رياديا يجسد رؤية جلالة الملك ونهجه في التعامل مع متطلبات التنمية بمنهجية واضحة قائمة على اسس الانتاجية والاستدامة في العملية التنموية.

وقال في كلمة القاها خلال حفل تدشين المشروع ان هذا المشروع يأتي امتدادا لمشاريع ومبادرات عديدة يقوم بها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مثل انشاء مراكز تكنولوجيا المعلومات وخدمة المجتمع وتأهيل المتقاعدين العسكريين في مجال تكنولوجيا المعلومات وانشاء الشركة المتكاملة لمنتجات الزيتون في بلدة بلاص بمحافظة عجلون.

وعبر ممثل الصيادين في العقبة منتصر ابو عبدالله عن تقدير الصيادين لهذه المكرمة السامية التي اكد انها جاءت لتحل مشكلة طالما عانى منها الصيادون.

وقال اننا بهذه المبادرة نشحذ هممنا بهمم جلالتكم ونضع ايدينا بأيديكم مؤكدا ان صيادي العقبة حريصون كل الحرص على تنفيذ وانجاح ما رسمه جلالتكم لهم.

ويعد هذا المشروع ضمن مجموعة من البرامج والمشاريع الريادية التي ينفذها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الذي كانت الارادة الملكية السامية صدرت بالموافقة على قانونه المؤقت رقم 81 لسنة 2001 ليعمل كمؤسسة غير حكومية تسعى الى تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة وتعمل على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين وتوفير فرص العمل لهم وتنمية مواهبهم.

ويتطلع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الى تعزيز دوره في رفع انتاجية الاقتصاد الوطني والمساهمة في الجهود الوطنية الرامية الى تحسين ظروف معيشة المواطنين والحد من مشكلتي الفقر والبطالة وبخاصة في المناطق النائية.

وكان شعار الصندوق دائما الالتفات للعمل الجاد والمخلص بهدف الوصول الى مجتمع اردني منتج ومبادر.

ويعد هذا المشروع الحيوي ثمرة من ثمار التعاون العربي المشترك الذي طالما سعى اليه جلالة الملك عبدالله الثاني مع اشقائه القادة العرب وخطوة هامة على طريق تحقيق التعاون الاقتصادي بين الاردن واليمن الشقيق.