جلالة الملك يدعو الى علاقات اقوى بين اوروبا والشرق الاوسط

عمان
23 تشرين الأول/أكتوبر 2002

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني على الحاجة الى اسلوب علاقات اقوى تنتهجه الشراكة الاوروبية المتوسطية يتجاوز التعاون الاقتصادي والمعونة المالية الى روابط ثقافية وسياسيه ودينية واجتماعية تكون بمثابة شراكة في القيم المتبادلة والمصير المشترك.

وعبر جلالته خلال محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية الالماني اليوم حضرها عدد من رجال السياسة والاعلام ومهتمون في شؤون الشرق الاوسط عن اعتقاده ان هذه الشراكة بحاجة للتطور من مجرد علاقة ارتباط الى هيكلية ذات مغزى وتطلعات ابعد مدى.

واشار الى ان التحدي الاساسي للتنمية البشرية في منطقة الشرق الاوسط هو النزاع القائم بين العرب والاسرائيلين وانه ان الاوان لانهاء هذا النزاع الان وانهاء احتلال اسرائيل للضفة الغربية الذي مضى عليه اكثر من 35 عاما.

وقال جلالته ان الاردن يوفر نموذجا للاصلاح والديمقراطية وسيادة القانون وهذا ما يتيح للاردنيين فرصة التميز وليكونوا نموذجا يحتذى لمستقبل اكثر استقرارا وامنا في الشرق الاوسط.

واشار الى ان عملية الاصلاح في الاردن بدات منذ اثني عشر عاما وقبل ثلاث سنوات بدانا تسريع عملنا استجابة لاجماع وطني مؤكدا ان الاردن يشهد حاليا تغييرا رئيسيا في مختلف الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية والقضائية والتعليمية. 

وعقب المحاضرة اجاب جلالته على العديد من الاسئلة التي طرحها الحضور على النحو التالي..

وردا على سؤال قال جلالة الملك عبدالله الثاني "ننظر الى مستقبل الشرق الاوسط فنجد ان العامل الاساسي في استقراره هو القضية الفلسطينية الاسرائيلية وفي اعقاب احداث الحادي عشر من ايلول وجدنا لدينا مشكلة هائلة من التطرف الدولي والارهاب الدولي."

واضاف جلالته، اذا شئنا ان نوجد شرقا افضل علينا معالجة القضية الاساسية والتي كانت على الدوام المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية مؤكدا انه قبل ان توفرحلولا لن نتمكن من التقدم للامام.

وتابع جلالته قائلا ان تحويل النقاش الان من اسرائيل وفلسطين الى العراق او اي مكان اخر هو في الحقيقة اجراء محكوم عليه بالفشل ولن يفيدنا في شيئ ولا يحقق الا ارباك القضية ويتيح لاولئك الذين لا يرغبون في ايجاد حلول للقضية الفلسطينية الاسرائيلية الفرصة للبحث عن المشاكل في مكان آخر.

وقال "حلوا المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية وستجدون العديد من المسائل العالقة قد حلت نفسها.." وقال جلالته "هذا التهديد للسلام العالمي يكمن في القضية الفلسطينية الاسرائيلية واذا وجدتم لها حلا ستتوفر حلول للقضايا الاخرى."

وأعرب جلالة الملك عن اعتقاده أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي معنيان لاقصى درجة في حل قضية شعبيهما؛ فالشعبان منهكان وبائسان من القتل والدمار والعنف والذي يجب ان يحدث هو ان تصبح القيادات معنية كي تلتزم بالتحرك قدما. وقال جلالته: "لدينا الان آليات عمل لم تتوفر من قبل في تاريخ الصراع فلا يمكننا احراز تقدم في مسار السلام دون دعم الولايات المتحدة؛ فهذه حقيقة واقعة."

وتابع جلالته يقول: "لاول مرة يقول رئيس للولايات المتحدة انه يجب ان يحل السلام بين العرب واسرائيل وقد ايد ذلك قرارات مؤتمر القمة العربية في بيروت انه ستكون هناك دولة فلسطينية قابلة للاستمرار في خلال ثلاثة اعوام. اذن بات لدينا نور في نهاية النفق؛ وبتنا نعرف كيف ستكون نهاية اللعبة؛ وهذا لم يحدد في الماضي ابدا؛ تحدثنا عن 242 و338 ومبادرة ميتشل، والمبادرة الاردنية ـ المصرية، لكن ما الذي يعنيه هذا للناس في الواقع؟ اذا ما كان الناس سيقرون المجازفة بسلوك سبيل السلام يجب ان يعرفوا ماهية الحلول التي تنتظرهم في النهاية فيعرف الفلسطينيون انهم سيحصلون على دولتهم المستقلة، وكذلك بالنسبة للاسرائيليين بانهم سيحصلون على السلام والامن؛ وبالتالي؛ فالعرب والاسرائيليون سيتمتعون بسلام ودولة فلسطينية خلال ثلاث سنوات اي ان النور بات موجودا؛ لكن المشكلة هي انه لايوجد لدينا نفق "خارطة الطريق" التي كشفت تفاصيلها الولايات المتحدة في الاسابيع القليلة الماضية ستشكل سلسلة من الخطوات يتبناها المجتمع الدولي لضمان ان يتحمل الاسرائيليون والفلسطينيون المسؤولية للسير بموجب الجدول الزمني."

ومضى جلالته يقول: "بعد ان قلت لكم هذا؛ فان هناك بعض المخاوف؛ اذ وبعد ان تحولت الانظار العالمية وانقسمت باتجاه المسالة العراقية فالخوف هو بان تصبح المبادرة التي ستحقق التقدم في المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية ثانوية؛ علما بأنها يجب ان تحتل مركز الصدارة لكن اولئك المعنيين ما زالوا يهتمون بالامر؛ وقد سئموا من دفع الثمن وبالتأكيد الذين يدفعون الثمن هم افراد الشعب."