في اطار سعيه الدؤوب لمتابعة المشاريع التنموية في انحاء المملكة لضمان وصول عوائد التنمية الاقتصادية والاجتماعية الى المواطنين في مختلف اماكن سكناهم، افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني مشروعين تنمويين في محافظة معان وترأس اجتماع مجلس التنمية فيها، مؤكدا جلالته على ان برنامج التحول الاجتماعي والاقتصادي سيستمر وبدعم مالي اكبر في السنوات القادمة.

فعلى بعد ستة كيلومترات من مدينة معان وضع جلالته حجر الاساس للموقع الدائم لجامعة الحسين بن طلال التي تأسست عام 1999 لتصبح، كما يطمح القائمون عليها، جامعة للتميز الاردني في القرن الحادي والعشرين ولتعمل على استمرار النهج الوطني بتوزيع مكتسبات التنمية توزيعا عادلا بين مختلف اقاليم المملكة.

وقال رئيس الجامعة الدكتور عادل الطويسي في عرض امام جلالته ان الجامعة رفعت شعار السعي نحو التميز لتلبية طموح القيادة الهاشمية في التميز والابداع وذلك من خلال طرح برامج دراسية متميزة وجديدة تلبي احتياجات مشروع النهضة الوطنية وتستجيب للبيئتين الطبيعية والبشرية في اقليم الجامعة حيث سيتم انشاء ثماني كليات علمية تضم 29 قسما اكاديميا و59 تخصصا وبرنامجا دراسيا منها تخصص في الاثار والسياحة والادارة الفندقية.

وقد تم اليوم طرح عطاءات انشاء مباني المرحلة الاولى التي تشتمل على مباني قاعات التدريس ومبنى كلية هندسة الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات ومبنى كلية هندسة التعدين والبيئة ومبنى المكتبة المركزية ومبنى مطعم الطلبة ومبنى القاعة متعددة الاغراض بالاضافة الى الاعمال الخارجية من ساحات وارصفة ومواقف وزراعة.

وسيتم الانتقال الى الموقع الدائم للجامعة التي تبلغ مساحتها "3125" دونما عام 2004 عندما تنتهي اعمال المرحلة الاولى من هذا المشروع البالغة كلفتها 22 مليون دينار. وسيتوج المشروع عام 2008 باقامة قرية جامعية متكاملة تبلغ مساحات الابنية فيها 120 الف متر مربع بكلفة اجمالية تصل الى 60 مليون دينار.

وستبلغ مساحة الارض المزروعة في القرية 500 دونم زرعت فيها حتى الان 24 الف نبتة من الاشجار الحرجية والمثمرة.

وفي مدينة معان زار جلالته مشروعا متميزا يلبي احتياجات اهل المنطقة بصورة شبه مجانية للفئة المستهدفة وهو مركز سمو الامير رعد بن زيد للتاهيل والشلل الدماغي التابع لجمعية الجنوب للتربية الخاصة الذي تم تأسيسه عام 1997 بدعم من الحكومة السويسرية للكشف عن الاعاقات ومساعدة الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم.

وفي عام 1999 وقعت جمعية الجنوب اتفاقية مع حزمة الامان الاجتماعي في وزارة التخطيط بقيمة 286 الف دينار لتجهيز المركز بالمعدات والاجهزة التشخيصية والعلاجية التأهيلية حيث بدا العمل مع نهاية العام الماضي بتقديم خدماته لحوالي 1400 طفل يعانون من الشلل الدماغي والصمم.

وفي مبنى محافظة معان استمع جلالته بحضور رئيس الوزراء علي ابو الراغب ووزير التخطيط باسم عوض الله الى شرح من محافظ معان محمد البريكات عن واقع المشاريع التنموية في المحافظة خلال هذا العام.

واكد جلالته على اننا سنستمر في دعم برنامج تنمية المحافظات وتوفير الموارد المالية لانجاحه. واشار جلالته الى اهمية المهام المناطه بالمحافظ ومسئوليته الاقتصادية والاجتماعية في تنمية محافظته. ويبلغ عدد المشاريع التنموية في المحافظة التي تضم معان والشوبك والبتراء 198 مشروعا تتوزع على 17 قطاعا هي التربية والتعليم والتدريب المهني والموارد المائية والزراعة والرعاية الصحية والاشغال العامة والمدن الصناعية والشؤون البلدية والتنمية الاجتماعية والداخلية والدفاع المدني والشباب والرياضة والثقافة والسياحة والآثار والكهرباء وسلطة اقليم البتراء والتعليم العالي.

وقال البريكات ان قطاعي الخدمات الاجتماعية وخدمات البنية التحتية، وبشكل اقل القطاعات الانتاجية كان لها نصيب الاسد من الخطة التنموية التي تصل قيمتها الى حوالي 34 مليون دينار.

واوضح البريكات ان نسبة الانفاق على المشاريع حتى نهاية شهر اب الماضي بلغت 49بالمائة مقارنة مع 35 بالمائة للفترة نفسها من العام الماضي.

وحول استثمارات القطاع الخاص في المحافظة اشار الى ان من المتوقع ان يبدأ مصنع سيارات لاندروفر في معان انتاجه الفعلي في منتصف العام القادم ويوفر الف فرصة عمل في مرحلته الاولى.

وكانت الشركة الاردنية لتصنيع المركبات "اوليه الاردن" بالتعاون مع شركة لاندروفر البريطانية قد بدات هذا المشروع العام الماضي وقد تم تنفيذ 50 بالمائة من اعمال المشروع حتى الان.