حوار بين جلالة الملك عبدالله الثاني والمشاركين بمؤتمر مؤسسة فورتشن

عمان
30 تموز/يوليو 2002

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني انه اذا حلت المشكلة الفلسطينية فاننا سنتمكن من دفع مجتمعاتنا الى الامام وبهذه الطريقة تتطور هذه المجتمعات. واشار جلالته الى انه اذا شاءت امريكا مساعدة منطقتنا على التحرك قدما في التعليم والشفافية والحريات والقوانين فان عليها ان تساعدنا على ايجاد حلول لمشكلة المنطقة وعندها سيشعر الناس بالراحة.. وقال جلالته في حوار مع المشاركين في المؤتمر الثاني لمؤسسة فورتشن الامريكية الذي جرى في مدينة اسبن في ولاية كولورادو الامريكية يوم امس ان معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية منهارون تماما بسبب المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها وانهم منهكون من العنف ويرون انه لا يؤدي بهم الى اي نتيجة وانهم يسعون دائما الى حياة افضل.

وردا على سؤال حول خطة ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي يدعو فيها الى قيام دولة فلسطينية ديمقراطية قال جلالته اعتقد ان التقدم يتمثل في تحديد الرئيس للهدف وهو امر لطالما طالبنا به.

لا احد يدرك تماما ما يعنيه القراران 242 و338 او خطتا تنت وميتشل ففي نهاية المطاف المهم هو السلام والازدهار للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.. لقد حدد الرئيس في خطابه في هذا الصيف للجانبين دولة فلسطينية قابلة للاستمرار خلال ثلاث سنوات وحاجة العرب للبناء على المبادرة العربية ولاعطاء اسرائيل ما كانت تريده. وهو امر مطروح ولكننا بحاجة الى تفعيل المبادرة العربية وان الناس يدركون الخطر اي انهم اذا لم يعملوا معا فقد يضيعون هذه الفرصة الذهبية في قيام دولة فلسطينية خلال ثلاث سنوات. لقد تم وضع المبادئ ولكننا بحاجة للعمل الان في التفاصيل فالمشاكل تكمن في التفاصيل في هذا الوضع بالذات لاننا حددنا الرؤية ولكننا بحاجة لطريقة منظمة تلزم الاسرائيليين والفلسطينيين للتحرك في اطار زمني لعمل ما يجب عمله تحت مراقبة ودعم المجتمع الدولي اذا ما منحنا الفلسطينيين هذا الامل بان دولتهم ستقام وان المجتمع الدولي سيدعم مستقبل الفلسطينيين وامن الاسرائيليين ايضا عندئذ سيعمل الفلسطينيون على ايجاد مستقبل لانفسهم ولكننا اذا ما اكتفينا بالقول دون خطة عمل عندئذ سنكون في مأزق لذا فاني اتأنى عندما يشكك في قادة الشعوب الاخرى لان هذا ليس من شأننا فالقادة الاسرائيليون والفلسطينيون هم قادة منتخبون من قبل شعوبهم وعلينا ان ننبه الشعوب الى الخطر الذي يحدق بالسلام والازدهار وهذه هي الرسالة التي يحتاج القادة الى سماعها اذا لم يصغوا الينا فليصغوا لشعوبهم ولكن يجب ان نمنح الشعوب الرؤية ليوضحوا لقادتهم هذا واذا لم يكن القادة مستعدين فهناك اخرون في المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني اكثر فطنة وقادرون وراغبون بالمضي قدما. سؤال: صاحب الجلالة انه شعور رائع ان نراك هنا واود ان اذكركم بحديث دار بيننا فقد كنت اول من زاركم بعد رحيل المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه لقد قام جلالة المغفور له بدور اساسي في عملية السلام في الشرق الاوسط وكانت اخر مرة التقيت به في "واي ريفر" عندما تحدث عن المستقبل وبدأنا نحن حوارا عن الجيل الجديد من القادة العرب وكنتم جلالتكم المثل الرئيس. هلا حدثتنا عن رأيك بالقادة الشباب في العالم العربي وكيف ترى الاختلافات بين جيلكم والجيل السابق.

الملك عبدالله: أعتقد ان جيلنا تجاوز تراكمات الماضي التي عانى منها الجيل السابق فقد عشت في شرق اوسط كان في خضم حرب باردة الامر الذي كان له الاثر على طريقة التفكير.. إن غالبية من هم من جيلي تلقوا تعليمهم في الخارج او سافروا كثيرا الى الخارج وهم يدركون كيف يسير العالم وما هي الاتجاهات العالمية لذا فهناك امور كثيرة تجمعنا اكثر مما كانت تجمع آباءنا فالقادة من جيلي في الشرق الاوسط سواء اكانوا في مراكز القيادة الاولى او في المراكز الثانية او الثالثة هم اصدقاء والبعض منهم معي هنا في "اسبن" واعتقد ان سر النجاح في المستقبل يكمن هنا حيث اننا ندرك جميعا من اين اتينا.

المشكلة ان غياب الامن الاقليمي يجعل من السهل على القادة من الجيلين ان يجدوا ذريعة في ذلك لعدم المضي قدما ومن السهل جدا الانزلاق في ذلك اننا في الاردن ندرك المشاكل في منطقتنا ونصف انفسنا احيانا باننا ما بين العراق ومنطقة صعبة ولكننا هل سنسمح لذلك بان يظل عائقا امام التحديث وتحسين التعليم وحقوق الانسان والمساواة لا لاننا ندرك ان المسيرة بدأت وعلى الاخرين مواكبتها ولكن غيمة عدم الاستقرار والامن سواء كانت المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية او المشكلة العراقية تجعل الامر صعبا امام الشعوب لاتخاذ الخطوة الشجاعة للمضي قدما ولهذا السبب فانه من المهم بالنسبة لنا تحقيق الامن والاستقرار فالجميع يعاني فلا احد يكسب في هذا الوضع فالمعاناة مشتركة للاسرائيليين والفلسطينيين والعرب والاقتصاد متدهور في المنطقة باستثناء الاردن حيث ينمو اقتصادنا ويتراجع اقتصاد غيرنا واعتقد ان السبب في ذلك يعود الى انهم يقولون ان المشاكل لدينا كثيرة بحيث تعيق التقدم ولكننا نقول انه وبسبب اننا في منطقة صعبة علينا ان نكون اكثر جرأة في التقدم لذا فاننا نأمل في ان نكون قدوة وهناك دول اخرى لها قيادات شابة ترغب بالسير على خطانا ولكننا بحاجة لمساعدة المجتمع الدولي في حل مشاكل منطقتنا.. تخيلوا كم من المتعلمين من اسرائيليين وفلسطينيين واردنيين وسوريين ومصريين ولبنانيين يحققون اخيرا السلام والازدهار.. تلك المنطقة ستحقق ازدهارا يفوق الخيال ولكننا بحاجة الى البيئة المناسبة ولهذا فمن المهم جدا ان نفعل ذلك الان لا اريد لابني فقط ان ينعم بالسلام والازدهار قد تكون هذه انانية ولكني اريد انا ايضا ان انعم بذلك اننا بحاجة للمضي قدما بالسرعة الممكنة.

سؤال: ساوجه انا والسيدة مادلين سؤالا من كل منا ثم ارجو من الحضور ان يجهزوا اسئلتهم.. ذكرتم انه الى جانب دوامة العنف التي لا تنتهي بين الاسرائيليين والفلسطينيين فان المشكلة الاخرى في الشرق الاوسط الآن هي العراق ذكرت الصحف اليوم انكم اجريتم حديثا هاما مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مطلع هذا الاسبوع عارضتم فيه اي عمل عسكري امريكي ضد العراق هل هذا صحيح وماذا تقترحون ان تفعل الولايات المتحدة بشأن الرئيس العراقي صدام حسين.

الملك عبدالله: انه امر يدعو للاستغراب في كل مرة نعقد اجتماعات هامة مع قادة يفترض ان يدور حديثنا حول العراق في حين انني جئت الى هنا لبحث كيفية التقدم بالعملية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين.. للاسف طالعتنا بعض الصحف الامريكية والبريطانية بقولها ان للاردن دورا مركزيا في القضية العراقية اننا نعتقد دائما وكما يعتقد غيرنا في المجتمع الدولي ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلة.. عندما يسأل احدهم عن راي الاردن بضرب العراق اقول.. اسألوا الصينيين والروس والاوروبيين فسيكون لديهم جميعا الجواب نفسه..

لدينا مخاوف كبيرة من اي عمل عسكري ضد العراق ونعتقد ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلة خاصة واننا لا نرى أي تحرك في العملية السلمية الاسرائيلية الفلسطينية كيف نتوقع من منطقتين غير ستقرتين ان يوفرا البيئة اللازمة للتقدم اننا بحاجة للتركيز على المسألة الفلسطينية الاسرائيلية جميعنا في المجتمع الدولي نبذل قصارى جهدنا لاعادة العراق الى المجتمع الدولي..

لقد خدمت جنديا معظم حياتي.. الخطط العسكرية جيدة ولكن نتائجها غير مضمونة اننا جميعا قلقون جدا اننا اذا ما بدأنا بعمل عسكري ما فان نتائجه لا تكون معروفة ونأمل ان يصغي اصدقاؤنا هنا الى ما يقلقنا في الاردن والعالم العربي والمجتمع الدولي فقد تكون لاي عمل عسكري ضد العراق عواقبه الوخيمة التي قد تؤثر على الشرق الاوسط برمته.

سؤال: صاحب الجلالة يتضح من كل جملة قلتها انك تعرف امريكا جيدا وتعرف مصطلحاتنا جيدا وطريقة معيشتنا ومن الواضح ان من اهم القضايا التي برزت بعد الحادي عشر من ايلول هي معرفة امريكا وفهمها للاسلام.. ما هي توصياتكم حول الكيفية التي يجب ان نفهم فيها الاسلام بشكل افضل وما هو دور دولة كدولتكم والجيل الجديد الذي نتحدث عنه فيما يتعلق بمساعدة الشعب الامريكي على فهم افضل للاسلام؟

الملك عبدالله: اعتقد ان بعض المشاكل في اعقاب احداث نيويورك وواشنطن تكمن في ان الناس لايدركون ماهي المشكلة.. هذه ليست حربا بين الحضارات وليس صراعا بين الشرق والغرب بل انه في الواقع صراع داخل الاسلام يدور منذ زمن ونتيجة لذلك هناك عنصر تطرف وقد كانت الولايات المتحدة ضحية بريئة لتلك الاحداث فامثال اسامة بن لادن لم يستهدفوا الغرب بل استهدفوا الاسلام ولكنكم دفعتم الثمن والمشكلة الان هي مع التوتر المستمر بين الاسرائيليين والفلسطينيين فان حربنا ضد الارهاب عقبة لانه ليس هناك توازن في الرؤية الامريكية للشرق الاوسط الامر الذي يمكن المتطرفين من ايجاد الدعم في الوقت الذي نحتاج فيه لمحاربة الارهاب وجلب السلام والاستقرار للمنطقة.

لست قلقا حول ذلك في الشرق الاوسط واوروبا والولايات المتحدة بل تكمن المشكلة في آسيا حيث اللغة العربية ليست اللغة الاولى هناك وما يفعله اولئك الناس هناك هو انهم يقلبون ما يقوله القرآن الكريم رأسا على عقب ويقولون ان القرآن يدعو الى قتل الابرياء والى العنف وهذا امر نعارضه تماما نحن المسلمون جميعا للاسف لسنا نحن الذين ننضم اليكم في هذا الصراع بل انتم الذين تنضمون الينا.. صراع سيستغرق عدة عقود.. آمل ان يكون الصراع العسكري قصيرا وان ينتهي باسرع ما يمكن.. لكن من خلال التعليم والفهم والسيطرة على مصادر التمويل سنتمكن من اجتثاث هذه المشكلة في جميع انحاء العالم..

المشكلة هي ان التوتر الاقليمي اعاق الجهود الدولية للقضاء على التطرف لذا فان الجانب العسكري من الصراع سيستمر مدة اطول مما كنا نأمل لهذا السبب من المهم جدا ان يعم السلام والاستقرار في الشرق الاوسط لاننا بهذه الطريقة نحرم المتطرفين من ذريعتهم الاولى من خلال حل المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية.

سؤال: روبرت من جامعة كولومبيا اود العودة الى السؤال التعليمي حول الفهم الافضل للاسلام ليس في الغرب وحده ولكن بين شعوب الشرق الاوسط فقد لاحظت منذ خمسة وعشرين عاما ان الديانة في العالم الاسلامي يتم السيطرة عليها من قبل المتطرفين ونتيجة التفاسير الرئيسة للقرآن الكريم والحديث في دعم التفاسير المتطرفة وهذا شائع جدا في معظم الدول الاسلامية وافكار المعتدلين يتم تقديمها في اطار غربي مثل التحرر والفردية... الخ. والذي لا اعرف كيف يتم التعبير عنه في اللغة العربية فانا لسوء الحظ لا اتحدث بها لكني اود ان اعرف اذا كانت هناك اية خطة او مؤسسة تعنى بالمسلمين المعتدلين والذين يفسرون الحديث والقرآن والنظريات الاسلامية بصورة تدعم الديمقراطية والقيم الحديثة والاعتدال يبدو لي انه لايوجد مكان يتم فيه احتضان مثل هؤلاء المتدينين وحمايتهم وتشجيعهم ولا من ينشرلهم فأنت ترى الخطاب الغربي مقابل التعاليم الدينية والتي يفسرها المتطرفون والاصولون ويبدو لي هذا امرا تربويا بالغ الاهمية واود ان اسمع رأي جلالتكم حوله.

الملك عبدالله: آمل ان تسمح لي بمخالفتك وبالقول بان الاغلبية الساحقة من المسلمين في العالم معتدلين ويفهمون معنى الكلمة الحقيقي.. المشكلة هي انه لم يكن متاح لنا سياسيا كاغلبية معتدلة بان نقول اي شيئ عن التطرف وعلينا ان نتذكر تاريخ هؤلاء المتطرفين لقد ارسوا قواعدهم في افغانستان لان تلك كانت الوسيلة الافضل للولايات المتحدة لمجابهة الروس ومن ثم سمح لهم بالتمركز في افغانستان وهم انفسهم الموجودون في الفلبين او في الشيشان وفي الجزائر وفي افغانستان ضمن حركة الطالبان والذي بدأ يحدث في الثمانينيات اذكر ان المغفور له تحدث مع الادارة الامريكية وقال لهم ما الذي تفعلونه الاسلام دين قوي ومتمكن جدا والذي يطغى على كل المشاعر البشرية اذا ما بدأتم بالعبث بهذا.. اذ ان الغرب كان يدعم هؤلاء وكان يرى في هذا خطرا داهما واعلم انه في اواخر الثمانينيات قال له بعض المسؤولين الامريكيين لدينا مجموعة متطرفة وخطرة نقوم بتأسيسها في الشيشان كي نقاوم من خلالها الروس ورد جلالته عندها ما الذي تعبثون به ولم يصغ له احد لذا كان من الخطا ان تتصرف الاغلبية مثل هذا التصرف.. ولذا وجدت مثل هذه الايدولوجيات المجال لتزدهر والان وبعد ان تنبه الجميع كما قلت نحن لاننضم اليكم بعد احداث الحادي عشر من ايلول انتم الذين تنضمون الينا اذ ان هناك ادراكا بان على الاغلبية المعتدلة ان تعلن عن مواقفها وهذا لايشكل مشكلة في الشرق الاوسط كما هو الحال في اسيا حيث كما قلت من السهل على من لا يفهم العربية ان يقول هذا هو الحديث وهذا ما يقوله القرآن الكريم وبالتالي ان يصدقه من حوله.. ولهذا الحرب ضد الارهاب ستستغرق عقودا والمواجهة العسكرية فيها ما هي الا جزء صغير لكن التعليم والمقاومة في سبيل ما نعتقد نحن المسلمون به سيستغرق فترة زمنية من اجل التخلص نهائيا من الايدلوجية المتطرلفة ولست قلقا اذ اننا سنكسب الحرب لان اغلبية المسلمين تؤمن في قلبها بما هو مطلوب تحقيقه لكن ما نحتاج اليه الان نحن بحاجة الى وقوف المجتمع الدولي معنا ليقول بان التطرف غير مقبول علما بانه كان مقبولا قبل الحادي عشر من ايلول.

سؤال: صباح الخير اعمل في مشروع المدارس على الانترنت كثير من انشطتنا موجهة لدعم السلام والتعليم وتوفير المجال لنظرة جديدة في المنطقة وكنت دائم التفاؤل والايجابية لدى التفكير بهذا الامر.. لكن لسوء الحظ انني عندما اتمعن ببعض الاحداث التي تحدث والتي منحت مستوى عال من الدعم للافكار المتطرفة ويبدو ان الاصولية استولت على جزء حيث 90 او 95 بالمائة من الناس معتدلين ولا يريديون الحروب ويتطلعون للسلام وملاحظاتي تشمل الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني والعرب عامة وارى ان السلطة باتت بايدي هؤلاء المتطرفين وهم الذين يسيرون المجريات على الساحة وما اود سؤاله هو هل من المعقول اذا ما عقدت انتخابات في فلسطين الان واعتقد انه استنادا على ملاحظاتي من خلال زياراتي لاسرائيل وفلسطين انني لن ادهش اذا ما فاز قائد متطرف قائد لحماس في الانتخابات واحاول ان اتساءل حول المفارقة فيما تقول فها انت تحاول الدفع باتجاه الديمقراطية في حديثك لكننا نقول ان الحركة الديمقراطية هي التي ستختار قائدا لكن لا يمكنه ان يكون فلانا او علانا بل يجب ان يكون شخصا نوافق نحن عليه فما هي الرسالة التي نوجهها بهذا الخصوص.

الملك عبدالله: ما اود قوله لك هو ما عدد الفلسطينيين الراغبين بالمجازفة اذا لم تضمن لهم نهاية للمشكلة واذا لم يشعروا ان المجتمع الدولي سيدعم دولة حديثة من الذي سيواجه التطرف اذا لم يشعر بانه يحظى بدعم المجتمع الدولي حاليا.. المبادئ موجودة لكن لا يوجد ما يشعر الفلسطينيين بان هناك تقدما ما.. اقول لك ان معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية منهارون تماما بسبب المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها.. الواقع الان ان الناس منهكون من العنف ويرون انه لا يؤدي بهم الى اي نتيجة اعتقد ان الناس يسعون دائما لحياة افضل ونحن نقلل من شان ذكاء الشعب الفلسطيني اذا ما منحناهم دولة حديثة تتمتع بالشفافية اعتقد ان معظمهم سيقول اود ان احظى بالسيطرة على مجريات حياتي واريد ان اسعى لمستقبل افضل واذا ما شئت يا حماس القيام بتفجير جديد لم يعد هذا مقبولا فانت تؤثرين على مستقبلي المشكلة هي حرمان الفلسطينيين من تحقيق اهدافهم للتقدم اضافة الى الغموض وعدم الوضوح امنحوهم الفرصة لمستقبل افضل وستنتصر الانسانية في نهاية المطاف لكن في هذه اللحظة لا يتم اعطاء الناس السلطة التي تؤهلم لاتخاذ القرار الصائب في المستقبل امنحوهم اياها باللغة التي يفهمونها بان عليهم تقع مسؤولية قيادة مستقبلهم ومستقبل اسرهم فهم جميعا يعانون وهم غير قادرين على ارسال اطفالهم للمدرسة ويعانون من سوء التغذية.. الاطفال يواجهون مشاكل صحية فظيعة هل هذا ما تريدونه لاطفالكم.. السبب في وجود التطرف والعنف في الشرق الاوسط حاليا بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو بفعل تغييب الامل وانا اعرض عليكم ان تمنحوهم الامل وفي الان ذاته امنحوا الاسرائيليين الامل وسيعيشون في سلام وازدهار وسترونهم يقاومون ويطالبون قياداتهم بالتحرك قدما هل تودون الاصغاء لاحدهم من حماس والذي يتبني العنف ويريد القاء الاسرائيليين في البحر ام ستصغون لشخص يركز على التعليم وحقوق المرأة وتحسين مستوى القطاع الصحي مجددا ويمنح المجتمع الفرصة فان الناس سيختارون الثاني لو منحوا الفرصة بل يجب ان نمنحهم الفرصة.

اخشى ان وقتنا قد انتهى نشكرك يا صاحب الجلالة لانضمامكم الينا.