جلالة الملك يطلع على المشروعات التنموية في محافظة مادبا

عمان
24 حزيران/يونيو 2002

اظهر العرض الذي قدم لجلالة الملك عبدالله الثاني في مادبا اليوم ان مبادرة جلالته التي اطلقها في شهر شباط الماضي بهدف تفعيل الدور التنموي للمحافظ قد بدأت تؤتي اكلها.

فمقارنة نسبة الانفاق على المشروعات المرصودة في الموازنة لمحافظة مادبا التي بلغت في النصف الاول من العام الماضي 9ر18 بالمائة تجاوزت النسبة في النصف الاول من هذا العام الواحد والخمسين بالمائة.

وكان تبرير التباطؤ في انجاز المشروعات هو إجراءات طرح العطاءات واحالتها وبدء عمل المقاولين وما الى ذلك. اما الان فالمحافظ يقوم بزيارات تفقدية ميدانية على مواقع المشرعات ويلاحق المتعثرة منها كما يتابع موضوع العطاءات.

وقد ابدى جلالة الملك اعجابه بهذا الانجاز في مادبا مطمئنا المجلس التنفيذي للمحافظة بان سعيه سيستمر لتوفير الدعم لمشروعات المحافظة العام القادم من رصيد الموازنة العامة ومن رصيد برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي.

واعاد جلالته التاكيد على ان من واجب المحافظ لعب دور اكبر في المجال الاقتصادي لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لابناء محافظته.

وقال رئيس الوزراء علي ابو الراغب ان مبادرة النهج الجديد في الحكم المحلي وضعت المحافظ على الخارطة التنموية المحلية فهو يتابع المشروعات وينسق بين الدوائر المعنية لانجازها بما يضمن بنية تحتية جيدة تجذب المستثمر الخاص وتعزز الانتاجية.

واطلع ابو الراغب جلالة الملك بانجاز تصميم منطقة صناعية جديدة بين مادبا ومنطقة بني حميدة كما ان المزارعين في المنطقة بداوا بانتاج انواع جديدة من المحاصيل الزراعية وبهذا بدا يتحقق ما يريده جلالته من ان يشعر كل مواطن في منطقته بانه جزء من الانتاج.

وكان محافظ مادبا قاسم ابو الهيجاء عرض امام جلالته واقع المشروعات في المحافظة لهذا العام. فقد تسلم المحافظ نسخة من وثيقة مشروعات المحافظة في منتصف شهر اذار الماضي ووضع آلية لمتابعة تنفيذ هذه المشروعات ضمن المدة المخصصة لها.

وتشتمل الآلية على تشكيل لجنة تنمية المحافظة ولجنة تنسيقية لازالة العوائق واستحداث وظيفة مساعد محافظ لشؤون التنمية ومتابعة مراحل عمل المشروعات عن طريق الزيارات الميدانية وتزويد وحدة التنمية في المحافظة بتقارير شهرية عن المشروعات.

ويبلغ عدد المشروعات التنموية في محافظة مادبا للعام الحالي والواردة في الموازنة العامة وبرنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي 88 مشروعا بقيمة اجمالية تتجاوز 21 مليون دينار يتوقع ان ينفق منها هذا العام حوالي 16 مليون دينار.

واشار ابو الهيجاء الى ان اثني عشر مشروعا تم انجازها في المحافظة حتى تاريخ 20 حزيران وهي: مشروع تطوير حوض وادي الواله السفلي ومشروع تطوير الاراضي المرتفعة بالمشاركة ومشروع طريق مادبا ماعين وفتح وتعبيد مجموعة طرق زراعية ومشروع سد الواله الذي سيتم الانتهاء من انجازه في شهر ايلول المقبل ومشروع ضخ مياه جبل بني حميدة ومشروع تحويل محطة التنقية الى محطة ميكانيكية واستكمال اعمال البناء في مستشفى ذيبان وتزويد مدارس التربية والتعليم ب722 جهاز حاسوب وانجاز مشروع بناء متصرفية وسكن لواء ذيبان والمساهمة في مشروع برنامج الدخل التكميلي ودعم جمعية المتقاعدين العسكريين لانشاء مصنع للالبان.

وكان مسئولو برنامج التحول الاجتماعي والاقتصادي وحزمة الامان الاجتماعي في وزارة التخطيط قد ابلغوا الصحفيين بانهم يلاحظون حدوث تطور في تفعيل لالية الرقابة والمتابعة بين الدوائر والوزارات المختلفة من يوم لاخر حيث يقوم المحافظ بدور المحفز للانتاج والمراقب للمشروعات المتعثرة.

واكد وزير التخطيط باسم عوض الله ان هناك ادراكا من الجميع في المركز والمحافظات بوجود مبادرة جديدة اطلقها جلالة الملك ولهذا يريد الجميع انجاحها.

ويحاول الجميع ان يكون كل عام افضل من الذي سبقه من ناحية تحسين الاداء والانجاز بحيث ينعكس هذا على ابناء المحافظة.

واشار الى ان وجود الية تنسيق لمشروعات جميع القطاعات لها مرجعية تتمثل بالمحافظ هي السبب وراء ارتفاع نسبة الانجاز في مشروعات مادبا للنصف الاول من هذا العام وان هدف تعزيز الانتاجية وتحفيز القطاع الخاص ليس بعيدا عن هذه المحافظة التي تمتلك ميزات سياحية تضعها على خريطة السياحة في المنطقة بالاضافة الى امتلاكها لمميزات زراعية تتمثل بخصب اراضيها.

وقال محافظ مادبا ان عددا من المستثمرين بدأوا بالاستثمار في المحافظة بعد الالتقاء برئيس جمعية رجال الاعمال الاردنيين حمدي الطباع. فهناك مشروعات صناعية جديدة مثل مصنع الاسفنج ومصنع للبيرلاين (نوع من مواد البناء) ومصنع جديد للمصاعد.

واشار الى ان وجود مشروع بانوراما البحر الميت سيجذب القطاع الخاص للاستثمار في المناطق المجاورة له. وهذا المشروع حسب مدير سياحة مادبا لوءي فراج هو من مشروعات البنية التحتية السياحية بكلفة تبلغ 3 ملايين دينار ويرتبط به مشروع طريق من منطقة ماعين الى البحر الميت بكلفة 9ملايين دينار حيث ستقام البانوراما.

واشار فراج الى ان الجهة الممولة للمشروع وهي وكالة التعاون الدولي اليابانية "جايكا" قد ساعدت في اختيار موقع البانوراما بحيث يطل على مواقع الحج المسيحي الثلاثة التي اختارها الفاتيكان في الاردن وهي المغطس ومكاور وجبل نيبو.

وتشتمل البانوراما على متحف يحكي التاريخ الحضاري للمنطقة وقاعات مؤتمرات وتيراسات ويتوقع الانتهاء من البانوراما التي بدا العمل بها في شهر ايار الماضي بعد ثمانية عشر شهرا في حين بدا العمل بالطريق في شهر ايار الماضي.

من ناحيته قال وزير الداخلية قفطان المجالي ان الدور التنموي للمحافظ منصوص عليه في نظام التشكيلات ولكنه لم يكن مفعلا حتى اطلق جلالة الملك مبادرته، الا ان هذا الدور الخدمي للمحافظ لا يلغي دوره الامني والسياسي لان الامن والاستقرار شرط لحدوث التنمية وجذب السياح في محافظة مثل مادبا.