جلالة الملك يعود إلى أرض الوطن
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني بحفظ الله ورعايته إلى ارض الوطن مساء اليوم مختتما جولة أوروبية إلى كل من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا.
وتركزت مباحثات جلالة الملك مع المسؤولين الأوروبيين الذين التقاهم على المفصل الأبرز وهو انهاء دائرة العنف ونزع فتيل التوتر في الاراضي الفلسطينية ونقل وجهة النظر العربية في النزاع العربي الاسرائيلي الذي لازال يضغط على جهود التنمية في المنطقة والدول العربية بشكل خاص.
ووفر لقاء جلالته في بروكسل مع الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية خافير سولانا الفرصة لبحث التصورات الدولية وبشكل خاص الأوروبية والامريكية التي من شانها انهاء دائرة التوتر وعقد الاجتماع الدولي المرتقب بمشاركة الاطراف المعنية لعملية السلام.
وفي هذا الموضوع الاخير شدد جلالته على ضرورة ان يستند اللقاء الدولي المقترح إلى قرارات مجلس الامن الدولي ومبادرة السلام العربية التي عبرت بشكل جلي عن رغبة حقيقية لدى العرب لتحقيق السلام الشامل الذي يلبي مصالح جميع الفرقاء.
واعتبر جلالته ان الحلول المجزاة اثبت عدم جدواها في ضوء استمرار دوامة العنف والاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مؤكدا ان اي مفاوضات مقبلة يجب ان ترتبط بجدول زمني واضح ومحدد وتؤدي إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار.
وفي الموازاة كانت علاقات الأردن مع الدول الأوروبية في صلب مباحثات جلالته مع ملك بلجيكيا البرت الثاني بحضور جلالة الملكة رانيا العبد الله والملكة باولا في القصر الملكي في بروكسل التي طالت اليات تفعيل التعاون الثنائي بين البلدين خصوصا في المجالات الاقتصادية وعلاقات الشراكة الأردنية الأوروبية اضافة إلى مساهمة بلجيكيا في جهود السلام في المنطقة.
كما اندرجت زيارة جلالته لمقر حلف الناتو ولقائه مع امين عام الحلف اللورد روبرتسون في سياق الجهد السياسي والدبلوماسي الذي يقوده جلالته وتركز في هذا اللقاء على الوضع الراهن في الشرق الأوسط والتعاون مع الناتو.
كما تناولت مباحثات اللقاء التصور الأردني والعربي لحل النزاع العربي الاسرائيلي بما في ذلك قضية اللاجئين حيث اكد جلالة الملك عبد الله الثاني ضرورة ان يأخذ الحل المقبل هذه القضية بعين الاعتبار وبما يتواءم مع قرارات مجلس الامن الدولي والمبادرة العربية.
وفي ستراسبورغ كان خطاب جلالة الملك المهم امام البرلمان الأوروبي يعيد الاصداء إلى العلاقات التاريخية التي تربط منطقتنا العربية وأوروبا وفيه حث جلالته أوروبا على المساهمة في حل نزاع الشرق الأوسط بما تملكه من ارث تاريخي حافل بالقدرة على الخروج من نزاعات القرون.
وخاطب جلالته البرلمان قائلا انه "لم يعد في ضوء الاوضاع الراهنة بمقدور الفلسطينيين والاسرائيليين اتخاذ خطوات توصلهما إلى تسوية نهائية مقبولة" مشددا جلالته على انه "يجب ان لا نسمح للعملية ان تصبح رهينة اهواء اولئك الذين يختارون اعاقة السلام". وفي هذا الخطاب نبه جلالته "الاصدقاء الأوروبيين" إلى انه لن "نشهد قط شرق أوسط مستقرا ومزدهرا حقا.. ولن نشهد الامن الاقتصادي والسياسي ما لم يتم ايجاد حل للوضع الفلسطيني الاسرائيلي."
واتفاق الشراكة الأردنية مع دول الاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي مثل المدخل لمناقشة تعاون الأردن مع أوروبا وضرورة الارتقاء بهذه العلاقات وتمتينها لتوفير حياة افضل للشعوب وايجاد ازدهار اقتصادي مشترك وتحسين الفرص الاقتصادية ونمو التجارة. وداخل البرلمان كانت اشادة رئيس البرلمان الأوروبي باث كوكس تعكس انجازات جلالة الملك عبدالله الثاني منذ اعتلائه العرش وتوليه السلطات الدستورية عبر اطلاق حزمة من برامج الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي.
ونتيجة لهذه الزيارة صدر تعهد على لسان كوكس ان يقدم الاتحاد والبرلمان الأوروبي كل المساعدة للأردن للمضي قدما في برامجه الاصلاحية التي "تبناها" وفي مجالات التعددية السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وسيادة القانون وحقوق الانسان.
وقضية الشرق الأوسط كانت حاضرة ايضا في تفهم أوروبا وادراكها ان الطريق الوحيد لتحقيق السلام لن يكون عن طريق العنف واستخدام القوة بل عن طريق الحوار.
واعرب جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رئيس المفوضية الأوروبية رومان برودي في مقر البرلمان ايضا عن امله في ان يكون لاتفاقية الشراكة الأردنية الأوروبية نتائج ايجابية على الاقتصاد الأردني وعلى زيادة حجم التبادل التجاري بين الأردن والدول الأوروبية وزيادة الاستثمارات الأوروبية في الأردن. كما تناولت مباحثات جلالته وبرودي الوضع في الشرق الأوسط والجهود الدولية والأوروبية المبذولة حاليا لوضع حد لدوامة العنف واعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح.