رسالة ملكية إلى عمال الأردن بمناسبة عيد العمال العالمي

عمان
01 أيار/مايو 2002

أكد جلالة الملك عبد الله الثاني أن ما حققه الأردن من إنجازات على مدى العقود الماضية يؤكد سلامة المسيرة التنموية وصدق توجهاتها وسعيها الجاد لتحقيق الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن في ظل دولة القانون والأمن الاستقرار.



وقال جلالته في رسالة وجهها إلى عمال الأردن بمناسبة يوم العمال العالمي الذي يصادف اليوم أننا نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وأمل ولنا في مضاء عزائم عمالنا وقوة إرادتهم الكبيرة على البذل والعطاء ما يبعث الاطمئنان والثقة بأننا في طريقنا لتحقيق التنمية الشاملة التي تليق بطموحات الوطن.



وأكد جلالة الملك عبد الله الثاني حرص الأردن على توفير العمل المناسب الذي يحفظ للإنسان كرامته وصحته وأمنه واستقراره.



وخاطب جلالته العمال قائلا.. إننا سنحارب معكم عوامل اليأس والإحباط والعمل على توفير البيئة المناسبة للمرأة العاملة وإدماجها في المجتمع بشكل يوفر لها كامل الامتيازات والحقوق.



ووجه جلالته باسم عمال الأردن تحية تقدير واعتزاز إلى عمال فلسطين وهم يواصلون البذل والعطاء تحت أقسى الظروف والمعاناة التي يتعرضون لها تحت الاحتلال.



وفيما يلي نص الرسالة الملكية السامية




بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على رسوله العربي الهاشمي الأمين وبعد،،

فيسعدني في هذا اليوم المبارك أن أتوجه إلى إخواني العمال في عيدهم العالمي بتحية التقدير والاعتزاز والتهنئة بهذه المناسبة الطيبة لبناة الوطن أصحاب السواعد القوية والعزائم الماضية والنفوس العامرة بمعاني الانتماء والوفاء والإخلاص لهذا الوطن ورسالته العظيمة فكل عام وانتم بألف خير.



أيها الاخوة العمال،

إن ما تحقق من إنجازات لهذا البلد الخير على مدى العقود الماضية يؤكد لنا سلامة المسيرة التنموية وصدق توجهاتها وسعيها الجاد لتحقيق الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن في ظل دولة القانون والأمن والاستقرار في مجتمع العدالة وتكافؤ الفرص ومؤسسات المجتمع المدني وما كان ذلك ليحدث لولا تفانيكم في العمل وحرصكم على تطوير بلدكم وتقدمه وازدهاره ومحافظتكم على هذه المنجزات ومتابعتكم لما يحدث في العالم من تقدم في الأساليب والوسائل التكنولوجية الحديثة وان ما نشهده مع ولوجنا بوابة هذا القرن من تغيرات متسارعة في أساليب العمل والإنتاج تدفعنا إلى المنافسة والمشاركة والمتابعة من خلال التدريب والاطلاع على تجارب الأمم الأخرى وإطلاق إرادة التغيير في نفوسنا بحيث نكون قادرين على المساهمة مع الآخرين في تطوير قدراتنا نحو الأفضل والأحسن لاستيعاب هذه المفاهيم والمشاركة في الحضارة الإنسانية والتأثير فيها بدلا من الوقوف متفرجين على ما تنتجه الأمم الأخرى.



ومن هنا فإننا حريصون في الأردن على الاهتمام بتدريب شبابنا وإعدادهم الإعداد الأمثل للمشاركة في الإنتاج والإبداع وإطلاق قدراتهم نحو الابتكار والتنافس حيث أولينا جل اهتمامنا وضمن إمكاناتنا المالية لمشاريع التدريب والتشغيل وتوفير فرص العمل للقادرين عليه وتشجيع المبادرات الفردية وتهيئة الظروف البيئية المناسبة للإنتاج وتوفير شروط السلامة والصحة المهنية وما يتطلبه ذلك من تشريعات عصرية تحقق انسجاما مع معايير العمل الدولية ودخولنا العصر الحديث بخطى واثقة وعزيمة قوية.



ونحن ندرك أن التدريب شرط أساسي لاستيعاب معطيات الحياة الجديدة والمنافسة في سوق العمل المحلي والعربي والعالمي وعليه فان أطراف الإنتاج الثلاثة مدعوة للتعاون فيما بينها لوضع الخطط متوسطة المدى وطويلة المدى لتدريب الشباب وتطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم لتعزيز تميز الشباب الأردني وما حققه من سمعة طيبة في أسواق العمل العربية والعالمية.



ولقد كان على راس أولوياتنا في هذا البلد إيجاد فرص عمل للأردنيين وإحلالهم تدريجيا محل العمالة الوافدة وفتح أسواق جديدة عربية وعالمية من خلال الاتفاقيات الثنائية مع الدول الصديقة ومن خلال مكاتب التشغيل التي تم استحداثها لهذه الغاية.



ايها الاخوة العمال،

اننا في الأردن حريصون على توفير العمل المناسب الذي يحفظ للإنسان كرامته وصحته وامنه واستقراره ونتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وأمل ولنا في مضاء عزائمكم وقوة إرادتكم وقدرتكم الكبيرة على البذل والعطاء ما يبعث الاطمئنان والثقة بأننا في طريقنا لتحقيق التنمية الشاملة التي تليق بطموحات الوطن.. وسنعمل كل ما من شانه تعزيز القيم الإيجابية والبناءة في نفوس الأجيال القادمة وسنحارب معكم عوامل اليأس والإحباط ومظاهر عمل الأطفال واستغلالهم بطريقة لا تتناسب مع حقوقهم التي تنص عليها المواثيق الدولية وسنعمل على توفير البيئة المناسبة للمرأة العاملة وإدماجها في المجتمع بشكل يوفر لها كامل الامتيازات والحقوق.



أيها الاخوة العمال،

لقد تحقق في هذا العام إنجاز قانون الضمان الاجتماعي وتمت مراعاة حقوق العمل وما يتعلق بالحقوق التقاعدية للعمال وتوفير كل ما من شانه استثمار مدخراتهم من خلال تشكيل هيئة استثمارية تكون مهمتها المحافظة على القيمة الحقيقية لموجودات المؤسسة والمحافظة على القيمة الحقيقية للاستثمارات وتقليل المخاطر من خلال تحقيق عوائد مجزية ومنتظمة. وإنني إذ أتوجه لكل أخ وأخت من عمال الأردن بالتهنئة الحارة لأتوجه باسمكم أيضا بتحية التقدير والاعتزاز لإخواننا عمال فلسطين وهم يواصلون البذل والعطاء تحت أقسى الظروف والمعاناة التي يتعرضون لها تحت الاحتلال. سائلا المولى عز وجل أن يحفظكم جميعا وان يبارك في جهودكم لبناء وطنكم وتحقيق طموحاتكم النبيلة...



وكل عام وانتم بألف خير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته