جلالة الملك: اسرائيل لن تتمكن من فرض ارادتها على الشعب الفلسطيني

عمان
12 آذار/مارس 2002

قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان سياسة فرض الامر الواقع الذي تنتهجها اسرائيل غير مقبولة وانها لن نتمكن من فرض ارادتها على الشعب الفلسطيني.

واضاف جلالته ان الوضع في الاراضي المحتلة حرج للغاية معربا عن خشيته من ان استمرار العنف والاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني سيخرج الامور عن السيطرة.

وقال جلالته في مقابلة مع صحيفة / الوطن/ السعودية ..لقد حذرنا مرارا من سياسة التصعيد العسكري ونتائجها الوخيمة على الوضع والاستقرار في المنطقة ..ونؤكد ان القتل والتدمير والحصار لن يجلب السلام وان امن اسرائيل ومستقبل التعايش لشعوب المنطقة كافة يكمن في اعتراف اسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني وتطبيقها لقرارات الشرعية الدولية وبالاساس قراري مجلس الامن 242 و 338.

واوضح جلالته انه رغم التدهور الامني الخطيرعلى الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية فاننا نرى ان الحل الوحيد الذي يضمن الامن ويوفر السلام هو الحوار وحل القضايا بالطرق السلمية وان الفرصة مازالت سانحة لاستئناف عملية السلام.

وحول الموقف العربي قال جلالته اننا والقيادات العربية سواء في السعودية او في مصر لم نترك فرصة ولم ندخر جهدا للمطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي.

واشار الى ان مباحثاته مع الرئيس الاميركي والادارة الاميركية خلال زيارته للولايات المتحدة الشهر الماضي ركزت على توضيح الموقف العربي وشرح معاناة الشعب الفلسطيني ومطالبة الولايات المتحدة بالضغط على اسرائيل لوقف العدوان وتهيئة الظروف الملائمة للعودة الى عملية السلام.

وحول مبادرة ولي العهد السعودي سمو الامير عبدالله بن عبد العزيز قال جلالته ..مبادرة سمو الامير عبدالله بن عبدا لعزيز عبرت بشكل واضح عن الموقف العربي حول السلام في الشرق الاوسط ..وقد ايدنا المبادرة منذ اعلانها وحظيت الان بمؤازرة عربية واسعة وتاييد اميركي واوروبي ودولي وهذا امر ايجابي وعلينا ان نحشد كل الدعم لانجاح هذه المبادرة والزام اسرائيل بالاستجابة اليها ..وكنت سابقا طرحت موقفا اعتقد ان العرب يدعمونه وهو الاعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للبقاء الى جانب دولة اسرائيل التي يجب ان تعيش بامن مع جيرانها العرب والكرة الان في الملعب الاسرائيلي.

وحول تصريحات بعض المسؤولين الغربيين عن توجيه ضربة للعراق ..قال جلالته ضرب العراق كارثة هذا ما عبرنا عنه في اكثر من موقف وما زلنا نؤكد ان لا سبيل لحل القضايا العالقة مع العراق الا باجراء حوار مباشر بين العراق والامم المتحدة يضمن تنفيذ قرارات الامم المتحدة وينهي الحصار المفروض على العراق الشقيق ..وبالتاكيد فان اي ضربة للعراق ستكون لها نتائج خطيرة على استقرار المنطقة كلها وعلى الجهود الدولية لمكافحة الارهاب ايضا.

وحول محاربة الارهاب قال جلالته ان الاردن كغيره من البلدان استهدف من قبل مجموعات ارهابية ولكن وعي شعبنا ويقظة الاجهزة الامنية حالت بحمد الله دون تحقيق الارهابيين لمآربهم في زعزعة امن الاردن واستقراره وعلى كل حال فاننا حين نعمل من اجل تحقيق تطلعات شعبنا وطموحاته فاننا لا نخشى احد ابدا ولكن اود ان اوضح حقيقة لايمكن اغفالها وهي ان الاسلام برئ من محاولات الصاق الارهاب به واننا قادة وشعوبا يجب ان ندافع عن الاسلام الحقيقي الذي ينبذ العنف وقتل الابرياء فهو دين تسامح ومحبة ولايمكن لمن يمارسون الارهاب ان يدعو انهم يمثلونه .

وحول الاعلان عن رؤى جديدة للمملكة خاصة على الجانب الاقتصادي والاجتماعي قال جلالته ..لقد حددنا في البداية مجموعة من المرتكزات اللازمة للتحديث الاقتصادي والاجتماعي مثل تنمية الموارد البشرية من خلال التدريب والتعليم التقني والمهني المتقدم وتخفيف عبء المديونية وتخفيض عجز الموازنة العامة وتبنى سياسة الانفتاح الاقتصادي والاندماج الايجابي في الاقتصاد العالمي والاسراع في برامج وعمليات التخاصية وتنمية المحافظات ومكافحة الفقر والبطالة من خلال برامج قائمة على الانتاجية وغيرها من القضايا التي شكلت اولويات هامة في رؤيتنا للمستقبل الاقتصادي والاجتماعي .

وتابع جلالته يقول .. كما تعلمون فقد كان حرصنا كبيرا على ان يتم تنفيذ الانشطة التنموية وعمليات الاصلاح من خلال شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص ليلعب لقطاع الخاص الدور المطلوب في تنفيذ هذه الانشطة ورسم سياسات واسترتيجيات الاصلاح المختلفة .. وتمشيا مع هذا النهج فقد اتحنا الفرصة للقطاع الخاص للعب دور رئيسي في صناعة مستقبل الاقتصاد الوطني الذي يحدد على حد كبير الوضع الاجتماعي للمواطن .

وحول الانتخابات النيابية في ايلول المقبل قال جلالته .. ان الانتخابات ستجري بحرية ونزاهة تامة ونأمل من جميع المواطنين المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة لاختيار من يعتقدون انه الاقدر على تمثيلهم والتعبير عن ارائهم.