جلالة الملك عبدالله الثاني يرأس جلسة مطولة لمجلس الوزراء

عمان
08 نيسان/أبريل 2002

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن سيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني وأن أي تعاون أو تنسيق أو اتصال يجب أن يكون معه. وقال جلالته خلال ترؤسه جلسة مطولة لمجلس الوزراء مساء اليوم أننا نقف بكل إمكانياتنا إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وأن الأردن حكومة وشعبا ومؤسسات في حالة غضب وقلق لما يتعرض له إخواننا الفلسطينيين. وشدد جلالته على أن أمن الأردن واستقراره ووحدتنا الوطنية خط احمر لن نسمح المساس به. وقال جلالته.. لقد أجرينا خلال الأيام الماضية اتصالات عديدة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاطلاعهم على خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وللعمل معا على وضع حد للوضع المأساوي الذي يعيشه أهلنا في الأراضي الفلسطينية. وأشار جلالته إلى جولة وزير الخارجية الأمريكية كولن باول في المنطقة، مبينا أهمية وضرورة لقائه بالرئيس ياسر عرفات. وقال.. يجب أن نكثف اتصالاتنا مع الإدارة الأمريكية للتأكيد على أهمية أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي الرئيس عرفات، ولحث الإدارة الأمريكية على تفعيل دورها في العمل من اجل تطبيق قرارات مجلس الأمن بأقصى سرعة والضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاقيات التي وقعتها مع الجانب الفلسطيني. وبين جلالته مدى الغضب الذي يعتريه ويعتري جميع الأردنيين لما يجري لإخوانهم في الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى اتصالات عديدة يتلقاها جلالته من الأهل في نابلس وجنين وطولكرم توضح المأساة التي يعيشونها. ودعا جلالته إسرائيل إلى سحب قواتها فورا وإنهاء احتلالها للمدن والقرى الفلسطينية، مشيرا إلى أن على إسرائيل أن تستجيب لدعوتنا وأن تدرك أن احتلالها للأراضي الفلسطينية ومواصلة اعتداءاتها سيكون له آثار سلبية على العلاقات بين البلدين. وأكد جلالته على أهمية تماسك جبهتنا الداخلية حتى نتمكن من الاستمرار في دعم أشقائنا لان الأردن القوي هو السند لأشقائه الفلسطينيين. مشيرا إلى أن التخريب والاعتداء على الممتلكات في شوارعنا لا يخدم أبدا قضيتنا العادلة في فلسطين. وقال جلالته أن علينا واجب كبير حال انسحاب القوات الإسرائيلية في مساعدة الأهل في الأراضي الفلسطينية وتقديم العون والدعم العيني والإنساني لهم، لأننا نحن الوحيدون القادرون على إيصال المساعدات لإخواننا الفلسطينيين. وشكر جلالته جهود وزارة الداخلية ورجال الأمن العام في التعامل الحضاري مع المسيرات المؤيدة للشعب الفلسطيني، وقال.. نحن جميعا غاضبون مما يجري في فلسطين، وإننا نسمح بالمسيرات حين تكون منضبطة، وحين يجري التنسيق بشان تنظيمها مع وزارة الداخلية، مبينا جلالته 'إنني جاهز لأن أشارك في أي مسيرة منضبطة ومتفق بشأن تنظيمها مع وزارة الداخلية.' وأبدى جلالة الملك عبدالله الثاني توجيهاته لوزير الصحة للاستعداد لإيصال المساعدات الطبية إلى الأراضي الفلسطينية. وقال.. يجب أن تكون الاستعدادات جاهزة لدينا لإيصال المساعدات الطبية للأهل في رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس وبقية الأراضي الفلسطينية. وأضاف.. علينا تنسيق جهودنا في الحكومة والقوات المسلحة وسلاح الجو للوصول إلى الشعب الفلسطيني المحاصر بدون أدوية وغذاء. وبالنسبة للتبرعات بالدم يجب أن ننسق مع الاخوة في الأراضي الفلسطينية لتأمين وصولها للمستشفيات الفلسطينية. وأشار جلالته إلى أن هناك أيضا مساعدات عربية يجب أن نكون مستعدين لتأمين وصولها إلى الأراضي الفلسطينية. وكان رئيس الوزراء قد أكد خلال الجلسة أن الحكومة بدأت بتوظيف إمكاناتها للوقوف مع الأشقاء الفلسطينيين ومحاولة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار على الرئيس ياسر عرفات منذ يوم الجمعة 29 / 4 / 2002 ولهذه الغاية كثفت اتصالاتي أنا ووزير الخارجية مع جميع الجهات المعنية وبالأخص الأشقاء في فلسطين للاطمئنان على الرئيس عرفات. ومن ثم بدأنا بالاتصال مع المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومع أشقائنا في مصر والسعودية ولبنان وجميع البلدان العربية. ولقد أجرى جلالتكم اتصالات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول لحثهم على الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية وإنهاء الحصار على عرفات. وأوفدنا وزير الخارجية لأمريكا لنفس الغاية حيث حمل رسالة من جلالتكم للرئيس الأمريكي ..كما أجرى جلالتكم اتصالا مع كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة مطالبا بموقف عالمي ضد الممارسات الإسرائيلية الوحشية. سيدي.. لقد قمنا من خلال المنابر الإعلامية المحلية والعربية والأجنبية ومن خلال زيارة وزير الخارجية إلى أمريكا ووزير الدولة للشؤون الخارجية لمؤتمر وزراء الخارجية للدول الإسلامية وكذلك مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالتشديد على موقفنا الثابت والواضح من هذه الأزمة مؤكدين رفضنا وإدانتنا لهذا العدوان السافر على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ..هذا العدوان الذي تجاوز كل الأعراف الدولية والاتفاقات المبرمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.