رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى منتسبي الجيش العربي والأجهزة الأمنية يشيد فيها بعطائهم وجهودهم الكبيرة والموصولة للحفاظ على أمن الاردن واستقراره وحماية مكتسباته ومنجزاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الامين
إخواني وأخواتي، حماة الوطن الحبيب، منتسبي الجيش العربي الأبي والأجهزة الأمنية، الذائدين عن حمى الوطن والمدافعين عن أمنه واستقراره، والحاملين للواء عزه وسؤدده ورفعته.
يطيب لنا وأنتم تواصلون الليل بالنهار حفاظا على أمن الأردن العزيز بعزم لا يلين، أن نبعث إليكم بتحية أردنية عربية هاشمية تعبق بالاعتزاز والتقدير من رفيق لكم بالسلاح، ومحبة واحترام الأخ الفخور بإخوانه وأخواته الثابتين في خنادق الذود عن الوطن ومكتسباته.
لقد قدم الاردنيون الملتفون حول رايتهم الأردنية، منذ نشأة الدولة، وعبر تاريخها الطويل الحافل بالانجاز، كل أشكال الدعم والمؤازرة لجيشنا العربي ومؤسساتنا وأجهزتنا الأمنية، ليكون هذا الوطن على مستوى الأمنية والأمل الكبير للقائد المؤسس جلالة الملك الشهيد عبدالله الأول، ورفاقه الغرّ الميامين، وليشكل هذا الجيش، المتشرف بحمل اسم الأمة شعاراً وهدفاً، إلى جانب جميع الأجهزة الأمنية الساهرة، ضمانة الأمة وحرزها وعنوان عزها و كبريائها.
وكنتم ومازلتم مع نسائم طلعة كل صبح، منذ فجر الحرية والاستقلال الذي صنعه الآباء والأجداد، تبرّون بقسمكم صونا للوطن ودفاعا عن منجزاته، فالمعدن الأصيل يتجلى أيام التحديات، وأنتم يا إخواني وأخواتي في الجندية المرابطة، أكدتم معدنكم الأصيل والنفيس مراراً وتكراراً، وتألقتم عملاً وأداءً وصبراً ومسؤولية على امتداد عام ونيّف، شهدت البلاد فيه حراكا شعبياً عكس تطلعات شعبنا الى غد أفضل ومستقبل زاهر بعون الله.
ولقد وقفتم حماة للوطن، جنودَ حقٍ، تؤمنون بالله رباً، وبالقسم التزاماً، وبالوطن هدفاً، وقد جسدتم خلال هذه الفترة الالتزام الحقيقي بثوابت الوطن، وضبط النفس، ما جعلكم تستحقون أكاليل غار، وأن تكونوا لنا جميعاً مصدر عزٍّ وفخار.
وسيسجل التاريخ لكم أنكم رسمتم بتعاونكم مع أبناء شعبنا الطيبين المخلصين، والتزام المواطنين بالمسيرات السلمية نهجا وعملا، حالة من الإشراق والإبداع، تسعى الى تحقيق الاصلاح الشامل الذي ندعمه ونؤيده، فغدا الأردن بكم وبشعبنا الوفي، استثناء في تماسكه، والالتفاف حول مؤسساته الدستورية، وصورة ناصعة للالتزام بالأمن والاستقرار في منطقة لاهبة ازدادت فيها حدة العنف والتوتر والاحتقان إلى درجة غير مسبوقة.
وفي هذا اليوم الذي نعبّر فيه عن اعتزازنا بكل منتسبي جيشنا الأبي وأجهزتنا الأمنية الباسلة، لا ننسى ولا ينسى الأردنيون أنكم في كل يوم جمعة تؤثرون مواصلة العمل حفاظا على أمن الوطن، وتأمين سلامة المواطن على راحتكم، ووجودكم بين أهلكم وعائلاتكم، مقدرين لكم عاليا يا حماة الوطن، الرابضين في خنادق العطاء والإيثار والتضحية، احتكامكم إلى القانون واعتبار كل الأردنيين أهلكم وربعكم، ووضعكم نصب أعينكم حبّ الوطن العزيز على قلوبنا جميعا، فلكم من محبتنا أخلصها وأصدقها، ومن الشكر أوفره وأجزله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم
عبدالله الثاني ابن الحسين