الزاوية الإعلامية
عمان ، الأردن
كلمة جلالة الملك عبدﷲ الثاني مهنئاً الأسرة الأردنية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد
22 كانون الأول 2015

بسم ﷲ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول ﷲ، إخواني وأخواتي، أبناء وبنات شعبنا العزيز، السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته،
أحببت أن أتوجه إليكم اليوم بالتهنئة والمباركة، ونحن نحتفل بمناسبة المولد النبوي الشريف، كما يحتفل إخواننا المسيحيون بعيد الـميلاد الـمجيد. فكل عام وأنتم جميعاً، والأردن العزيز الغالي، بألف خير.
في هذا العام، تتزامن ذكرى مولد جدّنا المصطفى، عليه الصلاة والسلام، مع ذكرى الميلاد الـمجيد للمسيح عليه السلام، في أصعب الظروف التي تمر بها منطقتنا، ويعاني منها الكثير من بلدان العالم من انتشار التطرف والعنف وخروج على القيم والتعاليم، التي جاءت بها رسالة الإسلام، وكذلك رسالة المسيحية. ولابد أن نتذكر، في هذه المناسبة، أن الإسلام هو دين الرحمة، وأن ما يجمعنا هو القيم المشتركة، البعيدة كل البعد عـمّا يقـوم بـه خوارج هذا العصر.
قال تعالى "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين" صدق ﷲ العظيم. وهذا تأكيد على شمول رحمة الإسلام للبشرية جمعاء، فهو دين الرحمة للعالمين.
والحمد لله، في هذا البلد الخيّر المعطاء، لم يعرف مجتمعنا الفرقة أبداً. فنحن جميعاً، نعيش في ظل المواطنة التي تجمع ولا تفرق. ونؤمن أن المسيحيين العرب هم جزء أصيل من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وشريك رئيسي في بناء الحضارة والثقافة التي نعيشها، وفي الدفاع عن الإسلام منذ معركة مؤتة.
وبوحدتنا وعزيمتنا وتآخينا، سنبقى بعون ﷲ محصنين من شرور الإرهاب والتطرف، التي تستهدف العالم أجمع.
لذلك، نحن في الأردن لنا كل الحق أن نفتخر بنموذج العيش المشترك، الذي سار عليه آباؤنا وأجدادنا، وسيحافظ عليه أبناؤنا وبناتنا، والأجيال القادمة إن شاء ﷲ.
وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير.
والسلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته.