كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في المؤتمر السنوي الأول لشباب كلنا الأردن
كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في المؤتمر السنوي الأول لشباب كلنا الأردن
إخواني الشباب،
كل عام وأنتم بخير والله يعطيكم العافية،
إن هذا اللقاء هو تأكيد على التزامنا بدعم مبادرة شباب "كلّنا الأردن"، التي كان الهدف منها تمكين الشباب من المشاركة الفعلية في بناء الوطن.
وقد تابعت بمنتهى الاهتمام كل النشاطات والمبادرات التي قامت بها هيئة شباب "كلنا الأردن"، خاصة مبادرات دعم الإبداع والتميز الشبابي، والشراكة مـع المجتمعات المحلية، وتوفير فرص التدريب للشباب في مختلف المحافظات، وإنشاء النوافذ التمويلية لدعم الإبداع والتميز والمشاريع الريادية.
واليوم، نشعر بالفخر والاعتزاز بالإنجازات التي حققتموها في مرحلة التأسيس، والتي وضعتم خلالها الإطار العام لعمل الهيئة وآليات التواصل مع الشباب، من أجل إطلاق العديد من المبادرات والأفكار، وتحويلها إلى منجزات عملية يلمس الشباب والمجتمع ثمارها على أرض الواقع.
ومن خلال ما شاهدت وسمعت من حوارات ونقاشات في إطار هذا المنتدى الوطني تعززت قناعتي بأن الشباب الأردني غـنيّ بالقيادات الواعدة.
إخواني الشباب،
نريد منكم خلال الفترة القادمة الاستمرار بالعمل بنفس الجديّة والعزم الأردني الأصيل، وبالتركيز على دور الشباب في كل ميادين البناء والتطوير حتى يظل الأردن مثالاً في القدرة على التميز والإبداع وتحقـيق الإنجاز.
أما التحدي الأكبر الذي يقف أمامكم فـي المرحلة القادمة، فهو مأسسة دور الشباب في العديد من المجالات، ومن أهمها بناء شراكه حقيقيّة مع المؤسسات السياسية - مثل الحكومة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني - من أجل صقل مهارات الشباب، وإعداد قيادات فاعلة وقادرة على المبادرة وصناعة الحاضر والمستقبل، وفي هذا المجال قمتُ خلال المرحلة الماضية بإشراك الشباب في عدد من زياراتي للخارج وفي عدد من جولاتي الميدانية المحليّة، وهذه تجربة نريد تعميمها على أكبر عدد ممكن من الشباب.
ومن الناحية الاجتماعية، فلابدّ مـن العمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى شبابنا من خلال تحديد (أيام للعمل التطوعي الشبابي) في المؤسسات الخدميّة التي تحتاج إلى الدعم والمساندة من أجل ترسيخ روح المبادرة والتطوع بين الشباب وتعزيز علاقتهم بمجتمعهم وتفاعلهم المباشر مع حاجاته ومشكلاته.
ومن أهم المهمّات أيضاً التواصل الدائم مع الشباب في كل المحافظات من أجل التوعية والتدريب والإرشاد في مجال الاختيارات المهنية، وذلك من خلال إيجاد قنوات مؤسسية للتواصل بين الشباب والقطاع الخاص لتوفير فرص العمل للشباب والشابات عبر مكاتب الإرشاد المهني في كافة الجامعات.
مرةً أخرى أيها الشباب، كل الشكر والتقدير على جهودكم الطيبة. ونرجو أن تنقلوا تحياتنا واعتزازنا لكل إخوانكم وأخواتكم في كل مكان من هذا الوطن. ونريدكم أن تكونوا على ثقة بأن دعمنا للشباب بلا حدود وهـو من ثوابت نهجنا السياسي وقناعتنا بأهمية دور الشباب في بناء وطنهم ومستقبله.
وبارك الله فيكم،
والله يعطيكم العافية.