خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الشعب الأردني
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الشعب الأردني
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين
أيها الأخوة والأخوات المواطنون الأعزاء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإنه ليسرني غاية السرور، أن أتوجه إليكم اليوم، بتحية الاعتزاز بكم، والتقدير لعطائكم، في سائر مواقعكم، وفي كل مكان من الأردن العزيز، وأنتم تواصلون مسيرة البناء والتنمية، وتحققون الإنجازات الكبيرة، التي تليق بعزيمتكم، وتصميمكم على استكمال بناء الأردن الحديث، الأردن الذي يوفر لأبنائه وبناته، فرص الحياة الكريمة، في مناخ من الحرية والديمقراطية، التي تمكّن كل واحد منهم، من المشاركة في صنع القرارات، التي تؤثر في حياته ومستقبل أبنائه، وتفتح له الأبواب للمساهمة في مسيرة التنمية الشاملة، والاستفادة من مكاسبها، على أسس من العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وقد رأيت أن أتحدث إليكم اليوم، وأضع أمامكم رؤيتي، لمسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي، والاجتماعي والإداري، التي بدأناها منذ خمس سنوات، والتي تشكل في مجموعها، طريقنا إلى التنمية المنشودة.
وعلى ذلك،فإنني أرى أن التنمية السياسية والاقتصادية، والإدارية والاجتماعية، هي عملية متكاملة، ولا يجوز التعامل مع أي واحدة منها، على أنها وحدة مستقلة، أو منفصلة عن غيرها، وأنه لا بد من توسيع قاعدة المشاركة الشعبية، في هذه المسيرة، التي تحتاج إلى جهد ودعم كل واحد من أبناء الوطن.
ولما كانت التنمية السياسية، هي المدخل لمشاركة مختلف الفعاليات الشعبية، ومؤسسات المجتمع المدني، في سائر جوانب عملية التنمية، فإنني أؤكد هنا، على أهمية أن تبدأ التنمية السياسية، من القواعد الشعبية، صعودا إلى مراكز صنع القرار، وليس العكس.
وبناءً على ما تقدم، وتعزيزا لمسيرتنا الديمقراطية، واستكمالا لعملية الإصلاح السياسي والاقتصادي، والاجتماعي والإداري، وحرصا منا على إشراك المواطنين في محافظاتهم، في المرافق العامة، وأولويات الاستثمار، والإنفاق على المشاريع الرأسمالية والخدماتية، وفي الإشراف على أداء الأجهزة الرسمية، في مختلف المناطق، فقد رأينا أن نعيد النظر في التقسيمات الإدارية في المملكة، بحيث يكون لدينا عدد من المناطق التنموية أو الأقاليم، التي يضم كل إقليم منها، عددا من المحافظات، ويكون لكل إقليم، مجلس محلي منتخب انتخابا مباشرا، من سكان هذا الإقليم، ليقوم هذا المجلس، بالإضافة إلى المجالس البلدية المنتخبة في المحافظات، بتحديد الأولويات، ووضع الخطط والبرامج، المتعلقة بهذا الإقليم، بدلا من اقتصار هذه المهمة، على صانع القرار في المركز، فأهل الإقليم أدرى بمصالحهم واحتياجاتهم، وسنعمل في أقرب وقت ممكن على تشكيل لجنة ملكية، لدراسة هذا التوجه من مختلف الجوانب، ووضع الآلية المناسبة لتنفيذه، وتحويله من فكرة إلى واقع ملموس.
أيها الأخوة والأخوات المواطنون الأعزاء،
إنها مناسبة أتوجه فيها باسمكم جميعا، بالتهنئة والمباركة، للأشقاء الفلسطينيين، بإنجازهم العظيم في إجراء الانتخابات الرئاسية، واختيار قيادتهم الشرعية، باعتبار هذا الإنجاز، خطوة رئيسية وضرورية، على طريق استعادة حقوقهم، وبناء دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، وسنكون لهم كما كنا على الدوام، السند والداعم الأقوى، حتى يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم الوطنية المشروعة.
وبهذه المناسبة أيضا، فإنني أتوجه إلى الاخوة والأشقاء في العراق، بمختلف فئاتهم وأطيافهم، بالدعوة المخلصة، إلى المشاركة في الانتخابات، التي ستُجرى بعد أيام، لأنها الطريق الواقعي الوحيد، الذي سيمكنهم من تحقيق الأمن والاستقرار، وإعادة بناء وطنهم والعودة به، إلى وضعه الطبيعي ومكانته المتميزة في المنطقة.
ومرة أخرى أيها الأخوة والأخوات المواطنون الأعزاء، أحييكم جميعا، وأؤكد على اعتزازي بكم، وأسأل المولى عز وجل، أن يحفظكم ويبارك فيكم، وأن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لوطننا وأمتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته