الزاوية الإعلامية
تجسدت مكانة وعمق العلاقات التاريخية بين العائلتين المالكتين في الأردن واليابان من خلال استقبال جلالة امبرطور اليابان اكهيتو والامبرطورة مكيشيكو لجلالة الملك عبد ﷲ الثاني واصحاب السمو الملكي الامراء حمزة بن الحسين ولي العهد وعلي بن الحسين وهاشم بن الحسين في القصر الامبراطوري في طوكيو اليوم. وحرص جلالة الملك امبرطور اليابان التأكيد على تعزيز وتطوير العلاقات بين الأردن واليابان التي بدأت منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في سنة 1959. وعبر جلالة الملك عبد ﷲ الثاني عن تقدير الأردن لليابان حكومة وشعبا على ما تقدمه من مساعدات للأردن ودعم لبرامجه الاقتصادية والاجتماعية.
وكان جلالته واصل اليوم لقاءات مكثفة مع فعاليات اقتصادية وبرلمانية تناولت الوضع في الشرق الاوسط وسبل فتح افاق جديدة من التعاون بين الأردن واليابان في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة. ففي مبنى البرلمان الياباني التقى جلالته اليوم رئيس مجلس النواب my tamisuke watanuki وعددا من اعضاء المجلس الذين اشادوا بالجهود التي يقوم بها جلالته من اجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط؛ والعمل في سبيل تطوير الاقتصاد الأردني؛ وتحقيق التقدم والرخاء للشعب الأردني.
واستعرض جلالته التصور الأردني والعربي لتخفيف التوتر في منطقة الشرق الاوسط من خلال اعتماد الحل السياسي كاسلوب وحيد لانهاء العنف واعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح. واشار جلالته الى ان شعوب منطقة الشرق الاوسط بحاجة الى مساندة المجتمع الدولي واليابان في الجهود الهادفة الى تحقيق السلام العادل والشامل.
وخلال لقاء جلالة الملك عبد ﷲ الثاني مع رئيس مجلس المستشارين mr kurata hiroyuki وعدد من اعضاء المجلس ومع رئيس واعضاء رابطة الصداقة البرلمانية اليابانية الأردنية اكد جلالته ان العلاقات المتميزة والمتنامية بين الأردن واليابان تتيح المجال للعمل معا سواء على صعيد قضية السلام في منطقة الشرق الاوسط او بالنسبة لدعم جهود التنمية في الأردن والدول العربية.
وقال جلالته: ان تجربة اليابان الاقتصادية الناجحة تشكل نموذجا للأردن ولدول المنطقة للاستفادة منها في تطوير الاقتصاد وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. وبين جلالته ان التوصل الى السلام في منطقة الشرق الاوسط سيمكن شعوب هذه المنطقة من التوجه الى التنمية والبناء وتحقيق المستقبل والامل للاجيال الشابة.
واشار جلالته خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزراء الخارجية والمالية والصناعة والتجارة الى المساعي التي يقوم بها الأردن والدول العربية من اجل انجاح التحركات الجارية حاليا لاطلاق مفاوضات السلام؛ موضحا جلالته الاسس التي يؤكد عليها الأردن دائما للتوصل الى السلام وهي انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية، وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي المتصلة بالقضية الفلسطينية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
واكد رئيس مجلس المستشارين ورئيس رابطة الصداقة البرلمانية الأردنية اليابانية تقديرهم لدور جلالته والأردن الحيوي في عملية السلام وفي السعي من اجل توفير الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. واشاروا الى انهم سيسعون مع الحكومة اليابانية للعمل من اجل توثيق التعاون بين البلدين، وعلى حث الحكومة اليابانية لمواصلة دعمها ومساعدتها للأردن في المجالات الاقتصادية والفنية. وكانت العلاقات الاقتصادية والدعم الذي تقدمه اليابان للأردن في مقدمة المواضيع التي بحثها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني اليوم مع اتحاد مؤسسات رجال الاعمال اليابانية حيث اطلعهم جلالته على التطورات التي شهدها الاقتصاد الأردني خلال السنوات الماضية خاصة توقيع اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة واوروبا ومع 16 دوله عربية.
واشار جلالته الى القوانين والتشريعات الأردنية التي تم اقرارها في الأردن لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية، والى المزايا الاستثمارية في المناطق الصناعية المؤهلة؛ وفي منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. وقال جلالته: اننا نسعى من اجل جعل الأردن مركز انطلاقة للاستثمار الاجنبي؛ ولفت الى ان الأردن لديه اعلى مستوى تعليمي في الدول العربية وقوى عاملة منافسة مما يؤهله لان يكون مركزا حيويا للاستثمار.
ووجه جلالته الدعوة لرجال الاعمال اليابانيين لزيارة الأردن والاطلاع على الفرص الاستثمارية العديدة فيه؛ مؤكدا على ان الحكومة ستقدم كافة التسهيلات للمستثمرين اليابانيين ولضمان نجاح استثماراتهم وبين اعضاء اتحاد مؤسسات رجال الاعمال اليابانيين ان زيارة جلالة الملك عبد ﷲ الثاني لليابان ولقائهم جلالته اتاحت لهم المجال لمعرفة آفاق الاستثمار في الأردن وانهم سيعملون على دراسة المناخ الاستثماري في المملكة؛ والالتقاء بنظرائهم من القطاع الخاص الأردني في المستقبل القريب.
من جهة ثانية؛ افتتح جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في طوكيو اليوم معرض الصناعات الأردني ـ السوري ـ اللبناني المشترك الذي اقامته منظمة اليابان للتجارة الخارجية "JETRO" بهدف عرض وترويج بعض منتجات الدول الثلاث في السوق الياباني. واطلع جلالته على اقسام المعرض الذي اشتمل على واحد وعشرين منتجا أردنيا وستة عشر سوريا وثمانية لبنانيا تم اختيارها من قبل "JETRO" لاطلاع الشركات اليابانية المهتمة بمنتوجات هذه الدول ويستمر المعرض الذي اشتمل على منتجات غذائية أردنية ومستحضرات تجميل استخرجت من البحر الميت ومواد خام اربعة ايام حيث ستتمكن 1200 شركة يابانية من زيارة المعرض ودراسة جدوى هذه المنتجات وتسويقها وعقد اتفاقيات لتصديرها لليابان.
وقد توجه جلالة الملك عبد ﷲ الثاني بعد اختتام زيارته لليابان الى سنغافورة في طريق عودته الى الوطن. وكان ولي العهد اليابان ناروهيتو وعدد من المسؤولين اليابانيين والسفراء العرب المعتمدين في طوكيو في وداع جلالته.