نشاطات جلالة الملك عبدالله الثاني في واشنطن

عمان
21 أيلول/سبتمبر 2005

يعقد جلالة الملك عبدالله الثاني لقاء قمة في البيت الابيض يوم غد الخميس مع الرئيس الامريكي جورج بوش يبحث الزعيمان خلالها تطورات عملية السلام لا سيما بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في العراق.



وكان جلالته استعرض في مباحثات اجراها اليوم في واشنطن مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني التحديات التي تواجه المنطقة ..مؤكدا اهمية تواصل دعم الولايات المتحدة لعملية السلام التي حققت تقدما واضحا اثر الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة الذي يعد انجازا مهما يجب ان يتبعه انسحابات اخرى من الضفة الغربية بما يتفق مع خارطة الطريق.



واكد جلالته مجددا على الموقف الاردني الداعي الى ضرورة استمرار حشد التاييد والدعم الدولي لجهود السلطة الفلسطينية الرامية الى المحافظة على الامن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة الذي ازدادت فيه معدلات الفقر والبطالة بعد سنوات طويلة من الاحتلال.



واعرب جلالته وتشيني عن حرصهما المشترك على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين ..مقدرا جلالته في هذا الصدد دعم الادارة الامريكية للبرامج التنموية التي ينفذها الاردن في مختلف القطاعات . وتابع جلالة الملك عبدالله الثاني لقاءاته اليوم مع اعضاء الكونغرس الامريكي حيث كانت العلاقات الثنائية والاوضاع السائدة في منطقة الشرق الاوسط محور الموضوعات التي بحثها جلالته مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور ريتشارد لوجر Richard lugar وعدد من اعضاء اللجنة ورئيس واعضاء لجنة المحصصات في مجلس النواب برئاسة جيري لويس jerry lewis ورئيس مجلس النواب دينيس هاسترت dennis hastert وزعيم الاغلبية توم ديلاي tom delay وعدد من قيادات المجلس. كما التقى جلالته السناتور جون كيري john kerry والسناتور باتريك ليهي Patrick leahy.



ووضع جلالته اعضاء الكونغرس في صورة التطورات الراهنة في المنطقة وخاصة عملية السلام والوضع في العراق ..موضحا جلالته الجهود التي يبذلها الاردن مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لايجاد حل عادل للصراع العربي الاسرائيلي يضمن حقوق الاطراف كافة.



واكد جلالته ..ان اهم خطوة يجب ان يتخذها المجتمع الدولي في هذه المرحلة من اجل المساعدة في استتباب الامن في الاراضي الفلسطينية هو دعم الحكومة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس ليتسنى لها القيام بواجباتها ومسؤولياتها الامنية والاقتصاديه. وأشار جلالته الى ان ارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة والوضع الاقتصادي الصعب يشكلان اكبر تحد أمام الحكومة الفلسطينية في هذه المرحله.



واستعرض جلالته جهود الأردن وتعاونه مع الحكومة العراقية من أجل انجاح العملية السياسية التي أكد الأردن دائما ضرورة مشاركة كل فئات الشعب العراقي فيها..معتبرا جلالته أن نجاح العراقيين في بناء دولتهم واعادة الأمن والاستقرار الى العراق يعد أمرا حيويا للمنطقة برمتها. وقال جلالة الملك..ان الاردن ومن أجل مواجهة التفسيرات الخاطئة للاسلام التي تبرر الارهاب اطلق حوارات تستند الى رسالة عمان وتستهدف توحيد الجهود وتنسيق المواقف في التصدي لهذه الظاهرة التي باتت تشكل مصدر تهديد حقيقي للسلام العالمي. وأشار جلالته الى المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان في تموز الماضي استنادا الى ما تضمنته رسالة عمان بمشاركة ممثلين عن مختلف المذاهب الاسلامية الذين اجمعوا على توحيد الفتاوى الاسلامية ورفض استخدام الدين كوسيلة لنشر الافكار المتطرفه.



وقال جلالته ..ان جهوده خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة ركزت على توضيح رسالة الاسلام الحقيقية وقيمه النبيلة والتاكيد على أن أغلبية المسلمين ترفض الارهاب ولا تبرر أعمال القتل التي ترتكب باسم الاسلام. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أعرب جلالة الملك عن تقديره لدعم الكونغرس والادارة الامريكية على ما قدموه للاردن من مساعدات خلال السنوات الماضية والتي ساهمت في تنفيذ العديد من برامج التنميه..مشيرا جلالته الى ان الارتفاع الهائل في اسعار المحروقات فرض على الاردن تحديات كبيرة في تنفيذ هذه البرامج.



وأعربت قيادات الكونغرس عن تقديرها لجهود جلالة الملك الهادفة الى ترسيخ دعائم السلام في المنطقة وما يقوم به جلالته من تحركات نشطة لتوضيح المعاني السامية والانسانية للاسلام . وقالوا ..ان هذه الجهود تحظى بتقدير واحترام من المجتمعات الغربية التي كانت بحاجة الى الاستماع الى مثل هذا الصوت العقلاني الذي ينقل صورة الاسلام على حقيقتها السمحه. وفي تصريحات صحفية أعقبت لقاء جلالته مع قيادات الكونغرس اكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي السيناتور ريتشارد لوجر..أننا نحتاج كأمريكيين الى نهج مؤسسي لفهم الدين الاسلامي لنتمكن من تفهم حساسية العلاقة بين المسلمين والمجتمع الامريكي ومعالجة الاوضاع في المنطقة والتعامل مع المشاكل التي تحدث في العراق. وأضاف..ان هذا سيقود الى فهم القوى التي تشكل المجتمع العراقي بكل فئاته..مشيرا الى ضرورة تحديد فهم اوضح للعراقيين والتقاطعات الدينية بينهم كونهم هم الذين سيبنون الديمقراطية والحرية للشعب العراقي. وأعتبر السيناتور لوجر..ان اعداد الدستور العراقي واجراء الانتخابات هما الامل المتبقي للعراقيين لاستعادة الامن وتحقيق الاستقرار وبناء المستقبل. وقدر عاليا جهود جلالة الملك لايجاد حلول لقضايا المنطقة ..واصفا رؤى جلالته في هذا السياق بالبناءة وتعكس تفهما واضحا لمشاكل المنطقه. وأعرب عن تفهمه للتحديات التي يواجهها الأردن الناجمة عن ارتفاع أسعار البترول وتاثير ذلك على الموازنة ..اضافة الى ما يواجهه من تحديات ناتجة عن عدم الاستقرار في المنطقه. وقال عضو لجنة المخصصات في مجلس النواب الامريكي جيم كولبي..ان العلاقات مع الأردن جيدة وتسير في الاتجاه الصحيح..مثمنا جهود الاردن لتحقيق الاصلاحات السياسية والتعليمية والاقتصادية..واصفا النموذج الاردني في الاصلاح بانه مميز. وأشار الى أن بلاده قدمت مساعدات اضافية للأردن لمواجهة أول ارتفاع في أسعار البترول ولكن مع استمرار ارتفاع هذه الاسعار فان الوضع الاقتصادي سيواجه تحديات اضافية خاصة في ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقه. وقال..ان جلالة الملك خلال اللقاء عرض وجهة النظر الأردنية حول الانسحاب الاسرائيلي من غزة وافاق المستقبل في المنطقة..مثمنا جهود جلالته في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقه.