مقابلتان: تلفزيونية وصحفية مع جلالة الملك

عمان
08 كانون الأول/ديسمبر 2004

دعا جلالة الملك عبدالله الثاني السنة في العراق الى ضرورة المضي قدما للمشاركة في الانتخابات التي ستجري في موعدها المقرر؛ مؤكدا جلالته ان الاردن يعمل مع العراقيين والمجتمع العراقي لاجراء هذه الانتخابات.



كما اعرب جلالته خلال مقابلة اجرتها معه محطة "سي ان ان" الامريكية عن امله في ان تتمكن القيادة الفلسطينية خلال الاسابيع القادمة من تنظيم امورها وترتيب اولوياتها واجراء الانتخابات.



واكد جلالته ان اغتنام عامل الوقت هام جدا لاحياء عملية السلام والعمل بشكل جاد وفوري لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة.



وفي معرض رده على سؤال حول القرار الذي اتخذه جلالته مؤخرا باعفاء الامير حمزة من ولاية العهد اكد جلالته ان اعفاءه للامير حمزة من ولاية العهد سيعطيه الفرصة للقيام بمهام ومسؤوليات اخرى مع اخوانه الامراء. وقال جلالته ان الامير حمزة يتمتع بالعديد من القدرات التي يمكن ان يسخرها لخدمة وطنه مشيرا جلالته الى انه لم يسم وليا للعهد.



وفيما يلي ابرز ما ورد في مقابلة جلالته مع محطة "سي. إن. إن."



سؤال: لقد اثرتم بعض الجدل قبل عدة اسابيع عندما قلتم انه ربما لا تكون فكرة جيدة ان تقام الانتخابات في العراق في الثلاثين من شهر كانون ثاني فما هو موقفكم تحديدا في هذا الصدد؟



جواب: لم يتم استيضاح تصريحي بالنسبة للاعلام العالمي فما قلته هو اننا نامل بان تجري الانتخابات في موعدها وان الاردن يعمل مع العراقيين والمجتمع الدولي من اجل اقامة الانتخابات في الثلاثين من كانون الثاني.



لقد كانت لدي مخاوفي بشان عدم الاستقرار لكن من الواضح لي ان الحكومة العراقية والمجتمع الدولي متمسكون بموعد الثلاثين من كانون الثاني ولا اعتقد انهم سيغيرون هذه الموعد اعتقد ان امامنا مسؤولية التواصل مع السنة في هذا الوقت والذين هم قلقون بشان الانتخابات وان نقول لهم ان الانتخابات ستجري في موعدها واذا لم تلتزموا بهذه الانتخابات فانكم ستفوتون الفرصة.



سؤال: اذا لابد ان تجري الانتخابات في الموعد المحدد في الثلاثين من كانون الثاني هل هذا ما تشعرون به الان؟



جواب: في الحقيقة كنت قلقا حيال انعدام الامن في العراق لكنني اعتقد ان الجميع ملتزم بالموعد وما لم يكن هناك بديل فلما يتم تاجيل الانتخابات يجب ان يكون هناك سبب او برنامج لذلك ولم اسمع حتى الان اي مقترح بهذا الصدد.



سؤال: العديد من السنة قلقون فلقد التقيت عدنان الباججي مؤخرا وقال انه يعتقد انه يجب تاجيل الانتخابات لان السنة في المثلث السني يخشون من الخروج والعديد منهم قلق حيال الوضع الامني؟



جواب: ما قلته للقيادة السنية هو اذا ما اقترحتم التاجيل فان ذلك لا يكفي؛ عليكم الخروج باسباب وبرامج يمكن ان تقنع المجتمع الدولي بالاسباب التي تدعو الى تاجيل الانتخابات والمدة الزمنية لكن ذلك لم يحدث لذا اعتقد انه في ظل هذه الظروف فان الانتخابات ستجري في موعدها وعلى السنة ان يمضوا قدما.



سؤال: هل الوضع في العراق استنادا لكل ما تعرفونه كونكم جيران العراق هل الوضع اسوا مما كان عليه قبل عام من الان؟



جواب: ان الصور التي نراها كل يوم تترك انطباعا يفيد بان الوضع اسوا لكننا نريد تحريك المجتمع العراقي الى الامام هناك فرصة من خلال الانتخابات واعتقد انه اذا تمكنا من اقامة الانتخابات فان هذا سيمثل مرحلة جديدة للعراق ونامل بان تكون افضل. المشكلة هي انه اذا لم يشارك السنة في الانتخابات عندها ستخول الحكومة بصياغة الدستور. وقلقي هو عندما نريد صياغة الدستور في ظل غياب جزء من المجتمع فان هذا قد يخلق المشاكل ؛ لذا آمل ان نتمكن في الاردن ودول اخرى وقادة اخرين
ان نقنع السنة بالذهاب الى صناديق الاقتراع .



سؤال: هل انتم قلقون حيال احتمالية انقسام العراق الى قطاع سني وقطاع شيعي وقطاع كردي؟



جواب: ان هذا يمثل قلقا دائما ومجددا فان الكلمة الفصل تعود للدستور وعلينا ان نفكر خارج الاطار التقليدي لانه يمكن خلق ظروف يتم فيها صياغة الدستور بطريقة تستثني جزءا من المجتمع وهذا قد يدفع الناس باتجاه حرب اهلية .. كلنا في المجتمع الدولي متفقون على دعم الحكومة العراقية الحالية وقد اصبح جليا ان الانتخابات ستجري في موعدها وعلينا ان نحث المجتمع الدولي على المشاركة.



سؤال: دعنا نتحدث عن فترة ما بعد ياسر عرفات وعن العملية السلمية في الشرق الاوسط ؛ فالعديد يعتقد ان الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها في التاسع من كانون الثاني تمثل فرصة الان وقد تبدا بانعاش محادثات السلام هل تعتقدون ان ذلك ممكن؟



جواب: اعتقد ان لدينا فرصة ذهبية؛ فهناك لاعبون جدد على الساحة واعتقد ان ابو مازن يتمتع بالقدرة على ان يكون قائدا قويا للشعب الفلسطيني وان يخلق ظروفا جديدة لا يتم خلالها استخدام ذريعة عدم وجود شريك للسلام وهذا ما يدفعنا جميعا للتفاؤل ودعم هذه الانتخابات ليلة التاسع من كانون الثاني ونامل ان تنظم القيادة الفلسطينية نفسها خلال الاسابيع القادمة وبعد العملية الانتخابية علينا اعادة تفعيل خارطة الطريق والمضي بالعملية السلمية قدما وان نحث الفلسطينيين والاسرائيليين على التحدث معا.



سؤال: ابو مازن محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الان بعد عرفات رشح نفسه لمنصب الرئيس في السلطة الفلسطينية لكنه يواجه تحديا من
قبل فلسطيني اخر هو مروان البرغوثي الذي يمضي خمسة احكام مؤبدة بالسجن وادانته اسرائيل بتهمة الارهاب فكيف تنظرون الى ذلك؟



جواب: ان هذا يربك المسالة الان ؛ ولا ادري اذا ما كان هذا امرا صائبا في هذا الوقت ؛ فآخر ما نريده هو صراع بين القادة الفلسطينيين في وقت يسعون فيه الى انتخاب قائد والمضي قدما واتاحة الفرصة للمجتمع الدولي لجمع الفلسطينيين مع الاسرائيليين 0 نعم لقد فوجئ الناس بذلك واعتقد ان علينا ان ننتظر ونرى ما سيحدث خلال الاسابيع القادمة لكن هدفنا وهدف المجتمع الدولي هو انتخاب قائد فلسطيني في السرعة الممكنة وجعله ينخرط بالعمل مع المجتمع الدولي واللجنة الرباعية والجانب الاسرائيلي.



سؤال: اذا لديكم ثقة بمحمود عباس ؟



جواب: الامر منوط بالانتخابات؛ لكنه في الوقت الراهن مرشح قوي جدا.



سؤال: الانسحاب الاسرائيلي المقرر من غزة هل يجب ان يسير بشكل فردي ام ان على اسرائيل ان تنتظر وتنسقه مع القيادة الفلسطينية الجديدة التي ستبرز؟



جواب: مجددا ان موضوع غزة لم تتضح معالمه بعد بشكل كامل ولا زالت هناك اسئلة عديدة تطرح من قبل الكثير منا ونامل ان يكون الانسحاب من غزة جزءا من خارطة الطريق فلو كان امرا منفصلا فسيربك العملية وليس هناك تاكيد كامل على ما يحدث في غزة والى اين ستؤول الامور؛ فطالما كان الانسحاب جزءا من عملية سلمية نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين فلا باس؛ لكن هذا الامر لم يتضح بشكل كامل.



سؤال: لقد سمعت من بعض الامريكيين الذين التقوا مؤخرا مع الرئيس السوري بشار الاسد انه مستعد لبدء المفاوضات مع الاسرائيليين دون شروط مسبقة لكن انتم تعيشون في الجوار فما الذي سمعتموه؟



جواب: لقد تلقينا ذات الاشارات التي تبدو ايجابية؛ واعتقد انه عندما تصدر مثل هذه الاشارات علينا ان نرى الى اين يمكن ان تقودنا؛ فالرئيس بشار سيزور الاردن خلال الاسبوعين القادمين؛ ونامل ان نرى ونسمع امورا ايجابية من قبله ؛ ولنأمل بالمضي قدما بالعملية بين الاسرائيليين والسوريين.



سؤال: ان القرار الذي اتخذتموه مؤجرا باعفاء ولي العهد من هذه المسؤولة ؛ فالعديد من المشاهدين مهتمون بهذا الأمر ؛ ومهتمون بالنظام الملكي في بلدكم ؛ فما هي قصة ما حدث؟



جواب: قبل وفاة جلالة الملك الحسين بقليل؛ قال: ان مسالة ولاية العهد يجب ان تكون دورا محدودا جدا ؛ ولدي اربعة اخوة اقوياء؛ ويتمتعون بقدرات عالية؛ واثنان منهم "احدهم حمزة الذي كان وليا للعهد" سيعودان لخدمة الاردن خلال العام القادم ؛ وهذا الامر سيسمح له بشكل اساسي بتوسيع افقه والاضطلاع بالامور التي تهمه؛ وهو امر سيعود بالنفع على البلد باعتقادي عوضا عن تقييده بهذا المنصب الذي حدده جلالة المغفور له الملك الحسين.



سؤال: هل هو سعيد بهذا الامر؟



جواب: اعتقد ان هذا الامر يفتح له افاقا جديدة؛ وهو امر يمثل تحديا واعني انه سيعمل معي عن كثب؛ وستتاح له فرصة الانخراط بشكل اكبر في المجتمع الاردني ؛ فهو يتمتع بالعديد من القدرات يمكن ان يسخرها لخدمة بلده؛ واتطلع الى عودته؛ واعتقد انكم سترون عملا رائعا منه.


سؤال: والان ابنكم هو فعليا "ولي العهد؟"



جواب: لا لم اسمه وليا للعهد؛ فهو في العاشرة من عمره ـ فقط ـ؛ والطريقة التي تسير عليها الترتيبات هي ان منصب ولاية العهد سيبقى شاغرا وفقا للظروف؛ واذا ما حدث شي؛ فهناك تعليمات ونظام موجود.



من جهة اخرى؛ أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة مشاركة السنة في الانتخابات المقبلة مشيرا الى ان عدم مشاركتهم سيفوت عليهم فرصة ان يكونوا جزءا فاعلا في النظام السياسي في العراق والمشاركة في صياغة الدستور وتقرير المستقبل الافضل لبلدهم .



وحذر جلالته خلال المقابلة التي اجرتها معه صحيفة الواشنطن بوست الامريكية ونشرتها اليوم من اية محاولة لتغيير الجغرافيا السياسية المتوازنة بين السنة والشيعة في المنطقة. كما اكد جلالته ضرورة ان تجري الانتخابات في كامل المناطق العراقية وبمشاركة جميع العراقيين ؛ محذرا في هذا السياق من اية تدخلات خارجية في هذه الانتخابات وخاصة من دول الجوار.